قطرة من بحر حكمة العارفين ج ١٩
قطرة من بحر حكمة العارفين

  • اتفق العارفون وسائر الأئمة رضوان الله عليهم على أن أصل العبادات كلها أكل الحلال

قال الله سبحانه وتعالى: ( يَأَيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صالحاً )

فالأكل من الحلال من الدين قدمه الله عز وجل على العمل الصالح

وروي عن حضرة النبيﷺ :-. طلب الحلال فريضة بعد الفريضة ( أي بعد فريضة الإيمان والصلاة)

{ أخرجه الطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب}

من أكل من الحلال أربعين يوماً نور الله قلبه وأجرى ينابيع الحكمة على قلبه ولسانه

وروي عن حضرة النبيﷺ : -

من اشترى ثوباً بعشرة دراهم وفي ثمنه درهم حرام.. لم يقبل الله عز وجل منه صلاته ما دام عليه منه شيء

{ مسند الامام احمد}

قال العارف بالله سهل التستري :-

من يغمض عينه عن الحرام لا يصيب الحق سبحانه وتعالى عينه بمرض قط طوال عمره

أَعْظَمُ ما يُخْجَبُ بِهِ العبد عن مشاهدة الملكوت وعن دخول حَضْرَةِ الله سوء مطعمك ( أي من حرام ) وأذي عباد الله

  • اللهم انا نعوذ بك من الذنوب التي توجب النقم ونعوذ بك من الذنوب التي تغير النعم ونعوذ بك من الذنوب التي تهتك الحرم ( ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب

  • الطريق الى الله تعالى :-.

هو طرح الأكوان والإقبال على الله تعالى وصحبة الأخيار من الأولياء والصالحين.

وإن العبادات والأوراد لا تفيد ما دام العبد متعلق بغير الله تعالى أو غفلة عنه أو وقوع في معصية الله .

وصحبة الأخيار من الصالحين لا تفيد إلا إذا كان العبد صادق في طلبه لربه والذى طرح الأغيار ولزم باب الغفار فإذا خلا القلب عما سوى الله قربه إلى حضرته .

اعجابك بعلمك وعملك يقطعك عن حضرة ربك

فرحك بكل نعمة ومنزلة للدنيا يقطعك عن حضرة ربك

انشغالك بكل ما يشغلك عن ربك يقطعك عن ربك

كثرة النوم والأكل والكلام يمنعنك عن حضرة ربك

تعلق قلبك بغير الله في النفع والضر يمنعك عن ربك

احتقارك للناس وانت لا تعلم الصالح من الطالح يمنعك عن حضرة ربك

اعتراضك علي قضاء ربك من حاكم ومحكوم يقطعك عن حضرة ربك

عدم الرضي بما قسمه الله تعالى لك وعدم الرضى بما نزل من بلاء عليك وعلي الناس يقطعك عن ربك

التهاون والكسل فيما فرضه الله تعالى عليك وعدم الذكر علي الدوام يقطعك عن حضرة ربك

  • قال الحارث بن أسد المحاسبي : بلغني أن الحسن البصري رحمه الله قال :

أوحى الله عز وجل إلى سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام :

( يا إبراهيم .) . إنك خليلي فاحذر أن أطلع عليك فأجد قلبك مشغولا بغيري فإنما أختار لخِلَّتي من لو ألقي في النار وهو في ذكري لم يجد لمس النار ألماً

ومن لو أدخل الجنة ورآها قد زخرفت وزينت بحورها وما فيها من النعيم.. لم يرها بغيته ولا اشتغل بها عن ذكري

فإذا كان كذلك تواترت عليه الطافي وقربته مني ووهبت له محبتي ومَن وهبت له محبتي .. فقد استمسك بحبلي فأي نعمة تعدل ذلك وأي شرف أشرف منه

فوعزتي وجلالي لأرينه وجهي ولأشفين صدره من النظر إلي . ( حلية الأولياء لأبو نعيم الأصفهاني )

  • إن الله عزّ وجل يعطي القلوب من بره بحسب ما أخلصت له القلوب في ذكره سبحانه وتعالى

  • لله عز وجل عطايا فى كل يوم وساعة وليلة وأعظم عطاياه ( لك ) أن يلهمك ذكره . .

. وإلي الجزء العشرون من حكمة العارفين:- .