حديث النبيﷺ عن تأييد الإسلام بالرجل الفاجر
أحاديث المعاملات

روي عن حضرة النبيﷺ

إِنَّ اللَّهَ ليؤيد هذا الدِّينَ بالرجل الفاجر

{ متفق عليه عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه} . في الحديث إشارة :-

الإشارة الأولي:-

أن المولي عز وجل قد يؤيد العالم مع أن فيه فسق وفجور من باب المكر الإلهي كما قال سبحانه وتعالى { سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}

فيظن العالم مع وجود فسقه أنه علي حق بكثرة الحفظ والعلم وكثرة من يستمعون له ويأخذون العلم منه

ولا يشعر بأن ربه عز وجل استخدمه لخدمة البلاد والعباد ثم يأخذه علي غرة من أمره إلا إذا تاب الي ربه ورجع الي رشده .

لأن الحديث لم يذكر أن الخاتمة علي فجور بل ذكر حال العالم بأنه وقت دعوته كان فاجرا فقد يتوب ويرجع الي الصواب قبل موته ولا حرج على فضل الله تعالى

لأن قلوب العباد بيد الرحمن سبحانه وتعالى يقلبها كيف يشاء فهو يغير ولا يتغير فلا تضيق رحمة الله تعالى لانه كريم ورحيم ولطيف بعباده فافهم إن كنت ذو بصبرة وعقل موزون

الإشارة الثانية:-

في الحديث تحذير خفي شديد قائم علي لطف الله بعباده العلماء بأن كل عام لابد أن يحاسب نفسه علي كل فعل وقول هل المولي عز وجل راض عنه بهذا القول أو الفعل أم لا

وميزان الرضي في الشرع من كتاب وسنة واضح جلي لكل عاقل ذكي وهل يفعل العالم كل ما يقوله أو بعضه علي قدر جهده واستطاعته حتي لا يسأله ربه عن ذلك . والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم.

  • وقال العارف بالله علي الخواص:-

يدخل فيه العالمُ أو العارف المربي إذا لم يعمل بعلمه في نفسه ولكن أفتى ويدل الناس على طريق الله عز وجل .

وكذلك يدخل في الحديث العالم والعابد إذا زهدا في الدنيا طول عمرهما فلما قربت وفاتهما مالا إلى الدنيا وأحباها وجمعا المال من غير جهة حلال

فيموتان على ذلك فيُحشران مع الفجَّارِ الخارجين عن هدي من العلماء العاملين

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين

  • المراجع :-

  • صحيح البخاري ومسلم

  • الجواهر والدرر للشعراني

  • الطبقات لعبد الوهاب الشعراني ترجمة علي الخواص . .