قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٢٣
قطرة من بحر حكمة العارفين

  • قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٢٣ *

  • قال العارف بالله سفيان الثوري :-

توكل على الله سبحانه وتعالى ولا تنازع أهل الدنيا في دنياهم يحبك الله ويحبك أهل الأرض

ولا تدع أيامك ولياليك وساعاتك تمر عليك باطلاً ( اي بلا علم أو عمل صالح )

وقدم من نفسك لنفسك ليوم العطش فإنه لا يروى يوم القيامة إلا من رضي الله عز وجل عنه ولا يحصل رضوانه إلا بطاعته

وأكثر من النوافل فإنها تقربك إلى الله سبحانه وتعالى وشاور في أمر دينك الذين يخشون الله عز وجل

وأكثر من ذكر الله عز وجل يزهدك في الدنيا واذكر الموت يهون عليك أمر الدنيا

واشتاق إلى الجنة يوفقك الله سبحانه وتعالى لطاعته وأشفق من النار. يهون الله عليك المصائب وأَحِبَّ أهل الجنة تكن معهم يوم القيامة وأبغض أهل المعاصي يحبك الله عز وجل

وأَوْلِ أمرك تقوى الله عز وجل في السر والعلانية واخشي الله عز وجل خشية من قد عَلِمَ أنه ميت ومبعوث ثم الحشر ثم الوقوف بين يدي الجبار جل جلاله

وأنك محاسب بأعمالك ثم المصير إما إلى جنة وإما إلى نار وارجُ رجاء من قد علم أنه يعفى عنه أو يعاقبه الله سبحانه وتعالى .

  • قال بعض العارفين :-

إن الله عز وجل يقول أيما عبد اطلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسك بذكرى توليت سياسته وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه

{ المنار الهادي في خصائص شيخنا القاضي للعارف بالله عبد الجليل قاسم ص ١١٥ } .

  • إعرف قدر العافية، واشكر ربك عليها وارض بالله كفيلا يكن لك وكيلا وعظمه تعظم به واذكره تزك به

  • قال ثابت بن أسلم البناني رضي الله عنه :-

إنَّ أهلَ الذكر يجلسون للذكر وعليهم من الذُّنوب امثال الجبال فيقومون وليس عليهم ذنب واحد

  • روي عن حضرة النبيﷺ

صلاة الرجل في بيته بصلاة وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة، وصلاته في المسجد الذي يجمع فيه بخمسمائة صلاة وصلاته في المسجد الأقصى بخمسة آلاف صلاة وصلاته في مسجدي هذا بخمسين ألف صلاة وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة

{ الجامع الصغير السيوطي) .

  • اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْد حَمْداً يُوَافِي نِعَمَكَ، وَيُكَافِي مَزِيدَكَ، نَحْمَدُك بحمدك بجَمِيعِ مَحَامِدِكَ، مَا عَلِمْنَا مِنْهَا وَمَا لَمْ تَعْلَمْ، وَنَشْكُرُكَ عَلَى جَمِيعِ نِعَمكَ، مَا علمنا منها وَمَا لَمْ نعْلَمْ، وَعَلَى كُل حَالَ يَا مُحَولِ الْحَالِ، حَوْلَ حَالَنَا إِلَى أَحْسَنِ

روي عن النبي أنه قال: «من قرأ هذه الكلمات - العشر عقب كل فرض نجا من سكرات الموت وأهواله

{ مفتاح الاسرار شرح حزب الستار للعارف بالله عمر الشبراوي ص ٥١ } .

  • قال العارف بالله الشيخ الكبير أبو عبد الله القرشي دخلت على الشيخ عبد الله المغاورى، فقال لى:

أعلمك شيئا تستعين به إذا احتجت لشيء فقل: يا واحد يا أحد، یا واجد يا جواد، انفحنا منك بنفحة خير إنك على كل شيء قدير

قال القرشي فأنا أنفق منها منذ سمعتها. من كلامه

*. من أساس الطريق الى الله تعالى:-

كن للفرائض حافظا، وللمعاصى رافضا واحفظ قلبك من إرادة الدنيا وحب النساء وحب الجاه وإيثار الشهوات واقتع من ذلك كله بما قسم الله لك

إذا خرج لك مخرج الرضا فكن لله فيه شاكرا، وإذا خرج لك مخرج السخط فكن عنه صابرا وحُب الله قطب تدور عليه الخيرات وأصل جامع لأنوار الكرامات

ومصدر ذلك كله أربعة صدق الورع وحسن النية وإخلاص العمل ومحبة العلم. ولا تتم لك هذه الجملة إلا بصحبة أخ صالح أو شيخ ناصح

  • قال سبحانه وتعالى:

(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا )

قال العارف بالله علي الخواص:-

معني ذلك هو أن الحق تعالى لا يصطفى أبدًا عبدا من عباده إلى حضرته وهو يطلب له مقاما عند الخلق

فلذلك يسلط الله على العبد الأذى حتى يصبر ولا يركن لأحد من الخلق فإذا تحقق بذلك اصطفاه الله تعالى

أوحى الله تعالى إلى سيدنا داود عليه السلام ياداود إن طلبت نصرتي لك فلا تبغ على من بغى عليك فإني لا أنتصر إلا لمن رضى بعلمى فيه . .

  • وإلي الجزء ٢٤ من باب قطرة من بحر حكمة العارفين: . .