قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٢٤
قطرة من بحر حكمة العارفين

  • قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٢٤ *

  • قال العارف بالله أبو الحسن الشاذلي :-

:رأيت رسول الله ﷺ فقلت يا رسول الله ما حقيقة المتابعة؟ فقال النبي ﷺ

رؤية المتبوع عند كل شيء، ومع كل شيء وفي كل شيء.

ورأيت النبي ﷺ يقول أربع لا ينفع معهن الفقه

حب الدنيا ونسيان الآخرة وخوف الفقر وخوف الناس.

ورأيت النبي ﷺ فقال لي :-

يا على طهر ثيابك من الدنس، تحظ بمدد الله فى كل نفس قلت يا رسول الله وما ثيابي؟ قال:

اعلم أن الله قد خلع عليك خمس خلع خلعة المحبة وخلعة المعرفة، وخلعة التوحيد، وخلعة الإيمان، وخلعة الإسلام

فمن أحب الله هان عليه كل شيء ومن عرف الله صغر لديه كل شيء ومن وحد الله لم يشرك به شيئا ومن آمن بالله أمن من كل شيء

ومن أسلم لله قل ما يعصيه وإن عصاه اعتذر إليه، وإن اعتذر إليه قبل عذره. . ففهمت حينئذ معنى قوله عز وجل ( وثيابك فطهر) .

*. إذا أردت أن تسأل حاجة من الناس فارفعها إلى الله سبحانه وتعالى قبل أن ترفعها إليهم

فإن قضاها لك منهم فاشكره واشكرهم ، وإن لم يقضها لك فارض عن الله ولا تنسب شيئا إليهم، ولا تذم أحدا إلا بما ذمّه الله ولا تمدح أحدا إلا بما مدحه الله

وإلا فأمسك فهو أسلم لك واهنأ للرضا من الله عنك واعبد الله باليقين تُرفع إلى الدرجات العلا وإن قل عملك.

  • من لم يذداد بعلمه وعمله تواضعاً للخلق فهو هالك

وحسبك من العلم العلم بالوحدانية، ومن العمل تأدية الفرض مع محبة الله ورسوله واعتقاد الحق للجماعة فإن المرء مع من أحب" ولو قصر في العمل

  • لا تركن إلى علم ولا عمل ولا مدد وكن مع الله بالله

  • القبض والبسط قل ما يخلو العبد منهما وهما يتعاقبان كتعاقب الليل والنهار والحق يقتضى منك العبودية فيهما

  • لا يصل عبد إلى حضرة الله ومعه شهوة من شهواته أو مشيئة من مشيئاته

  • إذا منعك مما تحب وردّك إلى ما يجب فهي علامة صحبة المولي عز وجل لك

  • من صح توحيده الله عز وجل انتفى عنه الرياء والإعجاب وسائر الدعاوى المضلة عن طريق الهدى

وذلك لأنه يشهد أن جميع الأفعال والصفات ليست له وإنما هي لله عز وجل ولا يعجب أحد قط بعمل غيره ولا يتزين به.

  • إياك والفرار من حال أقامك الله فيه فإن الخير فيما اختاره الله تعالى لك

ولا تركن إلى شيء ولا تأمن نفسك في شيء ولا تختر لنفسك حالا تكون عليها مع الله تعالى بل سلم الأمر له طوعا قبل تسليمه كرها.

  • لا تسب أحدا إلا فعله المذموم لا ذاته فإنك لا تدرى بماذ يختم الله تعالى له ولك

وكف غضبك عمن يسيء إليكم لأنه مسلط عليكم بإرادة ربكم سبحانه وتعالى

  • الزهد هو فقد الشيء من القلب، ومحو السرور به من النفس واحتمال الذل والرضا بالحال أبدا والجهد في المراعاة إلى الموت

  • قال العارف بالله أبو الحسن الصباغ القوصي:-

هل فيكم من إذا أراد الله تعالى أن يحدث في العالم حدثا أعلمه به قبل حدوثه؟ فيقولون لا فيقول ابكوا على قلوب محجوبة عن الله عز وجل.

  • لا يكن طلبك من ربك تسببا إلى العطاء منه فيقل فهمك عنه، وليكن طلبك لإظهار العبودية وقياما بحق الربوبية. كيف يكون طلبك اللاحق سببا في عطائه السابق ؟!

  • ربما رزق الكرامة من لم تكمل له الاستقامة

  • إذا التبس عليك أمران فانظر أثقلهما على النفس فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا.

  • من علامات اتباع الهوى المسارعة إلى نوافل الخيرات والتكاسل عن القيام بالواجبات.

  • من استغرب أن ينقذه الله من شهوته وأن يخرجه من وجود غفلته فقد استعجز القدرة الإلهية (وكان الله على كل شيء مقتدرا).

وإلي الجزء ٢٥ من بحر حكمة العارفين .