قطرة من بحر حكمة العارفين ج  ٦٥
قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٦٥ .

  • روي في الخبر مما أوحي الله تعالى الي سيدنا داوود

إني حبيب لمن أحبني وجليس لمن جالسني وأنيس لمن آنس بي وصاحب لمن صاحبني ومطيع لمن أطاعني ومختار لمن اختارني

وهلموا إلى كرامتي ومصاحبتي ومعاملتي وأنا الجواد الماجد أقول للشيء كن فيكون.

  • من يجوع لا يحوم الشيطان حوله بأمر الله تعالى فالشبع أساس كل الآفات الأخلاقية والصحية

  • من يأكل حراماً تقع أعضاؤه السبعة في المعصية فيبتلي بالمعصية أراد أو لم يرد

ومن يأكل حلالاً تشمل الطاعة أعضاءه السبعة ويلازمه التوفيق والخير من ربه عز وجل

والحلال الصافى هو الذى لا ينسى (المرء) مولاه سبحانه وتعالى فيه.

  • قال سهل التستري :-

من يخلص لله تعالى أربعين يوماً فإنه يزهد في الدنيا وتظهر عليه الكرامات وإن لم تظهر يكون قد أخل بالزهد

قيل له: وكيف تظهر عليه الكرامات ؟ قال بأن يأخذ ما يريد كما يريد ( وقتما يريد )

وقال رضي الله عنه:-؛

رأيت القيامة في المنام ذات ليلة وكنت قد وقفت في هذا الموقف وفجأة رأيت طائراً أبيض كان يمسك بواحد من الناس من كل جانب في الموقف

وكان يطير به إلى الجنة فقلت أى طائر هذا الذى تفضل به الحق سبحانه و تعالى على عباده ؟

فجأة ظهرت ورقة من الهواء فتحتها وكان قد كتب عليها:

إنه الطير الذي يسمى الورع فمن كان ورعاً في الدنيا كان حاله كذلك في القيامة .

  • من يشتغل بالنكاح والسفر وغيره مما لا ينفعه في الآخرة فقد انشغل بالدنيا إلا امرأة صالحة فهي ليست من الدنيا بل من الآخرة

فإن هذه الزوجة الصالحة هي التى تجعلك فارغاً لإنجاز أمور الآخرة لكن كل ما يشغلك عن الحق من مال وأهل وولد يكون شؤماً عليك .

  • كل قلب فيه شيء لا يرضى الله عنه لا يدخل فيه نور الله تعالى

  • لا تشرق الشمس ولا تغرب على عبد قط أفضل ممن يفضل ربه عز وجل على الجسد والمال والدنيا والروح والآخرة.

  • قد يمنع الله العبد من العمل الصالح اختبارًا لينظر حاله عند الفقد لذلك في تضرعه وافتقاره وعطيته واستغنائه

وقد يمنع الله العبد من العمل الصالح رفقا به وترويحا لنفسه وعملاً على ضعفه

وقد يمنعه تعالى أيضًا تنبيها له ومحبة له عن دعوى الاستطاعة ليتبرى من حوله وقوته فيرجع إليه معترفًا بامتنانه وفضله ناظرا إلى فضله وإحسانه

وإن الله سبحانه وتعالى ليعيد من حركات الظواهر على البواطن ما يكون سببا في تنويرها وإصلاحها

حتى إذا صفت السرائر وتخلصت من شوائب الكدورات عادت بالإصلاح على الأعمال الظاهرة فزكت الأعمال وارتفعت الأحوال بطهارة أصولها وثبات أساسها .

وإلي الجزء ٦٦ من بحر حكمة العارفين:- . . .