من اقوال وحكم العارف بالله أبو يزيد البسطامي:-
من أحوال وأقوال بعض العارفين

من اقوال وحكم العارف بالله أبو يزيد البسطامي:-

  • أحب أولياء الله تعالى وتحبَّب إليهم ليحبُّوك فإن الله تبارك وتعالى ينظر إلى قلوب أوليائه فى كل يوم وليلة سبعين مرة

فلعله ينظر إلى اسمك فى قلب ولي من اولياؤه فيحبك ويغفر لك .

  • حقيقة التَّوْحِيدُ :-.

هو الْيَقِينُ وَالْيَقِينُ مَعْرِفَتُكَ أَنَّ حَرَكَاتِ الْخَلْقِ وَسَكَنَاتِهِمْ فِعْلُ الله عزّ وجل

  • قيل لأبي يزيد متى يكون الرّجل متواضعًا؟ فقال: إذا لم ير لنفسه مقامًا ولا حالاً ولا يرى أنّ في الخلق من هو شرٌّ منه.

  • مفتاح الجنّة كلمة التّوحيد وله أسنان أربع لا ينفتح الباب إلاّ بها:

الأوّل تطهير القلب من الشك والشرك والخيانة

الثاني تطهير اللسان من الكذب والغيبة والنميمة

الثالث تطهير البطن من الحرام والشبهة

الرّابع تطهير العمل من العجب والرّياء والبدعة.

حسبك من التوكل أن لا ترى لنفسك ناصرًا غير الله ولا لرزقك خازنًا غيره ولا لعملك شاهدًا غيره

  • كثرة الذكر ليست بالعدد بل بالحضور دون غفلة.

  • أقرب الخلائق إلى الحق هم الذين يتحملون عناء الخلق ويتمتعون بالطبع ( الخلق ) الحسن

وقال بن خضرويه :- أقرب الخلق إلى الله أوسعهم خلقا

  • علامة من يحبه الحق هى أن يمنحه الحق سبحانه وتعالى ثلاث خصال:

سخاوة كالبحر وشفقة كالشمس وتواضع كالأرض.

  • اقطع قلبك عن التصنع والتزين والتملك والتريس والتدير عن كل ما دونه عز وجل

  • كن فارس القلب طاحن الجسد

وكان داود الطائي لما خف عنه المرض قيل له لو خرجت لتفرج عن قلبك فقال: إني لأستحي من الله أن أنقل قدمي إلى ما فيه راحة بدني. .

وقال بلغني أن الله عزّ وجل يقول: من أتاني منقطعاً إلي جعلت له حياة لا موت فيها، ومن أتاني منقطعاً إلى جعلت له ملكاً لا يزول، ومن أتاني منقطعاً إلي جعلت إرادتي في إرادته.

وسئله بعض الناس عن رفع اليدين في الصلاة؟ فقال سنة من سنن رسول الله ﷺ، ولكن اجتهد أن ترفع قلبك إلى الله تعالى فإنه أولى

وقال ربما أطلب لنفسي أشد عقوبات الله تعالى من سوء معاملتها إياي فأفكر في أشد عقوبات الله تعالى فلم أجد شيئاً أشد عقوبة من الغفلة لأن الغفلة عن الله تعالى طرفة عين أشد من النار.

  • وقال رجل لأبي يريد: "أوصني"، قال: "عادي نفسكَ، فَإِنَّ بِهِ تَصِلُ موالاتكَ للَّهِ تعالى وعبوديتك وتخدمك الأشياء

  • وقال: عشرة أسباب فريضة على البدن :-

أداء الفرائض واجتناب المحارم والتواضع لله وكف الأذى عن الناس. والنصيحة للبر والفاجر.

وطلب المغفرة وطلب مرضاة الله تعالى في جميع أموره. وترك الغضب والكبر والبغي والمجادلة

وإظهار الجفاء. وان يكون وصي نفسه ويتهيأ للموت

  • وقال عشرة أشياء تميت البدن :-

قلة الأدب وكثرة الجهل وتهمة الخالق عز وجل ( فيما قضى وقدر )

وشهوة البدن وطلب الرياسة والميل إلى الدنيا.

ومحاباة النفس عند الخلق وكثرة الأكل والنوم والكلام.

  • قيل له يا أبا يزيد بماذا وجدت هذه المنزلة؟ فقال أبو يريد دع عك وجود المنزلة ولكني أكرمي الحق سبحانه بثمانية كرامات وهي :-

أولها رأيت نفسي متأخرة ورأيت الخلق قد سبقوني.

والثانية رضيت بأن أحرق بالنار بدل خلقه شفقة عليهم.

والثالثة: قصدي إدخال الفرح في قلب مؤمن.

والرابعة : لم أمسك شيئاً [قط ] للغد

والخامسة: أردت رحمة الله بالناس أكثر مما أردتها لنفسي.

والسادسة بذلت جهدي في إدخال السرور على المؤمن وإخراج الغم من قلبه

والسابعة ابتدأت بالسلام على من لقيني من المؤمنين من شفقتي عليهم.

والثامنة: قلت: لو غفر الله لي يوم القيامة وأذن لي بالشفاعة لشفعت أولاً فيمن آذاني وجفاني ثم اشفع فيمن برني وأكرمني

  • صعد أبو يزيد البسطامي جبل أيا قبيس وجلس يتفكر ساعة فجاءه ثلاث نفر فصار أبو يزيد رابعهم، فقال قائل منهم :

ما مقام أولياء الله في الولاية؟ فقال الاول :

مقامه مع الله أن يكون عنه راضياً إن هو حبسه في الماء أو أدخله النار،

ثم قال الثاني: ما تقول أنت كيف مقام الولي مع الله تعالى؟ فقال: مقامه مع الله لو صير السماء من صفر فلا ينزل المطر

وصير الأرض من حديد فلا ينبت منها نبات لا يدخل قلبه شيء من الاهتمام بما وعد الله له من رزقه

ثم قال الثالث: ما تقول أنت كيف مقام الولي مع الله تعالى فقال :

مقامه مع الله تعالى أن لو ضربه كل يوم مائة مرة بأنواع البلاء والبلوى لا يتغير قلبه مع الله سبحانه وتعالى

ثم قالوا يا أبا يزيد ماذا تقول في مقام الولي مع الله تعالى فقال لا أقول مثل ما قلتم قالوا: فكيف تقول

فقال أبو يزيد :

مقام الولي مع الله تعالى لو قال لهذا الجبل تحرك عن مقامك لتحرك فتحرك الجبل، فقال أبو يزيد للجبل:

ما هذه السعاية التي سعيت بها إلى خلق الله أتريد أن تفشى سري مع الله تعالى بين خلق الله تعالى فاستقر الجبل وسكن

  • التصوف هو صفاء الأسرار، والعمل بما يرضى الجبار جل وعلا وصحبة الناس بلا اختيار.

وإظهار الغنى وقلة معرفة الناس وترك مالا يعني.

  • لو جمعت حكمة الأولين والآخرين، وادعيت أحوال السادة من الأولياء فلن تصل إلى درجات العارفين حتى يسكن سرك إلى الله تعالى، وتثق به في ما ضمن لك.

*" وسئله الناس عن قوله تعالى “إنّا نسيناكم”

قال نسيان الله سبحانه للعبد هو أن يحجبه بسبب عمله الخبيث وينساه من الهداية والإنعام ومن معرفة الحلال والحرام

ولا يُذَكّره بشيء يرتكبه من الخطايا بل يُهمله على طغيانه ويستدرجه من حيث لا يعلم

  • وقال رضي الله عنه عن أدب الوقوف بين يدي الله تعالى أو الجلوس لذكره وتلاوة كتابه فقال :-

إنّ العجين لا يليق أن يُقدَّم بين أيدي الكرام من النّاس ولا يُوضَع لهم ولا يَحْضُر موائدهم، فإذا خُبزَ على النّار وذهبت رطوبته وصار خبزًا منشفًا مستويًا

فحينئذ يصلح أن يمدّ بين أيادي الملوك وكرام النّاس وغيرهم، ولا يُسْتحى من بسط ذلك الخبز بين أياديهم.

فهكذا نفس المؤمن لا تصلح أن تعرض بين يدي الملك العلاّم، ولا تُقابل جلاله وجماله،

ولا تصلح أن تنظر إليه ولا تجلس في حضرته ما دامت مطموسة بخبائث الأعمال المظلمة والاعتقادات النَّجسة والشهوات الزائلة والغضب الذي يمحو فضائل النفس فكل ذلك مثل الرّطوبة في العجين

فكما أنّ العجين لا تزول رطوبته إلاّ بنار يدخُلها كذلك النّفس لا تزول أخباثها وأكدارها حتّى تُبتلى ( بنار ) المحن والمشقات والصّعوبات والبلاء

لأنّ بذلك تتهذّب النّفوس وتصفو ولم يدخلك ربك في المحن والصّعوبات هوانًا بك بل تشريفًا وتصفية

فإذا تطهرت النّفس من الخبث وتجرّدت منها وصفت ورقت وأخلصت في جميع حالاتها

حينئذ تصلح لمشاهدة ربّك وعبادته وتشاهد جلاله وجماله وتتصّل بأنواره ويفيض عليك نعمته وحكمته .

  • عَلامَة الْعَارِف أَلا يفتر ( اي لا يتوقف ) عن ذكره وَلَا يمل من حَقه وَلَا يسْتَأْنس بِغَيْرِ الله تعالى

  • قَالَ أبي يزِيد قعدت لَيْلَة فِي محرابي فمددت رجْلي فَهَتَفَ لي هَاتِف من يُجَالس الْمُلُوك يَنْبَغِي أَن يجالسهم بِحسن الْأَدَب

( فلم يجلس بعدها ورجلاه نحو القبلة بل يجلس جلسة الصلاة أو متربعا )

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم . وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد . وعلى اله وصحبه اجمعين

  • المراجع :-

  • الكواكب الدرية لعبد الرؤوف المناوي

  • تذكرة الأولياء للعطار ترجمة أبا يزيد البسطامي

  • روضة الحبور ومعدن السرور في مناقب الجنيد البغدادي وأبو يزيد طيفور لشمس الدين الأطعاني

  • الدرر الجوهرية في شرح الحكم العطائية لعبد الرؤوف المناوي ص ٣١٨ طبعة كشيدة

  • الطبقات للشعراتي ترجمة ابو يزيد البسطامي طبعة دار ضياء الشام .