قطرة من بحر حكمة العارفين ج ١٢
قطرة من بحر حكمة العارفين

  • قطرة من بحر حكمة العارفين ج ١٢ *

  • جاء رجل إلى العارف بالله عبد القادر الجيلاني فقال له يا إمام :-

إن معي مالاً أُريدُ أن أُعطيه الفقراء والمساكين من غير الزكاة ولم اجد من يستحق فقال الشيخ عبد القادر :-

أعطه لمن يستحق ولمن لا يستحق يعطك الله سبحانه وتعالى ما تستحق وما لا تستحق . .

  • عَلَامَةُ صِدْقِ العبد الطالب للحق ﷻ هو عدم طَلَبِ الْعِوَضِ مِنَ الله عزّ وجل عَلَى عبادته

    فإن عَبْدَ الأجرة لَا قيمة لَهُ وَلا يمكنه دخول الحضرة وبمجرد أخذ الأخِرَة يفارقه سَيْدُهُ.

  • إذا ذكر العبد ربَّه ولم يخشع قلبه وَلَا خَضَعَ عِنْدَ ذِكْرِهِ لمولاه عز وجل فإنه لم يحترم الجناب الإلهي

    ولم يَأْتِ بما يليق بهِ مِنَ التَّعْظِيم وأول تكرهه جَوَارِحُهُ وجميع أجزاء بدنه

*. إِذَا رأيت إِنْسَانُ عَلَى مخالفة في حَقٌّ مَشْرُوعِ وَفَارَقَته فِي لحظة ثُمَّ رأيته مرة أخرى وَحَكَمَت عَلَيْهِ بالحالة الأُولَى التي رأيتها عليه قبل ذلك

فَمَا وَفيت الْأُلُوهِيَّةَ حقها وَلَا الأدب مع اللَّهِ حَقَّهُ وَكَنت 
قَرِينَ إِبْلِيسَ حليف الْخُسْرَانِ سَيِّئَ الظَّنِّ بالله وبعباده

 وأعلم أن باطنك مُظلم وأخلاقك سيئة وأعلم أن   
 ورعك وبال عليك لأن الورع لا يسئ الظن بالعباد 

*. لَا يَصِحُ لعبد مقام المعرفة بالله تعالى وهو يجهل حُكْمًا من شرائع الأنبياء.

فمن أدعي المعرفة بالله تعالى وَالتبس عليه حكما 
واحدا فى الشَّرِيعَةِ المحمدية أَوْ غَيْرِهَا فهو كاذب 

*. المصلي والذاكر يُخْلَقُ لهُ مِنْ ذكره وصلاته مَلَكٌ يستغفر لَهُ إلى يوم القيامة

  • الصدق صِفَةٌ جامعة للشرف فالزم الصدق أَيُّهَا السالك
    تري العجب العجاب من الحق عز وجل عَلَى قَدَم الصدق أسبوعاً واحداً بَلْ أقل من ذلك

    ولولا الخوف بأن أَتَألى عَلَى الله تعالى لحلفت بأنه يجعل الطير تُظِلُّكَ والوحوش تصلي خلفك ويخرج
    منك نورا يُضِيءُ المشرق وَالْمَغْرِبُ .

  • خَصْلَةٌ واحدة تحبط الأعمال وَلَا ينتبه لَهَا الكثير من النَّاسِ السخط علي قَصَاءِ الله تعالى كما قال المولي سبحانه وتعالى :.

    { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَاهُمْ ).

    وخَصْلَتَانِ لا يَضُرُّ معهما كثرة الذنوب الرضا بالقضاء
    وَالْعَفْو عَنِ الْعِباد

  • لَيْسَ عِنْدَ العارفين خَلْوَةٌ لأن الكون كله معمور من حَيٍّ ناطق بِتَسْبِيحِ خالقه ومن اتخذ الخلوة اسْتجْلاء للفراغ الذى لا يجده فهو عبد هواه لا عبد مولاه .

  • وإلي الجزء الثالث عشرة من حكم العارفين :-