قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٤٧
قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٤٧ :- .

  • روي عن حضرة النبي ﷺ

من قرأ القرآن في المصحف متعه الله ببصره وخفف الله عن والديه ولو كانا كافرين وإن النظر في المصحف عبادة . كما ورد . .

  • حقيقة المراقبة :-

قال العارف بالله علي البيومي:

هي كل وقت يرى العبد نفسه فيه أنه بين يدي الله سبحانه وتعالى ينظر إليه في كل لحظة فما دام هذا شهودك فأنت في الحضرة الإلهية

فإن غاب عنك هذا الشهود فقد خرجت منها لأنه سبحانه وتعالى قال: إلزم حضور حضرتي ولك قسمتي

فإن خرج العبد من مراده أساء الأدب وتعرض للعطب.

والمراقبة أقرب إلى الجذبة الإلهية من غيرها والتصرف في الملك والملكوت والنظر إلى الغيب بالمواهب وتنوير الباطن ودوام الجمعية علي الله تعالى

وإقبال القلب بقوة الحضور مشاهداً للحق بأنك تراه كأن تجلس ساعة متعطلاً عن ملاحظة أي شيء فيحصل لك الوجدان

فمن وصل إلى المشاهدة فإن رؤيته تفيد ما يفيده الذكر وصحبته لمن يذكره عز وجل المذكور

فالوصول إلى الله تعالى إما بمحض صحبة الأولياء أو بالذكر الدائم ( لا إله إلا الله ) بلا انقطاع أو بالمراقبة.

[ رسالة الفضل والمنة لعلي البيومي ص ٢٣٦ و ٢٤١ ) بتصرف يسير جدا ]

  • ومن علامات مراقبة العبد :

التعلق بالله دايما وخاصة اول ما ينزل بك بلاء او هموم أو مرض فتقول اللهم إني أنزلت حاجتي بك ثم تاخذ بالاسباب بعدها

فلقد روي عن حضرة النبي ﷺ

من نزلت به حاجة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقته  وإن أنزلها بالله عز وجل وجل  أوشك الله له بالغنى إما أجر آجل أو غنى عاجل. 

( أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء و الترمذي بنحوه عن عبد الله بن مسعود )

  • ومن المراقبة الدوام علي فعل يحبه مولاك

قال جلال الدين الرومي::

اختبر نفسك فيما يتصل بالصوم والصلاة والخلوة والاجتماع وغير ذلك أي منها أكثر نفعاً لك وفيما يتصل بأحوالك

فأي حال تجعلك أكثر استقامة على الطريق وأكثر ترقيا  فلتؤثر ذلك العمل استفت قلبك وإن أفتاك المفتون .  

( رسائل فيه ما فيه لجلال الدين الرومي ) .

والي الجزء ٤٨ من بحر حكمة العارفين:- .