قطرة من بحر حكمة العارفين ج  ٦٢
قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ج  ٦٢

  • إن الصوم والصلاة ليست طرق موصلة إلى الله تعالى بذاتها كما أن الذكر لا يعتبر وسيلة تفرض النتيجة على الله سبحانه وتعالى

إنما هو الحب الحب الذي يقربنا إلى الله الحب الذي تحترق فيه شهواتنا ونزواتنا الحب الذي يزورنا الله خلال لهيب وجده ويمد يده إلينا ويباركنا ويلهمنا

الحب مع التضحية الكاملة ومع القيام الكامل بحق الله علينا في عبادته وبحق الله علينا نحو عباده.

لا سبيل إلى معرفة الله بالعلم بل إن الحب هو الطريق إليها إذ ليست المعرفة الفكرية للقضاء الإلهي هي التي تقربنا من الله سبحانه وتعالى

بل إنما هو خضوع القلب للأمر الإلهي في كل لحظة ما من أحد يعبد الله بفعل يكون أحب إلى الله تعالى من حبه عز وجل

  • اللهم أرزقني حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني الي حبك وارزقني حب نبيك وحب ال بيت نبيك وحب الصحابة والتابعين والصالحين من عبادك واجعل حبي لهم قربة لك

اللهم ألق في قلبي رضاك واقطع رجائي عمن سواك واجعل حركاتي وسكناتي وخطراتي وانفاسي كلها مرضية عندك يا ارحم الراحمين يا رب العالمين

وأعني باسمك الأعظم وأغنني بالحلال عن الحرام وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك وامتني موحدا وشهيدا بحم عسق واكفني بك عمن سواك بكهيعص آمين آمين يا رب العالمين

*  أوحى الله إلى سيدنا داود :-

يا داود لا تبغ على من بغى عليك تتخلف عنك نصرتي فإني لا انتصر إلا لمن رضي بعلمي ولم يقابل من آذاه بالأذى . انتهي

لأن تسليط الناس بالأذى قد يكون بذنب سلف وقد يكون محض اختبار من الله تعالى فقد ابتلي الأنبياء علي نبينا وعليهم الصلاة والسلام بأذى الناس وليس عليهم ذنب وإنما ذلك ليتأسى الناس بهم من قومهم وأتباعهم.

*  كل وقت رأى العبد نفسه فيه أنه بين يدي الله وأنه تعالى ينظر إليه فما دام هذا شهوده فهو في الحضرة فإن توارى عنه هذا الشهود خرج منها

*  لا تستبطئ ما تطلبه من ربك من معرفة أو علم أو فتح أو غيره فإن الأمور عند الله مؤقتة فإذا جاء الوقت ظهر الأمر

وكن على ثقة من الله تعالى بأنه لا بد لك أن تحصل علي ما تعلقت همتك بتحصيله أو مثله أو أعظم منه ولا يحملك تأخير ذلك والاستبطاء على ترك العمل والذكر

وهو أن تذكره مع الأنات فإن الله يحب الملحين في الدعاء ولذلك كثرت من النبي يوم بدر مناشدته ربه في النصرة لعلمه بذلك

وغاب عن سيدنا أبي بكر الصديق ما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربه الذي جعله يكثر مناشدته في ذلك

وقد علمت أن لكل أمر شرطًا في حصوله وليس إلا الاستعداد فإنه علم أن النصرة في ذلك اليوم مشروطة بمناشدته ولا علم لغيره بذلك.

فمن شق عليه ركوب الأهوال لم يرتق إلى معالي الأحوال ومن لم يرتق إلى معالي الأحوال لم يبلغ مبالغ الرجال. .

وإلي الجزء ٦٣ من بحر حكمة العارفين :- .