قطرة من بحر حكمة العارفين ج ١٦
قطرة من بحر حكمة العارفين

  • قطرة من بحر حكمة العارفين ج ١٦ *

  • الأمور والافعال إنما تذمّ وتمدح بما تؤدي إليه

    فالتدبير المذموم ما شغلك عن الله وعطلك عن القيام بخدمة الله وصدّك عن معاملة ربك

    والتدبير المحمود هو الذي يؤدي بك إلى القرب من الله ويوصلك إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى.

  • الناس تقضي حوائجهم بالحرص فيها والجري عليها والعارفين بالله تقضي حوائجهم بالزهد فيها والاشتغال بالله عنها

  • السكون تحت مجاري الأقدار أفضل واعلي وأكمل عند
    العارفين من التضرع والابتهال في رفعها أو تبديلها

  • لا تشتغل قط بمن يؤذيك واشتغل بالله تعالى يرده
    عنك فإنه هو الذي حركه عليك ليختبر دعواك في
    الصدق.

    وقد أخطأ في هذا الأمر خلق كثير فاشتغلوا بإذاية من
    آذاهم فاستمر الأذى مع الإثم ولو أنهم رجعوا إلى الله تعالى لردهم عنهم وكفاهم أمرهم

  • ما تعامل به الخلق يعاملك به الحق وما تعامل به الحق
    يعاملك به الخلق .

  • من عرف الله سبحانه وتعالى حق معرفته عبده بكل جهده وطاقته وبذل المجهود من قلبه فلعلك بقلبك تدرك حق عبادته وإن لم تبلغها بقوة بدنك

  • من نازعك في شئ من الدنيا فارم بها وجهه

  • قيل لأحد العارفين إن فلاناً يسير على الماء فقال هذا
    أمر سهل فالبعوضة أيضًا تسير على الماء

    فقيل له إن فلانًا يطير في الهواء فقال إن الغراب
    والطيور يطيروا أيضًا في الهواء.

    فقيل له إن فلانًا ينتقل من المشرق إلى المغرب في لحظة واحدة فقال إن الشيطان أيضًا ينتقل من المشرق إلى المغرب في لحظة واحدة

    فمثل هذه الأشياء لا قيمة لها في طريق معرفة الله سبحانه وتعالى

    إنما الرجل الذي يكون جديرًا بهذا الإسم ( العارف) هو الذي يعيش بين الناس ويقوم وينام ويتعامل معهم ويختلط بهم ولا يغفل لحظة واحدة عن ذكر الله تعالى .

  • العارف بالله تعالى من نطق بما في سرك وخاطرك وأنت ساكت

  • حقيقة الأدب مع الله سبحانه وتعالى هو أن لا تتحرك جارحة من جوارحك في غير رضي الله تعالى

  • أفضل الأعمال أن تري فضل الله تعالى عليك في السراء والضراء والشدة والرخاء لأن الكل فعله وقدره ولا يفعل بك إلا ما يحب وخير لك لكنك لا تدري بذلك

  • أخرج الخلق من قلبك واقطع يأسك من ربك أن
    يعطيك غير ما قسم لك وليس يدل على فهم العبد كثرة علمه ولا مداومته على ورده

    إنما يدل على نورك وفهمك وغناك بربك والرجوع إليه بقلبك وتحررك من رق الطمع والتحلي بحلية الورع وبذلك تحسن الأعمال وتزكو الأحوال

  • إن كان قلبك مع الله وملكت الدنيا بأسرها فلا ضرر إن ارتديت الثياب الغالية والنفيسة

    لكن الضرر الحقيقي إذا ارتديت الملابس البالية زهدا
    منك ولم يكن قلبك مع الله فلا فائدة لك من ذلك قط.

  • قال الشيخ أبو سعيد الخير :-.

    سأل الناس رابعة العدوية بم أدركت ما أدركت؟ فقالت بكثرة دعائي هذا :-

    اللهم إني أعوذ بك من كل شاغل يشغلني عنك ومن كل مانع يمنعني عنك.

    وقال :-. لا يكون الصوفي صوفيا حتى يكون الخلق كلهم عيالا عليه ( أي يشفق علي العباد ويرحمهم علي العاصي قبل المطيع وعلي الشقي قبل الحليم ..الخ )

    فقال الشيخ ابو سعيد أي ينظر إلى الجميع بعين الشفقة ويعتبر الاهتمام بهم فرضًا عليه لأنهم جميعًا في تصرف القضاء والمشيئة.

  • العبد الكامل الذي يتحلى بفضل الله تعالي :-

    هو الذي لا يتغير بشيء من ( جهة ) الله عزّ وجل لا بالبلاء ولا بالنعماء ولا بالكرامات ولا بالمقامات

    فكل من ينزل إلى شيء من هذه المعاني ( اي يطلبها ويريدها ) لا يكون إلا كاذب لأن الكرامات والمقامات والدرجات كلها ليست إلهية

    بل هي كلها نصيب العبد وكل من نزل إلى هذا صار عبد النصيب (وليس عبدا لله سبحانه وتعالى)

    ومن تغير حاله مع ربه بالزيادة أو النقصان أو ملل أو
    اجتهاد بسبب البلاء أو النعمة فهو عبد نفسه وحظوظها
    وليس عبدا لله تعالى