قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٤٤
قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٤٤ :-

  • قال يحي الرازي رضى الله تعالى عنه :-

أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام إنى إذا اطلعت علي سر عبدي فلم اجد فيه حب الدنيا والآخرة ملئته من حبي وتوليته بحفظي

  • أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود لو يَعْلَمُ المدبرُونَ عَنى كيف انتِظارِي وَرِفْقِي بِهِمْ

وَشَوقي إلى ترك معاصيهم لماتُوا شوقا إلى وتقطعت أوصالهم في محبتي .

يا داود : هذه إرادتى فى المدبرين عنى فكيف إرادتي في المقبلين على؟

  • الأنس بالله عز وجل وعلامته :-

قيل لذي النون المصري: ما الأنس بالله عز وجل؟ قال:

هو أن تستوحش من الدنيا ومن الخلق إلا من أهل ولايته ( أوليائه الصالحين ) فإن الأنس بأهل ولايته هو الأنس بالله عز وجل.

لا يكون الأنس بالله تعالى إلا ومعه التعظيم لأنَّ كُلِّ مَن استانست به سقط تعظيمه عن قلبك إلا الله عز وجل

فإنك لن تزيد به أنسا إلا إذا ازددت له تعظيماً وهيبة وإجلالاً.

علامات الأنس بالله عز وجل : -

إذا رأيته يوحشك من خلقه فهو يؤنسك بنفسه ودوام الجلوس فى الخلوات وطول الوحشة من مخالطة الناس ودوام العزلة والوحدة والتلذذ بالذكر فى المجاهدات والتمسك بالطاعات

وأوحى الله تعالى إلى آدم عليه السلام :-

يَا آدَمُ مَنْ أَحب حبيباً صدق قوله ومن أنس بحبيبه رضى بفعله ومن اشتاق إليه جد في مسيره .

إذا أكرم الله عبداً الهمه ذكره وألزمه بابه وآنسه به يصرف إليه بالبر والفوائد ويمده من عنه بالزوائد

ويصرف عنك أشغال الدنيا والبلايا فتصير من خواص الله تعالى وأحبائه فطوبى لمثل ذا العبد حيا وميتا

  • ثلاثة من أعلام التقوى:

ترك الشهوة المذمومة مع القدرة علي فعلها

والوفاء بالأعمال والاقوال الصالحةمع نفور النفس منها.

ورد الأمانات إلى أهلها مع الحاجة إليها.

  • حرم الله الزيادة في الدين والإلهام في القلب والفراسة في الناس على ثلاثة :

على بخيل بدنياه وسخي بدينه وسىء الخلق مع الله.

فقال له رجل بخيل بالدنيا عرفناه وسخي بدينه عرفناه فما هو وصف سيء الخلق مع الله:

قال: يقضي الله قضاءه ويمضي قدره وينفد علماً ويختار لعبده أمراً فترى صاحب سوء الخلق مضطرب القلب في ذلك كله غير راض به دائماً بشكواه من الله إلى خلقه

  • من أحسن سريرته أحسن الله تعالى علانيته

ومن أصلح ما بينه وبين الله تعالى أصلح الله تعالى ما بينه وبين الناس ومن أصلح آخرته أصلح الله له أمر دنياه.

  • وصف لي فتي هرب من الناس فذهبت إليه فأقمت على بابه أربعين يوماً فلما كان بعد ذلك رأيته

فلما رآني هرب مني فقلت له سألتك بالله بم عرفت الله؟ وبأي شيء تعرف إليك الله حتى عرفته؟ فقال لي:

نعم رأيت أن لي حبيباً إذا قربت منه قربني وأدناني وإذا ابتعدت منه ناداني وإذا تعبدت بالفترة رغبني ومناني

وإذا عملت بالطاعة زادني وأعطاني وإذا عملت بالمعصية صبر علي وتأناني فهل رأيت حبيباً مثل هذا ؟! انصرف عني ولا تشغلني

والي الجزء ٤٥ من بحر حكمة العارفين:- .