حديث النبيﷺ عن خدمة العباد والرحمة بهم
أحاديث المعاملات

ففوائد قضاء حوائج الناس والشفقة عليهم

روي عن حضرة  ﷺ من سعى لأخيه المسلم في حاجة فقضيت له أو لم تقض غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق

( المستطرف في كل فن مستظرف للابشيهي )

 وروي عنه ﷺ من قضي لأخيه المسلم حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له

(رواه أبو نعيم في الحلية )

وروي عن حضرة النبيﷺ  من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب االله له بكل خطوة سبعين حسنة وكفر عنه سبعين سيئة فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فإن مات في خلال ذلك دخل الجنة بغير حساب

(مكارم الأخلاق لأبي بكر الخرائطي)

. وروي عن حضرة النبيﷺ مَن أغاثَ ملهوفًا كتبَ اللهُ لهُ ثلاثًا و سبعينَ مغفرةً واحدةٌ فيها صلاحُ أمرِه كلِّه وثنتانِ و سبعونَ لهُ درجاتٌ يومَ القيامةِ

رواه الطبراني عن أنس بن مالك

. وروي عن حضرة النبي ﷺ أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا أو تَطرُدُ عنه جوعًا

ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا

ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ

(الطبراني والمنذري في الترغيب)

. وعن الإمام علي كرم الله وجهه:- إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر لها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران وآية الكرسي وإنا أنزلناه في ليلة القدر والفاتحة فإن فيها حوائج الدنيا والآخرة

( المستطرف في كل فن مستظرف للابشيهي )

. وروي عن حضرة النبيﷺ إن الله تعالى يسأل العبد عن جاهه كما يسأله عن عمره فيقول له جعلت لك جاها فهل نصرت به مظلوما أو قمعت به ظالما أو أغثت به مكروبا

وروي عنه ﷺ أفضل الصدقة أن تعين بجاهك من لا جاه له 

ومن علامات الرحمة بالناس وحسن الخلق معهم :-

[[ قال الإمام ابن عبد البر في التمهيد:- ".روي في الأثر عن سيدنا عيسى عليه السلام لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد إنما الناس مبتلى ومعافي ، فأرحموا أهل البلاء ، واحمدوا الله على العافية".

قال الإمام:- وفي الحقيقة هذا هو وصف الصحابة رضى الله عنهم قال الله سبحانه وتعالى : "مُحمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رُحماء بينهم". وخص الشدة على الكفار خاصة ومن عدا الكفار فما ثم إلا رحمة وفى التفسير للآية: يدعو صالحهم لعاصيهم اللهم بغض المعصية إليه في عينه اللهم أزل حبها من قلبه ويدعو عاصيهم لصالحهم ، اللهم ثبته على ما هو عليه من الخير وانفعني به.]] { سنن المهتدين للمواق}

[[ وقال إبن عطاء الله السكندري:- إن لم تنظر العصاة من المؤمنين بعين الرحمة وإلا خيف عليك . وقال الشيخ أبوالحسن الشاذلي:- أكرم المؤمنين وإن كانوا عصاة فاسقين وأمرهم بالمعروف وأنههم عن المنكر رحمة بهم لا تعززا عليهم.

وقال تاج الدين ابن عطاء السكندري: واجعل عوض احتقارك لهم رحمتك لهم ، وعوض دعائك عليهم دعاءك لهم .

واقتد بما فعل العارف بالله معروف فما فعله فهو عين المعروف :- حيث عبر هو وأصحابه على نهر دجلة فرأى أصحابه مركب فيها قوم أهل لهو وفسق فقالوا يا أستاذ ادع الله عليهم

فرفع معروف يديه وقال: اللهم كما فرحتهم في الدنيا فرحهم في الآخرة. فقالوا يا أستاذ إنما قلنا لك ادع عليهم قال لهم إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم ولا يضركم من ذلك شئ فألتصقت المركب في الوقت إلى البر وخرجوا إلى الله تائبين ]] { التنوير في إسقاط التدبير لابن عطاء الله السكندري}

[[ وللمقرى ما نصه:- حدثت أن بعض فقهاء المشرق سرق متاعه فرأي السارق فنادي عليه وقال له قد وهبت المتاع لك فقل قبلت حتي . وما فعل الفقيه ذلك الا رحمة بالسارق حتي لا يعاقبه الناس بالشرع ويسامحه المشرع الاعظم عز وجل ]] { اللطائف والرقائق للمقري التلمساني }

  • ومن أفضل الخدمة خدمة اهلك وزوجك واولادك لانهم امانة بين يديك

[ قال العارف بالله عبد الله بن المبارك :-

  • الشخص الذى يحظى بعيال وأبناء ويرعاهم في الصلاح ويستيقظ من النوم ليلاً فيرى الأطفال عرايا ويلقى عليهم ثياباً كان عمله أفضل من الغزو ]]

{ تذكرة الأولياء للعطار ترجمة الإمام ابن المبارك}

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين