العارف بالله أبو المواهب الشاذلي
من أحوال وأقوال بعض العارفين

من اقوال وحكم العارف بالله أبو المواهب الشاذلي ورؤيته لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم

  • لا تطلب الأكوان، فإنها ما خلقت بالأصالة إلا لك، وأنت خلقت لربك فإن طلبت ما خلق لك وتركت ما أنت مطلوب له انعكس بك السير وإن أقبلت على ربك طلبتك الأكوان بنفسها وخدمك كل شيء، فافهم

  • الفرق بين الكشف الحسي، والخيالي أنك إذا رأيت صورة شخص أو فعلا من أفعال الخلق فغمض عينيك فإن بقي لك الكشف فهو خيالي وإن غاب عنك فهو حسي فإن الإدراك تعلق به في الموضع الذي رأيته.

  • إذا ورد الوارد ( بعد الذكر أو التلاوة أو الصلاة ) بخفة ولطافة وأعقبه علماً فهو من الملك وإن ورد بثقل في الجسد وتعب في الأعضاء فهو من الشيطان، فاعلم ذلك تفرق بينهما

  • الفتح الرباني على المريد ( السالك إلى الله عز وجل) بالأمور قد يكون امتحاناً وقد يكون تأنيساً، وقد يكون تثبيتاً ( لحالك حتي لا تتوقف فيما انت فيه )

  • وقال رضي الله عنه وما سمعت رابعة العدوية رضي الله تعالى عنها شخصاً يتلو قوله تعالى: "وفاكهة مما يتخيرون . ولحم طير مما يشتهون"

قالت نحن إذن صغار حتى نفرح بالفاكهة والطير فانظر رحمك الله تعالى كيف لم تفرح بغير الله تعالى وعلمت أن ما سواه من الموهبة والعطاء كاللعبة الصغيرة التي يسكت بها الطفل الصغير

  • رؤية الحق تعالى بالبصر جائز وقوعه في الدنيا عقلا لمن شاء الله تعالى صرح بذلك أبو الحسن الأشعري رضي الله تعالى عنه ولا يلزم على ذلك محال .

فإياك يا أخي أن تقع في ورطة الإنكار فإنه يستحيل على سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أن يسأل ما كان مستحيلا أو أن يعطل صفة من صفات ربه أو أن يجهلها إنما حجب الخفاش عن الأبصار لضوء النهار لما غلب عليه من تراكم الأنوار فافهم

  • ومما جربناه فصح أنه من أراد قضاء حوائجه ودفع مصائبه فليرفع الأمر إلى الله تعالى قبل أن يعلم بها أحد من الناس هكذا عادة الله تعالى مع من يتعلق به أول مرة فاعمل على ذلك فإنه الكبريت الأحمر والفرج القريب والمعين على ذلك هو الصبر.

وقد بلغنا أن سيدنا يونس عليه السلام اجتمعت روحه بروح قارون لما التقمه الحوت فرأى قارون نازلا فقال ليونس عليه السلام تعلق بربك يا يونس في أول أمرك ينجيك

فقال له يونس وأنت قال تعلقت بابن الخالة موسى فوكلني إليه ولهذا كما قيل عاتب الله تعالى موسى عليه السلام وقال، وعزتي وجلالي لو استغاث بي لأغثته

  • أحسن الظن بربك من حيث محبة جماله وجلاله فإن ذلك وصف له لا يتحول ولا تحسن الظن بربك لأجل إحسانه إليك فربما قطع ذلك عنك فتسيء الظن به عز وجل فليحذر السالك من علة هذا المقام

  • وقال رضي الله عنه سمعت شيخنا أبا عثمان المغربي رضي الله تعالى عنه يقول :

إذا زار إنسان قبر الولي فإن ذلك الولي يعرفه وإذا سلم عليه رد عليه السلام وإذا ذكر الله على قبره ذكر معه خاصة إن ذكرت لا إله إلا الله فإن الولي يقوم ويجلس متربعاً ويذكر معك

ثم قال الشيخ أبو المواهب رضي الله تعالى عنه وحاشا قلوب العارفين أن تخبر بغير فهم ومعلوم أن الأولياء إنما ينقلون من دار إلى دار، فحرمتهم أمواتاً كحرمتهم أحياء، والأدب معهم بعد موتهم كالأدب معهم حال حياته فلا يعرض عنه بقدميه ولا يمشي على قبره برجليه ولا تعاشر الأولياء إلا بالأدب في حال الحياة وفي حال الموت

  • من الأولياء من ينفع مريده الصادق بعد موته أكثر ما ينفعه حال حياته ومن العباد من تولى الله تعالى تربيته بنفسه بغير واسطة

ومنهم من تولاه بواسطة بعض أوليائه ولو ميتاً في قبره فيربي مريده وهو في قبره ويسمع مريده صوته من القبر

ولله عباد يتولى تربيتهم حضرة النبيﷺ بنفسه من غير واسطة بكثرة صلاتهم عليه صلى الله عليه وسلم.

  • إذا كثرت النيات كثر معنى العمل وإن كان منفرد الصورة وذلك كمن صلى صلاة واحدة ناوياً بها أداء الفرض وإحياء سنة الجماعة والاقتداء به في ذلك وإظهار وتكثير سواد المصلين ونحو ذلك فهذه حسنات كثيرة حفت عملاً واحداً

  • العبادة مع محبة الدنيا شغل قلب وتعب جوارح ( فلا فائدة منها إلا من رحم ربي ) فهي وإن كثرت فهي قليلة وإنما هي كثيرة في وهم صاحبها وهي صور بلا روح.

ولهذا ترى كثيراً من أرباب الدنيا يصومون كثيراً ويصلون كثيراً ويحجون كثيراً وليس لهم نور الزهاد ولا حلاوة العابدين

  • إنما كان ذكر الله تعالى أكبر من الصلاة لأن الصلاة وإن كانت أشرف العبادات فقد لا تجوز في بعض الأوقات بخلاف الذكر فإنه مستدام في عموم الحالات

  • الذكر جهراً أفضل لمن غلبت عليه القسوة من أهل البداية والذكر سراً أنفع لمن غلبت عليه الجمعية ( مع الله تعالى )

  • التعبد هو مفتاح باب الخير فمن فاتته الأوراد في بدايته فقد حرم الواردات في نهايته فللأعمال أنوار كما أن للمعارف أسراراً فعليك أيها السالك بالدوام على الأوراد ولو بلغت المراد

  • الدرجات في الدنيا ( من القرب لله تعالي ) دليل على الدرجات في الآخرة، والكرامات هنا دليل على الكرامات في الآخرة كما أن البعد هنا دليل على الطرد في الآخرة.

قال تعالى :- ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى" والمراد بهذا العمى هو عمى البصيرة بالضلال عن الرشد وطريق الحق نسأل الله تعالى العافية

  • من كان له بالتعظيم بين العوام صورة لم يكن له بالتخصيص عند أهل التحقيق سورة وذلك لأن محب الله تعالى مشهور ومحبوب الله تعالى مستور

  • الإسرار بالذكر من شأن الخواص لا المريدين لأن المريد يذكر ليستنير قلبه والمراد من وجد النور قبل الذكر ومن العجب ذكر الحاضر القريب فما بقي للذكر سلطان إلا على سبيل التعظيم أو حال غيبة الذاكر عن المذكور

  • من كان للخلق أرضاً ( اي متواضعاً) فهو لربه أرضي ومن كان على الخلق يتعالى ( متكبر ) لا يقال له تعال

    • الرؤي التي رآها أبو المواهب *

وكان الشيخ أبو المواهب الشاذلي رضي الله تعالى عنه كثير الرؤيا لرسول الله ﷺ منها :-

  • رأيت رسول الله ﷺ على سطح الجامع الأزهر في عام ٨٢٥ فوضع يده على قلبي وقال يا ولدي الغيبة حرام ألم تسمع قول الله تعالى ولا يغتب بعضكم بعضاً وكان قد جلس عندي جماعة فاغتابوا بعض الناس

ثم قال لي النبيﷺ فإن كان، ولا بد من سماعك غيبة الناس فاقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين وأهد ثوابها للمغتاب فإن الغيبة والثواب يتوارثان ويتوافقان إن شاء الله تعالى،

  • وقال رضي الله عنه رأيت رسول الله ﷺ ا في المنام فقال لي قل عند النوم :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم خمساً و بسم الله الرحمن الرحيم خمساً ثم قل: اللهم بحق محمد أرني وجه محمد حالا ومآلا

فإذا قلتها عند النوم فإني آتي إليك ولا أتخلف عنك أصلا ثم قال ﷺ وما أحسنها من رقية ومن معنى لمن آمن به هذا

  • وقال رضي الله عنه رأيت رسول الله ﷺ فقال لي:

أنت تشفع لمائة ألف قلت له بم استوجبت ذلك يا رسول الله قال بإعطائك لي ثواب الصلاة علي

  • وكان رضي الله تعالى عنه يقول استعجلت مرة في صلاتي لأكمل وردي وكان ألف مرة فقال لي النبي ﷺ أما علمت أن العجلة من الشيطان

ثم قال لي قل اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد بتمهل وترتيل إلا إذا ضاق الوقت، فما عليك إذا عجلت ثم قال وهذا الذي ذكرته لك على جهة الأفضل وإلا فكيفما صليت فهي صلاة،

والأحسن أن تبتدئ بالصلاة التامة أول صلاتك ولو مرة واحدة وكذلك في آخرها تختم بها

فقال صلى الله عليه وسلم، والصلاة التامة هي:

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم، وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم، وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد . السلام عليك أيها النبي ورحمة الله، وبركاته

  • رأيت رسول الله ﷺ فقال لي يا محمد ما هذه الغفلة وما هذا الإعراض مالك تركت تلاوة القرآن وما هذه الأوراد في جانب تلاوة القرآن لا تفعل ذلك أصلاً

بل أقرأ كل يوم ولو حزبين لا أقل من ذلك كل يوم فما ترك الشيخ تلاوة القرآن من ذلك اليوم وكان يردد بعض الآيات مراراً كثيرة يبكي وتنحدر دموعه على خديه ولحيته ويتأوه حتى لا يقدر أحد أن يتكلم بحضرته لما يرى من وجده وكثرة بكائه

  • رأيت رسول الله ﷺ في المنام فقبل فمي وقال لي أقبل هذا الفم الذي يصلي على ألفاً بالنهار وألفاً بالليل ثم قال لي وما أحسن "إنا أعطيناك الكوثر" "لو كانت وردك بالليل

ثم قال لي ويكون دعاؤك بعدها :- اللهم فرج كرباتنا اللهم أقل عثراتنا اللهم اغفر زلاتنا وتصلي علي وتقول وسلام على المرسلين والحمد الله رب العالمين

  • : رأيت رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول اللّه من صلي عليك مرة صلي الله تعالى عليه عشراً هل ذلك لمن كان حاضر القلب؟

فقال. ﷺ لا بل هو لكل مصل علي غافلاً ويعطيه الله تعالى أمثال الجبال من الملائكة تدعو له وتستغفر له وأما إذا كان حاضر القلب فيها فلا يعلم ذلك إلا الله تعالى

  • وقال رضي الله عنه رأيت رسول الله ﷺ فقلت له يا رسول الله إني متطفل في علم التصوف فقال صلى الله عليه وسلم اقرأ كلام القوم ( أهل التصوف) فإن المتطفل على هذا العلم ( الرباني) هو الولي وأما العالم به فهو النجم الذي لا يدرك. هذا منقول من لفظه رضي الله تعالى عنه

*:, رأيت رسول الله ﷺ فسألته عن الحديث المشهور "اذكروا الله حتى يقولوا مجنون"

وفي صحيح ابن حبان.
"أكثروا من ذكر الله حتى يقولوا مجنون"

فقال صلى الله عليه وسلم صدق ابن حبان في روايته، وصدق راوي اذكروا الله فإني قلتهما معاً . قلت هذا مرة وهذا مرة

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .