حديث النبيﷺ لمن ينظر إلى المسلم نظرة سوء
أحاديث المعاملات

من روع مسلم روعه الله ومن أساء فقد أساء لنفسه ومن غضب علي عبد غضب الله عليه ومن أهان عبدا اهانه الله تعالى

وروى عن حضرة النبيﷺ لا يحل لمسلم أن يشير إلى أخيه بنظرة تؤذيه. (رواه ابن المبارك في الزهد )

البيان :- من أساء الي مسلم أو أهانه أو روعه أو قال في حقه قولا فيه نقص وسخرية أو اذدراء أمام نفسه أو أمام الناس فقد أساء الي النبي ﷺ

لأنه فعل فعلا من الحرام لأن كلمة لا يحل والحل ضده الحرام والحرمة هنا وإن لم تكن في الحدود الشرعية ولكنها أشد في العقاب.

لأنك أهنت مخلوق خلقه الله تعالى بيده ونفخ فيه من روحه وصوره علي صورة ابي الأنبياء سيدنا آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام.

ولقد روي عن حضرة النبيﷺ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. ( متفق عليه) قالوا: فمن المؤمن؟ قال: من أمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم، قال فمن المهاجر؟ قال: (من هجر الشر واجتنبه ( رواه أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص وابن المبارك في الزهد)

وروى عن حضرة النبيﷺ لا يحل لمسلم أن يشير إلى أخيه بنظرة تؤذيه. (رواه ابن المبارك في الزهد والزبيدي في إتحاف السادة المتقين )

وروي عنه ﷺ لا يحل لمسلم أن يروع مسلما رواه أحمد في المسند وأبو داود،

وروي عنه ﷺ إن الله يكره أذى المؤمن رواه ابن المبارك في الزهد

وروي عنه ﷺ أتدرون على من حرمت النار؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قالعلى الهين اللين السهل القريب ( الزبيدي في إتحاف السادة المتقين )

قال العارف بالله علي الجمل:-:- إذا أردت أن تكون متواضعاً لله فكن متواضعاً لعباد الله فذلك التواضع لله .
وإذا أردت أن تعظم الله فعظم عباد الله فذلك هو تعظيمك لله هذا لعباد الله خصوصاً وعموماً . وإذا تكبرت على عباد الله فأنت متكبر على الله وإذا تجبرت على عباد الله فأنت متجبر على الله وإذا أسأت الأدب على عباد الله فقد أسأت الأدب مع الله وإذا غضبت على عباد الله فأنت غاضب على الله وإذا حقرت جانب عباد الله فأنت محقر لجانب الله

وقال رضي الله عنه حاصل ما سبق : شغلك مع الله هو شغلك مع عباد الله من غير زيادة ولا نقصان لأنه لا موجود في الحقيقة إلا الله ولا في الوجود إلا الله .

                               * * * *.      

فكن على حذر شديد من أمرين:- الأول :- أنه ما من فعل وقول فيه إساءة أو نقص لعباد الله تعالى إلا وعرضك الله تعالى لمثلها جزاء وفاقا ( كما تدين تدان) الثاني :- أن هذا اسلوب نابع من غضب ومن غضب علي عبد غضب ربه عليه ومن منا يتحمل غضب ربه ومهما كان الخطأ من الناس ما لم يكن في حد من حدود الله فلا يحق لك الغضب

أما أمور الدنيا من عمل وحرفة فيها كسل أو إهمال غير متعمد أو حتي متعمد فلا يحق لك الغضب لأن الأمور تجري بمقادير الله رغم انف العبد

فاحذر من ذلك وإلا كنت من أهل المهالك وأنت لا تدري

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين