قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٢٨
قطرة من بحر حكمة العارفين

  • قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٢٨ :-

  • من علامة ابتلاء العبد على وجه العقوبة هو عدم الصبر علي البلاء والجزع والشكوى إلى الخلق

وعلامه ابتلاء الله تعالى عبده على وجه التكفير لخطاياه هو وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع ولا ضجر ولا ثقل في أداء الأوامر

وعلامة الابتلاء على وجه رفع الدرجات وجود الرضي والموافقة وطمأنينة النفس والسكون تحت جريان الأقدار حتى تنكشف

  • إذا وجدت قسوة في قلبك ولا تشعر بخشوع ولا اخلاص في العبادة فاشكر الله سبحانه وتعالى

حيث ستر عنك حالك لتكون عبداً له صرفاً لا عبد خشوع وحضور

  • لا تركن إلى شيء ولا تأمن نفسك في شيء ولا تأمن مكر الله لشيء ولا لغير شيء ولا تختر لنفسك حالة تكون عليها

فإنَّك لا تدري أتصل إلى ما اخترته أم لا ثم إن وصلت إلي ما اخترته فلا تعلمُ ألك فيه خير أم لا وإن لم تصل إليه فاشكر الذي منعك فإنَّه لم يمنعك عن بُخل

ولا تقف مع شيءٍ ولا تري لنفسك شيئاً ولا تحزن على شيء خرج عنك فإنه لو كان لك ما خرج عنك

ولا تفرح قط بما حصل لك من أمور الدنيا والآخرة دون الله تعالى فإنّ ما سوى الله عدم وإلي زوال

  • من صدق في طلب الله لم يُبالِ بترك ما سواه ومن بالغ في مدح نفسه فقد بالغ في ذم غيره ومن بالغ في ذم غيره فقد بالغ في مدح نفسه

  • أقوى القوة أن تغلب نفسك على ترك شهواتها ومَنْ عجز عن أدب نفسه فهو عن أدب غيره أعجز

وكلما جاهدتَ النفس وقتلتها في الطاعات كلما حيت وكلما أكرمتها ولم تهنها في مرضاة الله ماتت

وهذا هو معنى حديث النبيﷺ ( رجعنا من الجهادِ الأصغر ) يعني في الكفار ( إلى الجهاد الأكبر ) أي جهاد النفس

ولا يستقيم لمريد أمره في طريقه الي ربه عز وجل إلا بإدخال النفس في شيء يغم النفس ويؤلمها من الطاعات

وذلك حتى تذلها وترجع مطيعة لصاحبها فإن النفس إذا استولت على الإنسان أسرته وصارت الولاية لها على القلب فإن تحركت تحرك القلب وإن سكنت سكن

  • من علامة المتسلّق على مقام العارفين أن يحصل له الخشوع والشهود في حال ذكره ثم إذا فرغ يذهب ذلك الذكر وحكم ذلك كالرطب المعمول يتغير بسرعة

  • قال العارف بالله سهل التستري :-

إن الله سبحانه وتعالى مُطَّلع على القلوب في ساعات الليل والنهار فأيما قلب رأى فيه حاجة إلى سواه سلط عليه إبليس

*. من أخلاق الصديقين ألا يحلفوا بالله لا صادقين ولا كاذبين ولا يغتابون أحداً ولا يُغتاب عندهم أحدٌ ولا يشبعون قط ولا يُخلفون عهداً ويكثرون من الوحدة وقلة مخالطة الناس

  • من أحب أن يطلع الناس على ما بينه وبين الله عز وجل فهو جاهل بالله عبد هواه لا عبد مولاه

لأنك اذا اكتفيت بعلم الله سبحانه وتعالى ما أخبرت أحدا من الخلق بحالك مع ربك

  • كلُّ ما أشغل قلبك عن ذكر الله فهو دنيا وكلُّ ما أوقف القلوب عن طلبه فهو دنيا وكلُّ ما أنزل الهموم بقلبك فهو دنيا والأمر وراء ذلك كله

  • عليك بالاشتغال بالله عز وجل فإن لم تقدر على ذلك فاشتغل بما يقربكَ إليه

وإلي الجزء ٢٩ من بحر حكمة العارفين :-