قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٥
قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٥

.

  • إياك والفرار من حالٍ أقامك الله فيه فإنَّ الخير كله فيما اختاره الله سبحانه وتعالى لك

وتأمل سيدنا عيسى عليه السلام لمَّا فرَّ من بني إسرائيل حين عظموه وأطروه كيف عُبِدَوه من دون الله تعالى فوقع في حال أشدَّ ممَّا فرَّ منه

وأصلُ اختيار العبدِ هو ظن العبد أنَّه مخلوق لنفسه والحق تعالى ما خلق العبد إلا له تعالى فلا يُعطي تعالى لعبده إلا ما يصلح أن يكون له تعالى

وإذا خيَّرَكَ الحق سبحانه وتعالى في شيء فاختر عدم الاختيار ولا تقف مع شيء ولا تر لنفسك شيئاً ولا تحزن على شيء خرج عنك

فإنه لو كان لك ما خرج عنك ولا تفرح قط بما حصل لك من أمور الدنيا والآخرة دون الله تعالى فإن ما سوى الله عدم وإلي فناء

  • إذا لم تحكم المراقبة بنظر الله تعالى إليك في كل لحظة لن تصل إلي الكشف والمشاهدة

  • شكي الشيخ افضل الدين الي العارف بالله علي الخواص كثرة النوم فقال الإمام له :

لا تلتفت إلى شيء دون الله تعالى فإنَّ من وقف مع الأسباب أشرك مع الحق سبحانه وتعالى وفي لمحة يقع الصلح .

فقال له ويقع لي أيضاً كثرة السهر والقلق في بعض الأوقات

فقال له إن كان في فكر في المصالح فمدد وخير كبير

وإن كان السهر مع الغفلة فبلاء نزل يوزعه الله تعالى على المؤمنين حتى يرتفع

،* لا تسب أحداً من خلق الله تعالى على التعيين بسبب معصية وإن عظمت ذنوبه فإنك لا تدري بم يُختم الله تعالى لك وله ولا تَسبَّ إلا فعله لا ذاته

فإن ذاتك وذاته شئ واحد فلا تسبّ إلا الفعل الرديء المذموم منه لقول النبي ﷺ في الثوم ( إنَّهَا شجرةً أكره ريحها ) فلم يَقُل النبي ﷺ أكرهها لذاتها فافهم

فإنه لا يخلو المُنقصُ لأعراض الناس عن ثلاثة أحوال : إما أن يرى نفسه أفضل منهم فهو حينئذ أسوأ حالاً منهم كما وقع لإبليس مع آدم عليه السلام

وإما أن يرى نفسه مثلهم فما أنكر إلا على حال نفسه حقيقة وهو لا يدري

وإما أن يرى نفسه دونهم وأقل منهم فلا يليق به تنقيص من هو خيرٌ منه

ومن رأي نفسه افضل من أخيه أو صاحبه في العلم والعمل فقد حبط أجر علمه وعمله

ولا تعيب أَخَاكَ وَلَا تُعيَّره بمصيبة دنيوية لَأَنَّهُ إِمَّا مظلوم فسَيَنصُرُهُ الله تعالى أَوْ مذنب وعوقب فطهره الله تعالى

أَوْ مُبْتَلَ ببلاء فقد وَقَعَ أجره عَلَى اللَّهِ تعالى وما أجراه الله سبحانه وتعالى علي غيرك جاز أن يجريه عليك فاحذر من ذلك

  • إذا قام العبد بما يجبُ لله تعالى عليه قام الله بما يجب عليه من الحقوق

ومن طلب من الله كثيراً من الدنيا طالبه بكثير من العمل

ومن قنع من الدنيا باليسير رضي الله منه بقليل العمل

  • اسألوا الله عزّ وجل العفو والعافية والحوا علي ربكم عز وجل حتي ولو كنت صبوراً

  • من تقرب إلي الله تعالى بما فيه تلف نفسه حفظ الله تعالى له نفسه

*. أعظم حجاب بين العبد وربه عز وجل وعن مشاهدة الملكوت وعن دخول حضرة الله تعالى :-

هو الأكل من الحرام أو شبهة حرام وأذي الخلق والمخلوقات ( مسلم أو غير مسلم حيوان أو طائر شجر أو حجر ) .

وإلي الجزء السادس من الحكم :-

.