حديث النبيﷺ عن فضل أن تعول أخيك وتخدمه
أحاديث المعاملات

وي عن حضرة النبيﷺ

كان أخوان على عهد رسول الله ﷺ فكان أحدهما يأتي النبي ﷺ والآخر محترف ، فشكا المحترف أخاه إلى النبي ﷺ ، فقال لعلك ترزق به

رواه الترمذي عن أنس بن مالك وقال حسن صحيح .

هذا الحديث يظهر لك أن الإحسان العالي والراقي القريب من رضي الله تعالى ألا تتوقف معونة من تعرفه من اخ او صلة رحم أو صديق أو جار علي صدقة معينة كل فترة مثل الزكاة أو صدقة الفطر

وإن المعونة المستمرة لمن تعرفه حتي وإن أساء إليك فلا تتوقف عن العطاء لانه خلق من اخلاق ربك فكم من عبد عاصي أو فاجر أو مذنب ومع ذلك ربك لا يتوقف عن رزقه وعطاؤه له فإن تخلقت بهذا الخلق كانت منزلتك أعلي من غيرك بمراحل لا تعد لانه صفة من صفات مولاك وهو المحسن الكريم .

* بيان الحديث * 

من المروءة التي هي سجية المسلم أن يسعي لنفسه وأهله وعلي من يعول سواء كان أخا له من صلبه اصابه العجز أو المرض أو لا يجد عملا أو غلبته نفسه وصار علي هواه ومسؤول عن ذرية

ولكنه غافل متكاسل مقصر في حقهم وهو اسير تحت سيطرة النفس والشهوة والهوي والشيطان أو يعمل لكن حاله ضيق وفي حاجة لمساعدة

أو صلة رحم أو فقراء ذو قرابة أو صداقة أو جيرة لك أو طالب علم وعبادة غير متكاسل

فإذا سعيت وانفقت عليهم من فضل مالك فاعلم انك في معية الله

ومن كان مع الله فمن عليه

ومن كان في معية الله كيف يصل إليه السوء بل وإن الله تعالى يعاملك بنفس المعاملة إذا مت وحدث لذريتك مثل ما حدث لهولاء

فيسخر الله تعالى من يسعي عليهم ويعاونهم جزاءا وفاقا وما ادراك لأن الدنيا كالبحر الهائج وكالليل والنهار

فمن كان غنيا يصبح فقيرا والعكس ومن كان ذليلا يصير عزيزا والعكس ...الخ والحديث فيه إشارة واضحة لذلك

وكذلك كانت طائفة من أصحاب رسول الله ﷺ كما روي البخاري في صحيحه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

مرّ بي رسول الله ﷺ فقال يا أبا هر فقلت لبيك يا رسول الله قال إلحق أهل الصفة فادعهم

.قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا إلى أحد إذا أتت ( جاء الي ) رسول الله صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها ( أكل منها ) وأشركهم فيها .

والصفة موضع مظلل في المسجد كان يأوي اليه المساكين والحجة في ذلك إقرار رسول الله ﷺ لهم على ذلك

وكان أخوان على عهد رسول الله ﷺ فكان أحدهما يأتي النبي ﷺ ، والآخر محترف (يعمل ) فشكا المحترف أخاه ( الذي لا يعمل ) إلى النبي ﷺ

فقال النبي ﷺ لعلك ترزق به

فهذا دليل علي المروءة والعفة وحفظ النفس سواء لك أو لغيرك ابتغاء وجه الله تعالى

وأن الله تعالي قد يزيد رزقك بسبب من تساعده فضلا منه عليك وإن هذا الفعل من الخلق الحسن

لأنه روي عن حضرة النبيﷺ من كان له فضل ذاد فليعد من لا زاد له ....الخ الحديث

وليس المسئلة متوقفة علي معونة كل وقت معين بل بالدوام ما دام الله وسع عليك فلا تتوقف عن العطاء

وكلما ذاد المولي في رزقك ذد في العطاء فلعل الله تعالى ذاد في رزقك بسبب من تعول أو تساعد أو تعين

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم