حديث النبيﷺ عن حق الزوجة والزوج
أحاديث المعاملات

الزواج إنسانية وليس استعباد وإذلال

روي عن حضرة النبيﷺ إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصَّنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ صحيح الجامع ومسند الإمام أحمد بنحوه

البيان ؛- مجمل الحديث بظاهر الألفاظ أنه موجه للزوجة بصيغة التحذير القائم علي الرحمة بها من ربها ولأن عادة الزوجة النسيان احيانا بسبب ضغوط الحياة والمسؤولية الشاقة فيقويها المولي عز وجل بقوة معنوية لها أثر يوم القيامة بالجنة بسبب حسن الخدمة .

الإشارة الأولي:- إذا نفذت الزوجة ما طلب منها في الحديث مع أن الزوج سئ الأخلاق فتصبر وتتحمل إذا استطاعت فتعلوا درجتها أكثر من غيرها من الزوجات إذا كان الزوج صالح فرق كبير بين زوج صالح يعين زوجته علي الحياة وزوج سئ لا يفعل ذلك لكن الزوج الصالح نعمة في الدنيا والزوج الطالح نقمة والنقمة دائما يعقبها نعمة في الدنيا والآخرة بالصبر لأنه قضاء الله وقدره وتلك سنة الله تعالى في خلقه

*الإشارة الثانية كيف تعامل الزوجة زوجها فتنال رضي الله تعالى ثم رضي رسوله

    * الخصلة الأولي *

ألا تفجع زوجها وتقابله بالمشاكل من مجرد دخول البيت بل تتركه يأخذ راحة بسبب عمله أو سفره ثم تهيئ له ما يريد وما أن تستقر نفسه وتهدأ فتبدأ بالكلام معه لأنك لو تكلمت عن مشاكل البيت واحتياجاته ومشاكل الاولاد أول ما يدخل البيت فإن ذلك يجعل قلبه يشعر بالهموم ولا يحب دخول البيت بسبب ذلك فيبحث عن مكان يجد فيه الراحة اولا ثم يذهب للبيت

وللأسف قد يكون الزوج ضعيف القدرة علي حل المشاكل قد يتزوج مرة ثانية وقد لا يعلم زوجته بذلك والسبب في فعلته هي الزوجة الأولي وهي لا تعلم أنها السبب

وانظري هل مشكلة البيت والأولاد والمعيشة أعظم من مشكلة موت ابنك او ابنتك كلا فانظري الي فعل زوجة أبي طلحة وزوجها أبي طلحة الصحابي :

[[ عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه ( فيما معناه ) مات ابن لأبي طلحة من زوجته أم سليم فقالت لأهلها: لاتحدثوا ابو طلحة بموت إبنه حتى أكون أنا أحدثه فجاء أبو طلحة فقربت له عشاء فأكل وشرب ثم تصنعت له أحسن ماكانت تتصنع قبل ذلك فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها

ثم قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم هل لهم أن يمنعوهم؟ قال: لا. قالت : فاحتسب ابنك ( أي أنه مات ) فانطلق حتى أتى رسول اللہ ﷺ فأخبره بما كان فقال رسول الله ﷺ : «بارك الله لكما في ليلتكما». فولدت غلاما فقال لي أبو طلحة : نحمله حتى تأتي [به] النبي ﷺوبعث معه بتمرات وأخذها النبي ﷺ فمضغها ثم تركها في فم الصبي ثم حنكه وسماء عبد الله .

وفي رواية : فلقد رأيت لهم بعد ذلك في المسجد سبعة كلهم قرؤوا القرآن رضي الله عنها وعن صحابة رسول الله ﷺ]] ( أخرجه البخاري ومسلم ) فهل مشاكل البيت واحتياجاته واحتياجات الاولاد اكبر من مصيبة الموت ومع ذلك بحسن أدبها مع زوجها أكرمها الله تعالى بذرية صالحة تحمل القران

        * الخصلة الثانية*

تجنبي ما يؤذيه بدنيا وماديا ونفسيا فإن ذلك من حسن اخلاقك حتي يتقبل الله منك صلاتك وعملك

روي عن حضرة النبيﷺ لا تؤذي امرأة زوجَها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه، قاتَلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يُفارقك إلينا  أخرجه الترمذي وأحمد من حديث معاذ بن جبل

وروي عن حضرة النبيﷺ ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبِق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قومٍ وهم له كارهون ( سنن الترمذي )

وروي عن حضرة النبيﷺ (إن الرجل إذا نظر إلى امرأته, ونظرت إليه, نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة, فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما) صحيح الجامع للسيوطي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

  • ومن أسباب سخط الله علي الزوج والزوجة *

عقوق الام والاب لكل منهما :- فإذا كان الاب والام أو أحد منهما مع الزوج والزوجة سواء كان أم أو أب الزوج أو الزوجة ولم يتحمل ولم يصبر اي واحد منهما علي وجود الأبوين أو أحدهما

فإن سخط الله تعالى ينزل علي الزوج والزوجة فإذا كان الابن السبب أو الزوجة السبب نزعت البركة من أولادهم ورزقهم ولا يخرج الهم والنكد من بيتهما الي اخر عمرهما بل إن الأبناء إذا كبروا في السن اعملوا الاب والام بسوء أدب بنفس الطريقة التي كانت تعملها الزوجة مع حماها أو حماتها أو الزوج مع حماه أو حماته

جزاءا وفاقا وعدم البركة وكثرة المشاكل تستمر حتي بعد وفاة الوالدين وكذلك عقوق الأبناء وهذا أمر قد لاحظته في كثير من الأسر ممن أساؤوا معاملة الاب والام سواء الزوج أو الزوجة

وأما المرأة التي تتحمل وتصبر وتعامل ام زوجها أو ابيه أو الزوج الذي يعامل ام زوجته أو ابيها معاملة طيبة تنزل البركة عليهما وعلي أولادهما ورزقهما وجعل الله أولادهم ذوي اخلاق حسنة وعاملوا الاب والام معاملة حسنة كلها أدب لأن الاب والام كانت معاملتهما مع اب وام كل منهما حسنة جزاء وفاقا من الله لهما وايضا شاهدت بعيني ذلك عدة من العائلات المتزوجة عاشوا في بركة وستر وذرية طيبة من الله تعالي بسبب البر للأب والام لكل منهما

ويكفي هذه الأحاديث لبيان ذلك فلقد روي عن حضرة النبيﷺ رضى الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين

وروي عن حضرة النبيﷺ  ما من مسلم له والدان مسلمان، يُصبح إليهما محتسبًا، إلا فتح له الله بابين ( ايمن الجنة ) وإن كان واحدًا، فواحد، وإن أغضب أحدهما، لم يرضَ الله عنه حتى يرضى عنه قيل: وإن ظلماه قال وإن ظلماه.

ذكره البخاري  الأدب المفرد)

وهذا يدل على عظيم فضل بر الوالدين، وأنه قربة من أعظم القربات فكيف تطلب الزوجة الستر وبركة الرزق وبركة الأدب والأخلاق في الأولاد وهي لا تصبر ولا تتحمل ام زوجها أو ابيها وكذلك الزوج مع ام زوجته فكيف يدخل الستر والبركة بيت الزوجية والله سبحانه وتعالى غير راض عن الزوج أو الزوجة بسبب عدم خدمة ورعاية الام أو الأب لكل منهما مستحيل

       * الخصلة الثالثة * 

لا تجعلي هموم اعمال البيت وخدمة الاولاد والزوج ( والكل يعلم مدي المشقة التي تتحملها الزوجة في ذلك
وأنه عبء ثقيل ) أن يكون ذلك سبباً في إهمال مظهرك ورائحة جسدك أمام زوجك حتي وان كان يعلم العبء الثقيل عليك ولكنه أيضا يواجه مشاكل معاملة الخلق وقسوتهم أحياناً لجلب الرزق .

فلابد وأن يجد في البيت من تكون سبب سكن نفسي وراحة قلبية تذهب عنه الهموم فيزداد حبا واحتراما وتقديرا لك وقد يكون هذا السكن والراحة النفسية تجعله يتحمل الصعاب ومشقة العمل مهما كان كما تقول الحكمة وراء كل عظيم امراءة عظيمة .

ولا تنسي أن كنت تعلمي:- أنه روي عن حضرة النبيﷺ المراءة التي تغسل ثوب زوجها لها اجر مجاهد .

وروي عن حضرة النبيﷺ قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم أي النساء خير قال التي تسره إذا نظَر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره أخرجه الإمام أحمد والنسائي

       * الخصلة الرابعه * 

الطاعة فيما يرضي الله تعالى من حفظ نفسها وإقامة الشرع له في حقه فلا تتكلم مع الناس بطريقة هزيلة فيها ضحك وغيره تجعل الآخرين يطمعون فيك ولا يري الناس منك الا الوجه والكفين وثوب واسع لا يهم اللون والمصنف والنوع المهم هذه الشروط

     * * ولكن * * -

حتي تجد زوجتك معينة لك علي الحياة وعبادة الإله لابد أن توفر لها الراحة النفسية والاجتماعية بقدر الاستطاعة فلا يجب علي الزوج عدم التشديد فيما اباحه الشرع من عادات من طعام وشراب وملابس ....الخ لأن ذلك مخالف لسنة النبيﷺ

فكل شئ يخص العادات لا نجعله عبادة فيكون سبب لخراب البيوت مثل زوج طلق زوجته لانها تعالت عليه بصوتها أو ذهبت لزيارة والديها احياء أو اموات أو لا ترتدي النقاب أو كانت ترتديه ثم ارتدت الحجاب والنقاب وهو غير مفروض وغير مرفوض والنقاب عادة حولها الناس عبادة لا بأس في ذلك لكن بشرط ألا تعتقد أنه الفرض بل الفرض الحجاب

ومن رفض الحجاب وشدد علي النقاب فقد أساء الي رسول الله ﷺ وليس زوجته فقط خاصة أنه عادة أو يسبب مشاكل صحية خاصة في زماننا والتلوث البيئي شديد وقد يعاملها بطريقة سيئة لأنها تمسكت بحق الشرع من حجاب أو زيارة الوالدين أو رعايتهم

ولا نقول النقاب لازم حتي لا يراها الناس هذا سوء أدب منك مع رسول اللهﷺ أيضا لأنه المشرع عن ربه ولأنه حدد الفرض والسنة والواجب بطريق الفعل والقول والتقرير .

وهل أنت أكثر غيرة من الله تعالى ورسوله وفي مناسك الحج لابد من الحجاب وعدم لبس النقاب فما الفرق بين بيت الله الحراموهو أعظم الأمكنة من اي مكان آخر أو يضرب زوجته من أجل تأخير الطعام أو طلب شئ بل يصبر عليها فسيدنا النبي كان يأكل ما وجد ويصبر إذا لم يجد فرعاية الأولاد ورعايتك ليست فرضا عليها بل عليها وعليك.

  • فخدمة الزوجة لزوجها عادة قبلها الشرع واقرها بشرط حفظ انسانيتها والدليل على ذلك:

إن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام أتت النبي ﷺ تشكو ماتلقى من يدها من الرحي وبلغها أنه جاءه رقيق. ( عبييد للخدمة ) فذكرت ذلك للسيدة عائشة رضي الله عنها، فلما جاء أخبرته عائشة.

فجاءنا ( النبيﷺ ) وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال (النبيﷺ )على مكانكما ( اي انتظرا مكانكما) فجاء فقعد بيني وبينها، حتى وجدت برد قدميه على مما سألتما؟ إذا أخذتها مضاجعكما ، وأوينما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم أخرجه الترمذي و الحاكم في المستدرك

فانظر الي قول النبيﷺ خير لكما ولم يقل خير لك يا فاطمة من الخادم فقال النبي لكما بصيغة المثني فالخدمة علي الزوج والزوجة لكن الزوجة تخدم تكرما وتفضلا وأخلاق فلابد من تكريمها بتوفير الراحة لها وليس الإهانة والتحقير فكيف تريد بيت فيه سكينة وهدوء وراحة بال وانت بيدك شعلة نار تؤجج الحطب في البيت هذا محال .

       * الخصلة الرابعه:* 

أن تعين زوجها علي طاعة الله تعالى فما من زوجة تحملت عن زوجها بعض الأعباء والمسؤولية حتي يتفرغ لعبادة ربه إلا وجعل لها الله أجرا مثل زوجها أو أكثر وليس أقل فمن تحمل المشقة مع الرضي أعلي ممن لم يتحمل مع الرضي

          *  تكريم وتنبيه* 

إذا كانت رعاية الزوج والأولاد تكون سببا في عدم الوصول إلي ما وصل إليه الأزواج من كثرة الأعمال والاقوال الصالحة بين علم وعبادة فاعلمي أن لك نفس الاجر بما يفعله الزوج :-

فلقد روي أن السيدة أسماء بنت يزيد بن السكن - رضي الله عنها - جاءت النبيﷺ وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك واعلم نفسي لك فداء أنه ما من امرأة كانت في شرق ولا غرب، سمِعت بمخرجي هذا - أو لم تسمع - إلا وهي على مثل رأيي

إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومَفضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فُضِّلتم علينا: بالجُمع، والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مرابطًا، حفظنا لكم أموالكم، وغزَلنا لكم أثوابكم، وربَّينا لكم أولادكم، أفما نُشارككم في هذا الخير يا رسول الله

،فالتفت النبي - حضرة النبيﷺ بوجهه كله، ثم قال سمعتم مقالة امرأة قطُّ أحسن من مساءلتها عن أمر دينها من هذه؟))، قالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبيﷺ إليها

ثم قال انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من وراءك من النساء أن حُسن تبعُّل ( رعاية وخدمة ) إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته - يَعدل ذلك كله))، قال: فأدبَرت المرأة وهي تُهلل وتكبر استبشارًا".

 أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين