قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٣٥
قطرة من بحر حكمة العارفين

  • قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٣٥ :-

  • لا يؤذن لأحد في الكلام لتربية الخلق وهدايتهم والتأثير فيهم إلا لمن ثبتت استقامته في أفعاله وأقواله وأحواله وإلا فهو فتنة علي الناس

اللهم اجعل حركاتنا وسكناتنا كلها مرضية عندك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين

  • لا يصل عبد إلي ربه عز وجل ومعه شهوة من شهواته وإرادة من إرادته فمن أراد الدخول علي بساط الولاية

فليترك حظوظ نفسه وامنياتها وشهواتها إلا ما كان واجبا في حق النفس والأهل وتتجرد عن تعلق قلبك بالكونين الدنيا والآخرة لا طلب ثواب ولا خوف عقاب

ولا أماني من مقامات وأحوال دنيا وآخرة فمن لم يفعل ذلك لا يمكن أن يدخل علي بساط الحضرة الإلهية

  • علامة كمالِ الطهارة عَنِ الأَوْصَافِ الذَّميمةِ ثُبوتُ القلب وسكون النفس وعدم الجزع عند نزول القدر وسكون الجبلة عِنْدَ الصَّدْمة الأولى

  • قال العارف بالله عبد القادر الدشطوشي:-

عليك بعدم الالتفات لغير الله عز وجل في شيء من أمورك في الدنيا والآخرة

فإن جميع الأمور لا تبرز إلا بأمره فارجع في الأمور إلى من قدرها جل جلاله

ويقول الله تعالى في بعض كتبه المنزلة :

يا عبدي لو سقت إليك ذخائر الكونين فنظرت بقلبك إليها طرفة عين فأنت مشغول عنا لا بنا

  • قال سهل التستري:-

مِنَ الأولياء مَنْ إِذَا مَرَّ واحد منهم عَلَى قوم عُصَاةٍ فَسَلَّمَ عليهم أَوْ سَلَّمُوا عليه فَرَدَّ السلام غَفَرَ الله تعالى لهم جميع ذنوبهم وَأَمَّنهُمْ مِنْ عَذَابِهِ ومنهم مَنْ لَا تأكل النار مَنْ جَالَسَهُمْ ولو لحظة أو حضر جنازتهم.

  • المريد يعمل بعمله فيري زيادة عمله أو نقصانه والمراد يعمل بعلم الله تعالى فيه ولا يشاهد شيئا من أفعاله بل يشاهد جريان الحق عليه

لأن العبد المراد من ربه عز وجل من تجرد عن إرادته لأنه يعلم أنه لا يقع في الوجود إلا ما يريده الله تعالى لا ما يريد غيره فيمحو إرادته في إرادة الله سبحانه وتعالى

  • قد يكون منع الله تعالى لك ما تريده إكراما وقد يكون العطاء منه لك لما طلبته إهانة لك وأنت لا تشعر

فلا تنقبض ولا تفرح لوجود شيء أو عدمه مما تريد فربما أعطاك شهواتِكَ فمنعك حلاوة مناجاته لأنه تركك لهواك فقد خذلك ومنعك الهداية

وربما منعك اللذات وما تريده فأعطاك جزيل الهيئات

وربما أعطاك مِنَ الدنيا ما تريد فلم تشكره فمنعك المزيد فقد يكون المنع إكراما والعطاء إهانة.

فالعطاء من الخلق حرمان والمنع من الله تعالى إحسان

لأنه لا يمنعك ما تريد بخلا منه عز وجل أو عدم أو احتقار لك حاشا أن يكون هذا وصف واخلاق ربك

بل منعه رحمة بك لأنه اعلم بك منك وما هو أفضل لك وأقرب زلفي لديه سبحانه وتعالى

فاحذر من هذا الباب لأنه أبعد الكثير من العباد عن باب رب العباد وتعلق بالله والرضي عنه فيما أعطي أو منع تكن من زمرة الأحباب العابدين له وبه بلا أسباب

وإلي الجزء ٣٦ من بحر حكمة العارفين:- .