قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٦٠
قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ج ٦٠

تعلق بالله وكن عبد الأزل ولاتكن عبد العمل :-

اي اعمل واجتهد لكن قلبك متعلق بربك وما قدره عليك المولي عز وجل ترضي به مهما كان

واعتمادك عليه لا عمل ولا عبادة بل بمحض رحمته وفضله يعطيك وبعدله يمنعك فكن عبد ربك لا عبد نفسك وعملك

قال العارف بالله علي البيومي :-

من غلب على قلبه النظر إلى السابقة ( المكتوب والمقدر في علم الله تعالى ) وهي غيب لم يري في سيده عز وجل شيء يعتمده أو يستند عليه في التقريب أو الإبعاد

لأنهما مجهولان فلا يرجو لنفسه ولا يخاف عليها لعلمه بأن الله أولى بنفسه منه لأنه خلقها أولاً ثم اشتراها آخرًا فخرجت عن ملكه وصارت في ملك مولاها يفعل بها ما شاء

فاجعل رجاؤك إنما يكون هو الأنس بالله والوصول إليه وشهوده فهو النعيم

وإن فرض أنك في الجحيم وخوفه إنما هو هيبته واستحضار عظمته

فإن من شهد الجمال هاب وإن شهد الجلال أستأنس به والجلال والجمال لا زيادة فيهما ولا نقص فلا يزيد رجاؤك ولا خوفك ولا ينقص

لأن الفضل هو العطاء من الله تعالى بغير سبب والعدل منه عز وجل هو المنع بغير سبب وصاحب هذا المقام يفرح ويحزن بمعاملة مولاه

فذو العقل ظاهرا والحق باطنا وذو العين من يرى الحق ظاهرا ولا يري الخلق

وذو العقل والعين من يرى الخلق في الحق والحق في الخلق بلا حلول ولا اتحاد ولا اتصال ولا انفصال

  • وقال العارف باالله عبد العزيز الدباغ :-

كان بعض العباد يعبد الله بقصد نفع نفسه وأن يعطيه ما يحب فدام على ذلك عشرين سنة وكان لحوح في الطلب فما ظهر له شيء مما يطلب فتخير في أمره فقال

كيف يكون هذا ؟ أنا أطلب الله في مسئلة عشرين سنة ولم يعطني شيئا ولا رحمنى بها فألقى الله عز وجل عليه رحمته ورزقه في تلك اللحظة معرفة نفسه وأفعالها

فقال : أنى لأحمق إذا كان الله سبحانه خلق الذات وخلق أفعالها وخلق الصحة وخلق المكان الذى أعبده فيه وخلق الماء الذي اتوضا به وخلق الثوب الذى أستتر به ، وخلق الزمان الذي أعبده فيه

فأي شيء عملت حتى أطلب عليه أجراً وأستحق بسببه ذكراً ؟ كلا والله ما فعلت شيئا ولكنى عمدت إلى أفعال الله في فقطعتها عنه ثم نسبتها إلى نفسي وجعلت أطلب بها عنده وأتمنى بها عليه حتى صرت أقول

وقفت أنا ببابه عشرين سنة وما أعطاني شيئا أنا تائب إليك يا رب أنا تائب إليك يا رب أنا تائب إليك يا رب فلما تاب إلى الله وعلم منه تعالى التوبة الصحيحة رحمه الله تعالى بأن أعطاه كل ما يتمنى وزاده المعرفة به التي لا تعارضها جنة ولا غيرها . [ لابريز لعبد العزيز الدباغ ] .

وإلي الجزء ٦١ من بحر حكمة العارفين :- .