حديث النبيﷺ عن ضرر النميمة والغيبة ج١
أحاديث المعاملات

  • حديث النبيﷺ عن ضرر النميمة والغيبة ج١ *

روي عن حضرة النبيﷺ

أنه قال لأبي ذر يا أَبَا ذَرٍّ إياك وَ الغيبة فإن الغيبة أشد مِن الزنا قلت وَلم ذاك يا رسول الله ( ﷺ )

قال لأن الرجل يَزْنِي فَيَتُوب إِلَى الله فَيَتُوب الله عَلَيْهِ وَالغيبة لَا تغفر حتى يغفرها صاحبها

يا أَبَا ذَرٍّ سباب المسلم فُسُوقٌ وَ قتاله كفر وَ أكل لحمه مِن مَعَاصِي الله وَ حرمة ماله كَحُرْمَةِ دمه قلت يا رسول الله وَ مَا الغيبة قال ذكرك أَخَاكَ بما يكره

قلت يا رسول الله ( ﷺ ) فإن كان فيه الذي يُذْكَرُ به قَالَ اعلم أنك إِذَا ذَكَرْتَهُ بِمَا هو فيه فقد اغْتَبْتَهُ واذا ذكرته بما ليس فيه فقد بَهَتَّهُ ( أي ظلمته)

وروي عن حضرة النبيﷺ

لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ ( اي نمام)

متفق عليه عن سيدنا حُذَيْفَةَ

  • تنبيه:-

الغيبة والنميمة تمنع الخير وتمنعك من رؤية النبي ﷺ في الدنيا

  • الغيبة شرعاً :-

هو أن تذكر الإنسان بما فيه و مما يكرهه من الأوصاف الموجودة في خِلقَته أو أخلاقه .

وتتحقق الغِيبَة بالكلام او الكتابة أو الإشارة و غيرها مثل اظهار صورة قبيحة له أو في وضع مخل بالاخلاق أو نشر وثائقه الخاصة به .

فلقد روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت دخلت علينا امرأة فلما وَلَّتْ أَوْمَأْتُ بيدي ( اي أشرت بيدي ) أي قصيرة فقال النبي ﷺ اغتبتيها

وقال سبحانه وتعالى:. ﷽

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴾  .

 * اقوال العارفين في ذلك * 

فضل ترك النميمة :-

[[ لما تعجل سيدنا موسى بن عمران كليم الله علي نبينا وعليه الصلاة والسلام إلى ربه رأى في ظل العرش رجلاً فغبطه بمكانه وقال إن هذا لكريم على ربه

فسأل ربه أن يخبره باسمه فلم يخبره وقال المولي عز وجل أحدثك عن أمره بثلاث :

كان لا يحسد الناس على ما أتاهم الله من فضله ولم يعق والديه ولم يمش بالنميمة . ]]

{ ذكره ابن أبي الدنيا عن عمرو بن ميمون }

{بستان الفقراء للكتامي الشامي } .

وقال العارف بالله أبو المواهب الشاذلي كنت اري النبي ﷺ كثيرا فحرمت من رؤيته فترة ثم رأيته فقلت

لماذا حرمت من رؤيتك يا رسول الله ﷺ قال أنا لا اجتمع بمن يجلس مجالس الغيبة

{ تقريب الأصول وتسهيل الوصول ص ٢٦٦ } . .

وقال سفيان بن عيينة :-

[[ إياكم والغيبة فإنها أشرُّ من الدَّين وإذا كان نَفْس المؤمن بعد موته معلقةً بقضاء دينه عنه كما في الحديث فكيف بالغيبة فإن الدين يُقضى والغيبة لا تقضي

( قال الإمام الشعراني وإيضاح ذلك :

لو أخذ رجلٌ مالاً حراماً من انسان ثم تورع عنه بعد موته وجاء به إلى ورثته وأعطاه ماله لَكُنَّا نرى أن ذلك كفارة له لأنه رد المال إلي صاحبه عن طريق الورثة

لكن لو اغتابه ثم تورع عنه ( من الورع ) بعد موته وجاء إلى ورثة الرجل الذي اغتابه فجعلوه في حل فإنه لا يكون في حل لأن عرض المؤمن أشد من ماله ) .]]

{ الطبقات للشعراني } . .

النميمة من أشد الأسباب في نقص الرزق من مال وأهل وولد وعافية وسبب في نقص البركة في كل ذلك

وسبب في نقص رزق العلم والمعرفة والقُرب من الله تعالى فافهم إن كنت ذو عقل وبصيرة

قال العارف بالله اسعد اليمني. :-

روي في الخبر أن بني إسرائيل نزل بهم القحط وهو الاحتياج لماء المطر في عهد سيدنا موسى عليه السلام

فاجتمع الناس إليه قالوا يا نبي الله ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث فقام معهم فخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون الفا أو اكثر فقال سيدنا موسى عليه السلام .

إلهي اسقنا غيثك وانشر علينا رحمتك وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والشيوخ الركع فما زادت السماء إلا صحواً ولا الشمس إلا حرارة فقال موسى

إلهي إن كان قد خَلق جاهي عندك فأنا أسألك بجاه النبي الأمي محمد ﷺ الذي تبعثه في آخر الزمان اسقنا

فأوحى الله عز وجل إليه ما خلق وانك عندي وجيه ولكن فيكم عبد يبارزُني بالمعاصي منذ أربعين سنة فناد بالناس حتى يخرج من بين أظهركم فهو سبب منعي الغيث لكم

فقال سيدنا موسى إلهي وسيدي أنا عبد ضعيف، وصوتي ضعيف فأين يبلغ إليهم وهم سبعون ألفاً أو يزيدون فأوحى الله عز وجل الله منك النداء وعلي البلاغ

فقام منادياً وقال يا أيها العبد العاصي الذي يبارز الله وجل منذ أربعين سنة بالمعاصي اخرج من بين أظهرنا فبك منعنا المطر فنظر العبد العاصي ذات اليمين وذات الشمال فلم ير أحدا قد خرج فعلم أنه المطلوب

فقال في نفسه إن أنا خرجت من بين هؤلاء الخَلْق افتضحتُ على رؤوس بني إسرائيل وإن قعدتُ معهم منعهم الله المطر بسببي فأدخل رأسه في ثيابه نادماً على فعاله وقال

وإلي الجزء الثاني من حديث الغيبة والنميمة: