حديث النبيﷺ عن العالم المنافق
أحاديث المعاملات

روي عن حضرة النبيﷺ إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم بعدي كلُّ منافقٍ عليمُ اللسانِ وقال ﷺ

ذكره المناوي في فيض القدير ج١

قال العارف بالله عبد القادر الجيلاني:- الناس أربعة رجال

١- رجل لا لسان له ولا قلب :-

وهو العامي لا خير فيه ولا وزن له إلا إذا رحمه الله تعالى برحمته ويهدي قلبه للإيمان به ، ويحرك جوارحه للطاعة له سبحانه و تعالى فاحذر أن تكون منه وأن تلجأ إليه وأن تأخذ منه

٢- ورجل لسان بلا قلب:-

فينطق بالحكمة ولا يعمل بها يدعو الناس إلى الحق تعالى وهو يفر منه وهو الذي حذر منه النبي ﷺ بقوله : ( أخوف ما أخاف على أمتي علماء السوء ) فنعوذ بالله من هذا فابعد منه ليلا يخطفك بلذيذ لسانه فتحرقك نار معاصيه ويقتلك نتن باطنه .

٣- ورجل قلب بلا لسان :-

وهو مؤمن ستره الله تعالى عن خلقه وبصره بعيوب نفسه ونور قلبه وعرفه غوائل مخالطة الناس وشوم النطق وتيقن أن السلامة في الصمت .

كما روي عن حضرة النبيﷺ من صمت نجا ( أخرجه الترمذي وأحمد والبيهقي في الشعب)

وقال بعض العلماء العبادة عشرة أجزاء تسعة في الصمت فهداه الله تعالى إلى الخير وكل الخير عنده فعليك مصاحبته وخدمته وقضاء حوائجه تدخل في زمرة الصالحين بيركته .

( وهذا النوع له تأثير بحاله عليك قبل كلامه كما قال العارفين أصحب من يؤثر فيك حاله قبل مقاله )

. ٤- ورجل لسان وقلب:-

وهو المدعو في الملكوت بالعظيم فصاحبه وأقبل منه النصائح وهو أكمل مما قبله .

فمن تكلم بحكمة عن تحقق وتمكن كالعارفين الواصلين فيفيد التأثير أيضا لأن أنوارهم سبقت أقوالهم فإنما ينطقون بما يناسب الحكمة على حسب حال الناس منها فتصل إلى قلوب السامعين فتؤثر فيها وتتمكن.

ولم يمنع من التمكن والتأثير في الناس إلا الجحود والضلال كحال أهل الكفر حيث جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ٹیاهم خوفا من التمكن

لأنهم ما أنكروا كلام الأنبياء من حيث ذاته وأقروا بحسنه وصرحوا بكماله إلا أنهم جحدوا حقيقته عنادا .

فقالوا :- { أساطير الأولين( سورة الأنفال) } وقالوا { هذا سحر مبين (سورة النمل) }

فكلام الأنبياء والأولياء كان عن إذن وما يخرج بإذن يكون كلامه عليه حلاوة وكسوة الأنوار وما هو عن غير الإذن فيخرج مكسوف الأنوار .

والإذن يختلف بحسب الأوقات والحالات والأشخاص ، ولهذا تجد الرجلان يتكلمان بحقيقة واحدة فتقبل من واحد ولا تقبل من الآخر

( فكل من تتأثر بحاله أو مجالسته أو كلامه وتخرج من عنده منشرح الصدر ويجعلك تذداد عملا وعبادة وحبا لربك فلا تتركه

كما روي أن الصحابة سألوا حضرة النبيﷺ فقالوا من أولياء الله

فقال النبيﷺ من تذكركم بالله رؤيته

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين.