حديث النبيﷺ عن تربية النفس في الاستسلام لما يحبه مولاك
أحاديث المعاملات

روي عن حضرة النبيﷺ قال يا أبا سَعِيدٍ، مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا؛ وجَبَتْ له الجَنَّةُ. فَعَجِبَ لها أبو سَعِيدٍ، فقالَ: أعِدْها عَلَيَّ يا رَسولَ اللهِ، فَفَعَلَ، ثُمَّ قالَ: وأُخْرَى يُرْفَعُ بها العَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ في الجَنَّةِ، ما بيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كما بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، قالَ: وما هي يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ، الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ.

(أخرجه الإمام مسلم رضي الله عنه)

( الجهاد في سبيل الله لا يحدد بالمعركة مع غير المسلمين بل الجهاد الأشد جهاد النفس بين عبادة من فريضة ونافلة وقيام الليل وكثرة ذكر الله تعالى وبين خدمة العبادة ومحاولة إدخال السرور على قلوبهم وتفريج همومهم وكربهم

لأن جهاد العدو ايام وحهاد النفس طوال العمر ففعل ما لا تحبه نفسك من اجل ربك بخدمة عباده وتحمل مشقة العبادة غير المفروضة ونفع الناس علي حساب نفسك فهو جهاد عظيم لرب عظيم )

     * الإشارة الأولي * 

عن معني حقيقة الإسلام :-

[[ قال العارف بالله ابن عباد النفري في المخاطبات:- يقول الله لعبده :

هو أن تسلم إلى بقلبك وتسلم إلى الوسـائط ببدنك أن تكون معى بهمك ومع سـواى بعقلك فتكون دائماً مجموع الهم على لا حظ لغيرى فيك إلا حضورك معه بعقلك فقط

فلا تأس على ما فاتك ولا تفرح بما آتاك ولا تغضب ممن أساءك ولا تزه بنجـاحك ولا تفتـخـر بمكانك ولا تتكبـر بعلمك ولا تغتر بنعمتي ولا تيأس لبـلائي ولا تستقرك المستقرات من دونی.

الوصول هو أن تمضى لما أمرتك دون أن تُعقب ]] {المواقف والمخاطبات للنفري}

وقال العارف بالله علي الجمل:- [[ على قدر عبوديتك تكون سيادتك قلت أو جلت على قدر ما تعظم العبودية تعظم فتوحات الربوبية ]]

{سلسلة أعيان المغرب الشيخ علي الجمل }

       * الإشارة الثانية *
	   

وعن الاستسلام لاحكام الاسلام ما دمت راضيا بالله ربا فقال رضي الله عنه في أحد المخاطبات:-

[[ يقول الله لعبده : إن لي عـبيـدا إذا حادثتـهم لا يسـتـفـهـمـون وإذا كلمـتـهم لا يجادلون وإذا أمـرتـهـم لا يهـمـون أيهمون !! ؟ من يهم في الأمر يقع بين تقديمـه وتأخيره .

ومن يستفهم في الحديث يقع بين ثبته ومحوه إنما عـبدي حقا من ينطلق إلى الفعل لحظة الأمـر لا يستفهم ولا يجـادل ولا يهم شأنه شأن ملائكة العزائم

( والله يستنكر في كتابه جـدال اليهود حينما أمرهم بأن يذبحوا بقرة فكانوا يجادلون ويستفهمون أي نوع من البقر وما لون تلك البقرة ..الخ ( الآيات في سورة البقرة) وهو يضرب بتلك الآيات مثلاً على سفاهة اليهود وعلى سفاهة الجدل ) .

وقال في المخاطبات:- لو ناقشت أحكامي فقد جعلت من نفسك ربا ووقفت منى موقف الندية وهو الكـفـر بـعينـه ولا يصح أن تتوقع في الكفـر عطاء مادمت جعلت من نفسك إلهـا ندا لإلهك فأعط نفسك

وإنما العطاء يكون حـينمـا تلزم موقف العبـد من عظمـة الرب ولهذا يقول الله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا يعبدون ) [ الذاريات ] إلا لأفيض عليهم وأعطيهم ولا تكون تلك الإفاضة إلا من رب لعبد ولا يمكن أن تكون من رب لرب .]]

( ما دمت راضيا به ربا مؤمناً بأنه يفعل لك ويطلب منك ما هو الصالح لدنياك واخرتك فلا تناقش الحكم ولا تعترض علي القضاء فإن فعلت هلكت وخسرت وإن رضيت نجوت وفزت والله وأعلم)

{ المواقف والمخاطبات للنفري رأيت الله الدكتور مصطفى محمود ( بتصرف يسير) }

        * الإشارة الثالثة *

( الجهاد هو بيع نفسك لربك وقد اشتراها منك واباح لك الجنة جزاء وفاقا. فلقد بعت النفيس الفاني بالموت وهو جازاك بالنفيس الباقي كما قال تعالي ( خالدين فيها)

حكمة :-

قال العارف بالله محي الدين ابن العربي:-

من كان في الله تلفه كان على الله خلفه . ( أي من كان يتلف نفسه بين عبادة وعمل للوصول إلي ربه حفظ الله تعالى عليه نفسه )

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .