قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٢٦
قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٢٦

  • الأنس بالخلق وحشة والطمأنينة إليهم حمق والسكون إليهم عجز والاعتماد عليهم ضعف والثقة بهم ضياع

وإذا أراد الله بعبد خيرا جعلَ أُنسَهُ بِهِ وبذكره وصان سره عن النظر إليهم وظاهِرهُ عَن الاعتماد عليهم

  • من أحب أن يُعرف بشيء الخير أو يُذكر به فقد أشرك في عِبادَتِهِ لأنَّ من عبد ربه على المحبّة لا يحب أنْ يرى خدمته غير مخدومه

فلا تهتم بنظر الخلقِ إليك لأنهم لا يملكون ضَرًّا ولا نفعًا وانظر لنظَرِ الله تعالى إليك

فإنه يراكَ فِي كُلِّ حالٍ ويطلعُ الخفى من أحوالك والخلق لا يعلمون منك إِلَّا الظاهر

فإذا نظر الله تعالى إليكَ برحمته فلن يضرك نظرهم اليك بقسوة أو شدة

واذا نظر الله تعالى إليك نظرة نقمة فلن ينفعونك إذا نظروا إليك نظرة رحمة أو شفقة

فيكفيك نظر الله تعالى إليك . [[ قال محمد إبن أسلم:-.

ما لي وللناس كنت في صلب أبي وحدي ثم صرت في بطن أمي وحدي ثم دخلت الدنيا وحدي ثم تقبض روحي وحدي وأدخل في قبري وحدي

ويأتيني منكر ونكير فيسألاني في قبري وحدي فإن صرت إلى خير صرت وحدي وإن صرت إلى شر كنت وحدي

ثم أوقف بين يدي الله تعالى وحدي ثم يوضع عملي وذنوبي في الميزان وحدي وإن بعثت إلى الجنة بعثت وحدي وإن بعثت إلى النار بعثت وحدي، فما لي وللناس ]]

{ حلية الأولياء لأبو نعيم ترجمة محمد بن أسلم }

  • من خرج عن محبة الدنيا سُمي عابداً زاهداً ومن خرج عن نفسه وعوالمها سمي عارفاً

  • إذَا التَبسَ عليك أَمْرانِ فانظر أَثْقَلَهُما على النفس فَاتَّبِعْهُ واعمل به فإنه لا يثقل علي النفس إلا ما كان حقًا.

  • الذكر إذا لم يؤثر في تغيير حالِ الذاكر ونقلَهُ عنْ مقام البُعْدِ والمخالفة والحجاب إلى حضرة الشهود والاقتراب فليْسَ بذكر حقيقة

قال العارف بالله السري السقطي :

صحبت رجلا زِنجيا اسود البشرة في الصحراء فرأيته كُلَّما ذكر الله تعالى تغيَّر لونه وابيض فَقُلْتُ له يا هذا أرى عجبا يحدث لك

فقال لي أما إنَّكَ لو ذكرْتَ الله سبحانه وتعالى حق ذكره لحالَتْ لِبسَتُك وتغيَّرَتْ صفتك

  • المحب مَنْ آثر مولاه على كل شيء والعارف مِنْ شهِدهُ في كُلِّ شيءٍ، والواصل مَنْ فِني بِهِ عَنْ كُلِّ شَيءٍ

  • من لم ينسى ذكر كل شيء في حال ذكره لله عزّ وجل لم يجد للذكر صفوة

  • إذا ترادفَتْ عليك الغفَلاتُ وكثرة النوم، فلا تسخط ولا تلتفت لذلك فإِنَّ مَنْ نظر إلي الأسباب مع الحقِّ أشركَ

كُنْ مَعَ الله تعالى بما يريد لا مع نفسك بما تريد لكن لا بد من الاستغفار

  • ليسَ مِنْ شريف ولا وضيع ولا عالم ولا جاهل، إلا وفيه عبب لكن من كانَ فضله أكثرُ مِنْ نقصِهِ وُهِبَ نقصُهُ لفضله

وإلي الجزء ٢٧ من بحر حكمة العارفين :-