قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٣٧
قطرة من بحر حكمة العارفين

  * قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٣٧  :- .

  • حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( العلماء ورثة الأنبياء ) كيف تتم الوراثة بين الأولياء والعارفين قال العارف بالله صالح الجعفري :-

إذا سلكت طريق شيخ وكنت محبا له انتقل حاله الذي كان في الدنيا عليه إليك بمعنى أن روحك تعمل مثل عمله

فإن كان عالما كانوحالك مائلا إلى العلم وإن كان في خلوة كان حالك حب إلى الخلوة وإن كان في عزلة كان حالك الميول إلى العزلة وإن كان في جذب مالت إلى الجذب

وإن كان في تلاوة القرآن وتدريس العلم مالت الروح إلى ذلك حتى تكون في الدنيا حياته كحيا شيخك وهذا يسمى مقام الوراثة يتأتى بالمحبة وتلاوة الأوراد واقتفاء أثر الشيخ

  • من علامات أن النور يزيد في قلبك أن يكون أكبر همك العبادة وأكثر كلامك هو المدح والثناء ومناقب الصالحين

*  من علامة حب الآخرة  الزهد في الدنيا  ومن علامة حب الله  الزهد فيما سواه

فزهد العامة من الخلق في ترك الحرام

وزهد الخواص في ترك المباح من الحلال

وزهد العارفين ترك كل ما يشغلهم عن المولي عز وجل

  • إن أردت أن يسمع الحق تعالي دعاءك فاحفظ لسانك عن الكلام في الناس  وبطنك عن تناول الشبهات

فمن أطاع الله اطاعه كل شئ وسخر الله تعالى لك الماء والنار  والخطوة في الهواء وأذعن لك الإنس والجن

  • من اعظم اخلاق الرجال تحمل الأذي من الناس إكراماً لسيدنا رسول الله  ﷺ

  • السكون الي كل ما تألفه نفسك وتشتهيه يقطعك عن بلوغ درجات الحقائق ولن تدخل حضرة ربك عز وجل ومعك شهوة من شهوات النفس أو مشيئة أو إرادة

فكلما جاهدت النفس وقتلتها في الطاعات فقد أحييتها وكلما أكرمتها ولم تهنها في مرضاة الله ماتت

  • الزم العبودية وآدابها  ولا تطلب بها الوصول إليه سبحانه وتعالى  فإنه إذا أرادك له أوصلك إليه بلا سؤال وذلك أعز من الوصول بسؤال

  • قال العارف بالله علي وفا الشاذلي:-

من عمل بالقرآن أوتي كتابه بيمينه ومن خالف ما فيه أوتي بشماله ومن ترك تلاوتة والنظر لما فيه من الهدى أوتي كتابه من وراء ظهره

فليحرر الإنسان هنا حسابه كما قال سبحانه وتعالى ( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا )

  • إذا ذكرت ذنوبك فلا تقل عليها  لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإن قلت ذلك فكأنك تُبرّى نفسك منها وتضيفها إلى حول الله وقوته

وتريد بذلك عدم الحجة عليك  بل قل إذا ذكرت ذنوبك فقل  ( رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم ) .

  • القضاء والقدر والرضي بهما :-

القضاء هو إرادة الله تعالى الأزلية المتعلقة بالأشياء على ما هي عليه فيما لا يزال وأما القدر فهو تعيين الوقت الواقع فيه المقدورات

فالقضاء حاكم على القدر والقدر لا يحكم في القضاء إذ القاضي هو الحاكم والمقدور هو الوقت والقدر التوقيت

إِذَا نَزَلَ بك أَمْرٌ مِنَ الله تعالى فَاسْتَعْمِلِ الرضي فَإِنَّ الله تعالى مُطَّلِعُ عَلَيْكَ يعلم ما في ضميرك فإن رضيت فَلَكَ الثواب من ربك عز وجل

وأنت فِي رِضَاكَ وسخطك لَا تستطيع أَنْ تزيد في الرزق الْمَقْسُومِ والأمر الْمَكْتُوبِ سواء كانت عالما أو عارفا أو عاصيا او شقي فالقضاء نافذ لا محالة

فَإِنْ لَمْ تجد إِلَى الرضي سبيلا  فاستعمل الصبر فَإِنَّهُ رأس الإيمان فإذا اضطررت ونفد صَبْرُكَ فالجأ إلي ربك بهمك وَاشْكُوا إِلَيْهِ حزنك

واحذر أَنْ تَسْتَبْطِئهُ أَوْ تُسِيءَ بِهِ ظَنَّا فإن كُلَّ شيئ بسبب وَلِكُلِّ سبب أجل  ولكل أَجَلٍ كتاب ولكل هَمَّ مِنَ الله تعالى فرج

ومن علم أَنَّهُ تحت عين الله تعالى بأنه مطلع عليك ولا يخفي عليه شئ اسْتَحْيَيت أَنْ يراك ربك بأن ترجو سواه وَمَنْ أيقن بنظر اللَّهِ إِلَيْهِ أسقط اختيار نفسه

ومن علم أَنَّ الله تعالى هو الضَّارُّ النافع أسقط خوف  الْمَخْلُوقِ مِنْ قَلْبِهِ

فراقب الله تعالى فِي قربه واطلب الأمر مِنه لا من غيرهْ واحذر أَنْ تعتمد عَلَى مخلوق أَوْ تُعَلِّقَ قلبك بِهِ تعليق خوف أو رجاء أو تفشي إليه سِرًّا

أَوْ تشكو إِلَيْهِ شيئا أَوْ تعتمد عَلَى الأخوة أَوْ تستريح إليه استراحة فيها شكوى بل كن لربك ومع ربك وإلا وكلك الي من نوكلت عليه ولن ينفعك بشيء

وإلي الجزء ٣٨ من بحر حكمة العارفين:_