قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٢٩
قطرة من بحر حكمة العارفين

  • قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٢٩ :-

  • كما أن المذنب يجب عليه أن يتوب من الذنب فيجب عليك أيضا أن تتوب من التدبير مع ربك عز وجل لأن التدبير و الإختيار من كبائر القلوب

والذي يسقط التدبير والاختيار هو علمك سابقاً بتدبير الله تعالى فيك ولك قبل أن تكون لنفسك لأنه خلق لك ما قدره عليك

فبالله عملت وبالله ركعت و به سجدت وبه سعيت وبه قوام حياتك فارضي بما قسمه لك وقدره عليك تكن من الموحدين حقيقة لا مجازا وكلاما

*. الصلاة لم يُؤمَر بها من أجل أن تظل اليوم كله تركع وتسجد بل الغرض من الصلاة أنّ تلك الحال التي تستشعرها في الصلاة ينبغي أن تستمر معك دائمًا

سواءٌ أكنت في النوم أم في اليقظة أم في الكتابة أم في القراءة أم في العمل ام وحدك أو مع الناس

بل في الأحوال كلّها لا يغيب عنك ذكر الحق سبحانه وتعالى حتى تكون من { الذين هم على صَلَاتِهِمْ دَابِمُونَ ﴾

  • من اشتكي من الضعف في بدنه فليُكثر من ذكر الله كما وصف النبي ﷺ ذلك للسيدة فاطمة الزهراء

لما شكت من الرَّحى فأمرها أن تسبح الله عند النوم ثلاثاً وثلاثين وتحمدَهُ ثلاثاً وثلاثين وتكبر ثلاثاً وثلاثين وتختم المئة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

وقال النبي ﷺ للسيدة فاطمة الزهراء ( هي لكِ خيرٌ منْ خادمِ ) فما شكت بعد ذلك من التعب أو المشقة

فعلمنا من ذلك أنَّ كل من تقوَّى بالطعام والشراب فهو في طبع البهائم إلا أن يضم إليه كثرة ذكر الله عزّ وجل .

  • ما ارتفع من ارتفع بكثرة صوم ولا صلاة ولا مجاهدة وإنما ارتفع بالخلق الحسن.

وما وصل أولياء الله تعالى إلى ما وصلوا إليه بالأعمال وإنما وصلوا بالأدب في الأعمال والعبادة والمعاملة مع خلق الله برهم وفاجرهم

  • من تعبد لربه سبحانه وتعالى لطلب ثواب أو خوف عقاب فقد أظهر خسته وأبدى طمعه فإنه قبيح بالعبد أن يخدمَ سيّده لغرض دنيوي أو أخروي

  • قال داود الطائي ذهبت ليلة إلى المقبرة فسمعت قائلا يقول آه مالي ألم أكن أصلي ألم أكن أصوم

فأجابه مجيب بلى ولكنك إذا خلوت بربك لم تراقبه

فقال أبو سعيد الخير : من راقب الله تعالى في خطرات قلبه عصمه الله في حركات جوارحه.

وإلي الجزء ٣٠ من بحر حكمة العارفين:- .