قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٢٢
قطرة من بحر حكمة العارفين

  • قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٢٢ * .
  • إن أردت حياة قلبك التي لا تموت بعدها فاخرج عن الركون إلى الخلق ومت عن هواك وإرادتك

فيحييك الله عز وجل حياة لا موت بعدها ويُغنيك غني لا فقر بعده ويُعطيك عطاء لا منع بعده

ويُريحك راحة لا تعب بعدها ويُعلمك علما لا جهل بعده ويطهرك طهارة لا نجاسة بعدها ويرفع قدرك فى قلوب عباده فلا يحقرك أحد بعدها

  • من يغمض عينه عن الحرام لا يصيب الحق سبحانه وتعالى عينه بمرض قط طوال عمره

  • أَعْظَمُ ما يُخْجَبُ بِهِ العبد عن مشاهدة الملكوت وعن دخول حَضْرَةِ الله سوء مطعمك ( أي من حرام ) وأذي عباد الله تعالى

  • حقيقة التوكل على الله تعالى :-

التوكل بالقلب والاكتساب بالبدن فإذا اكتسبت ببدنك واتكلت على الله عز وجل بقلبك فأنت متوكل

وإذا أردت العمل ببدنك وشغلت قلبك بالخلق ( من نفع وضر وخوف ) فلست بمتوكل على الله ولا سلكت طريق المتوكلين قط

حسبك من التوكل أن لا ترى لنفسك ناصراً غير الله تعالى ولا لرزقك رازقاً غيره ولا لعملك شاهداً غيره

  • حقيقة السخاء أن لا تلوم من منعك على ذلك الشيء لأن لومك إياه يدل على أن لذلك الشيء حقيقة وقدراً عندك ولو كان هيناً عليك لما اشتغلت بلومه على منعك إياه

  • أدني منازل الأنس بالله تعالى أنه لو ألقي عبده في النار فلا يغيب همه عن ربه سبحانه وتعالى

  • ليست العبرة بقراءة الأوراد والاذكار وإظهار المسبحة للناس وتكلف الخشوع فى المشية والتواضع في الجلسة بل المطلوب الأسمى ما تثمره الأوراد :-

من حسن المعاملة والتأدب بأدب سيد الخلق في جميع الأمور وإخلاص الطاعة الله سواء كانت الطاعة فرضاً أو راتبة أو نفلا

فإن المعيار الأعظم الذي توزن به الأعمال وتقوم به الأفعال هو :-

ابتغاء وجه الله عز وجل في كل ما يصدر منك لربك من حركات وسكنات فلا يغتر العبد بكثرة الأعمال الصالحة حتى يطمئن قلبه ويوقن بأنه لا يبتغى بعمله سوي مولاه

وكل ذكر بإسم من أسماء الله تعالى تستدعى به نعمة أو تستكفى به نقمة فهو حجاب عن الذات وعن التوحيد بالصفات وهذا لأهل المراتب والمقامات

أما عوام المؤمنين فهم علي ذلك عاكفون وعن الوصول معزولون وإلى حدودهم يرجعون ومن أجورهم من الله لا يبخسون. .

  • قيام الليل هو أساس الخير وباب السعادة وسبب الفتوح للمريد ووقت خلوة العبد بربه ومناجاته له ووقت إفاضة الأسرار وظهور التجليات

لا يشم المريد طالب الحق عز وجل رائحة المعارف ولا ينعم بالوصال ولا يحظى بالمشاهدات

ولا يندرج فى سلك القوم ولا يعد من الرجال إلا إذا كان من فرسان الليل ويكون ممن قال الله تعالى فيهم { تتجافى جنوبهم عن المضاجع.. الآية }

فلا يكون المريد مريدا لله بحق حتى يصف اقدامه في جوف الليل لربه ويتضرع ويسأل ربه ويبكي فهذا الوقت الذى يقول فيه الحق سبحانه وتعالى:

( ألا من سائل فأعطيه ألا من مسترزق فأرزقه ألا من كذا . ألا من كذا حتى مطلع الفجر
.

وإلي الجزء ٢٣ من حكمة العارفين:- .