قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٥٥
قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٥٥

  • لا يكمل الرجل في مقام العرفان حتى يفر من قلبه وسره وعمله ووهمه وفكره وعن كل ما يخطر بباله غير ربه

  • إياك أن ترجع إلى العمل بالرخص بعد عملك بالعزائم فإن ذلك من وساوس إبليس فينقلك من رخص الشريعة إلى فعل المعصية

ثم يقول لك هذا مقدر عليك قبل أن تخلق وأيش كنت أنت فلا يزال بك حتى يدخلك النار

  • اذا وجدت قسوة في قلبك فاشكر الله تعالى حيث ستر عنك حالك لتكون عبداً له صرفاً لا عبد خشوع وحضور في الصلاة أو الذكر أو التلاوة للقرآن الكريم

  • حقيقة التجريد:-

أن تقف على المحال وحقيقة هذا المحال هو الخروج من العادة بالظاهر يعني عادة العامة في الأقوال والأحوال والأفعال والمداومة عليها

وغَرْس المحال لا ينبت إلا بالمحال ولا يثمر إلا بثمر المُحال قال تعالى : ( سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمُ عَلِيمٌ ﴾ وروي عن حضرة النبي. ﷺ إن الله يرزق العبد على قدر همته

  • الإقبال على الله عز وجل:-

إقبالك على الله بذاتك يشهدك صفات الحق وإقبالك على الله بصفاتك يشهدك ذات الحق جرت سنة الله بذلك.

أن ذاته لا تشاهدها إلا بصفاتك وصفاته لا تشاهدها إلا بذاتك ومن أراد أن يشهد الذات بالذات فهو جاهل بحكمة الله وسنته في خلقه

وكذلك من أراد أن يشهد الصفات بالصفات فهو جاهل بحكمة الله وسنته، كيف أجراها في خلقه

قال سبحانه وتعالى : [ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلباب ﴾

  • من علامة المتسلق على مقام العارفين أن يحصل له الخشوع والشهود في حال ذكره ثم إذا فرغ يذهب ذلك مع الذكر وحكم ذلك كالرطب المعمول يتغير بسرعة

  • حقيقة الطريق الي الله عز وجل أن تكون مُفلساً وأن تكون طالباً للأعلى أبداً ومتى ظننت أنك وصلت فما وصلت

ومتى ظننت أنك ظفرت فما ظفرت ومتى ظننت أنك حصلت لك حال فلا حال لك

  • العارف يتلوّن في اليوم مائة مرة والعابد يقيم على حالة واحدة كذا كذا سنة وذلك لأن العارف مائل إلى دائرة التصريف الإلهي والعابد مائل إلى دائرة التكليف

  • من عظمت نورانية باطنه أو ظلمانية ظاهره لا بد أن يتبعه جلال :-

اعلم أن من عظمت نورانية باطنه لا تجده إلا قليل المعرفة بالخلق وذلك لأنها ما عظمت نورانية باطنه حتى عظمت ظلمانية ظاهره

ومن عظمت ظلمانية ظاهره فإن الخلق يفرون منه ولا بعد فرار الخلق منه إلا إقبال الحق عليه.

من عظمت نورانية ظاهره لا تجده إلا قليل المعرفة بالحق، وذلك لأنه ما عظمت نورانية ظاهره حتى عظمت ظلمانية باطنه فإنه محجوب عن الحق وماذا بعد حجابه عن الحق إلا إقبال الخلق عليه

فالمقبل على الخَلْقِ هو المُدْبِر عَنِ الحَقِّ عز وجل والمُدْبِرُ عَنِ الخَلْقِ هو المُقْبِلُ على الحق تعالى .

وإلي الجزء ٥٦ من بحر حكمة العارفين:- .