حديث النبيﷺ عن فضل الذكر بين الفجر وطلوع الشمس
أحاديث المعاملات

روي عن حضرة النبيﷺ "من صلى الفجر في جماعة ثم قعَد يذكر الله حتى تطلُع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة"

(الترغيب والترهيب للمنذري و السيوطي في الجامع )

 

  • البيان *

في الحديث دلالة على أن المستحب في هذا الوقت إنما هو ذكر الله تعالى لا القراءة لأن هذا وقت شريف وإن للمواظبة للذكر فيه تأثيراً عظيم في النفوس والدعاء والاستغفار دائماً خصوصاً في هذه الأوقات المباركة

. وقال العارف بالله عبد القادر الجيلاني:- أن الصلاة على النبي عليه السلام والدعاء والتسبيح أفضل من قراءة القرآن في الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها . .

ومن فضائل هذا الوقت :-

  • عن ‏ ‏سيدنا عُمَرَ بن الخطاب ‏ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بعث بعثا قِبَلَ ( ناحية مدينة ) نجد فغنموا غنيمة من هذا البعث

فقال النبي ‏ ‏ﷺ :-
‏أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى قوم أفضل غنيمة وأسرع رجعة قوم شهدوا صلاة الصبح ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت عليهم الشمس أولئك أسرع رجعة وأفضل غَنِيمَةً ‏

( أخرجه الترمذي والبزار وأبو يعلى وابن حبان فِي صحيحه من حديث أَبِي هريرة بِنَحْوِهِ )

.

  • وعن سيدنا علي المرتضى أن النبي ﷺ مر بالسيدة بعائشة رضي الله عنها قبل طلوع الشمس، وهي نائمة فحركها برجله ( بلطف ورقة وليس عنف كما يفهم الجهلاء ) فقال النبيﷺ:

«قومي لتشهدي رزق ربك، ولا تكون من الغافلين إن الله يقسم أرزاق العباد بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس"

ويستنبط من الحديث السابق:-

أن النساء لا يشرع في حقهن الجماعة لكن لو جلست امرأة في مصلى بيتها تذكر الله عز وجل إلى أن تطلع الشمس وترتفع قيد رمح ثم تصلي ركعتين فيكون لها الثواب على ما عملت

لأن الحديث لم يحدد بين رجل وامرأة فإن صلت جماعة مع زوجها فهو أولي وافضل وإن صلت وحدها فلا حرج علي فضل الله تعالى لأن الجماعة خاصة بالرجال دون النساء في المساجد .

  • تتمة *

قال أحد العارفين إن الرزق الحسي من طعام وشراب وغيره يقسم بين طلوع الفجر الي شروق الشمس والرزق المعنوي من العلوم والمعارف الربانية يقسم بين العصر الي غروب الشمس ولذلك يكره النوم في هذين الوقتين

( ولذلك يفضل في الوقتين ذكر الله تعالى والصلاة على النبي ﷺ والاستغفار لأن الذكر من أسباب التجليات والاستغفار من أسباب جلب الخير والرزق الحسي والمعنوي والصلاة على النبي ﷺ سبب رضي الله عز وجل عن عبده بصلاته علي النبي وسبب كل خير وفتح رباني )

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين .

  • المراجع *

  • الغنية لعبد القادر الجيلاني

  • نعت البدايات ووصف النهايات لماء العينين ص ٤٠

.