العارف بالله ابي بكر الكتاني
من أحوال وأقوال بعض العارفين

من اقوال وحكم العارف بالله الكتاني:-

  • العبادة علي اثنين وسبعين بابا واحد وسبعون بابا منها في الحياء من الله تعالى وواحد في جميع أنواع البر

.

  • وقال الكتاني سألت ابو جعفر الصوفي فقلت له إن لله صفوة وإن لله خيرة ( قوم اختارهم واصطفاهم له )

فمتي يعرف العبد أنه من صفوة الله وخيرة الله

فقال إذا خلع الراحة واعطي المجهود في الطاعة وأحب سقوط المنزلة وصار المدح والذم من الناس عنده سواء

.

  • كيف يعجب عاقل بعمله وهو يعلم أنه لا يقدر على شيء من عمله

( أي أن اعجاب المرء بعمله والركون إليه يعتبر من قلة العقل ورعونة الطبيعة لأنه افتخار بما ليس له والموفق له ربه والمعين له مولاه وإن يعتمد علي مشيئة ربه وفضله مع العمل والعبادة

أي عليك العمل والعبادة والاعتماد على فضل الله تعالى وليس علي عملك لأن كله من فضله وتوفيقه وهدايته ومعونته .

وفي ذلك قال إبراهيم التيمي الكوفي :-. كفي من العلم خشية الله سبحانه وتعالى ومن الجهل أن يعجب المرء بعمله . وقال الكتاني في ذلك: سمعت محمد بن يعقوب يقول كابدت العبادة خمسين سنة ولم أصل الي الحقيقة ( المعرفة الإلهية والحقائق )

ثم سمعت هاتفا يقول لي كُن عبدًا واسترح فتركت التدبير والاختيار ولزمت الذلة والافتقار فاسترحت

.

  • لم يفتح الله تعالى لسان المؤمن بالمعذرة إلا لفتح باب المغفرة

( أي أن المولي عز وجل فتح للعبد باب الاعتذار والاعتراف بالتقصير فاجري علي لسانك التوبة والمعذرة وعلي قلبك الحزن بسبب ذلك فأكثرت من دعاء ربك والتضرع إليه

والدعاء عبادة والتوبة من أهم أسباب قبول الدعاء وهذا دليل قبول توبتك ولولا فتح الله تعالى لك باب المغفرة ما فعلت ذلك

.

  • الغافلون يعيشون في حلم الله والذاكرون يعيشون في رحمة الله والعارفون يعيشون فى لطف الله والصادقون يعيشون في قُرب الله

.

  • من كان الله همه لا يستقطعه ( لا يشغله) من الكون شيء، ولا يأسره ( اي تكون عبدا لما تراه أو تتملكه ) من زينتها لا قليل ولا كثير

( أي أنك بانشغالك بربك بذكره ومراقبته والحياء منه في كل لحظة فلا يكون قلبك فيه شغف بالدنيا وعدم تطلعك إليها واي شئ تراه من متاع الدنيا وزينتها فلا تلتفت إليها ولا تهتم بها وعدم حرصك عليها من أمارات المخلص فى الطريق )

وقال الإمام الكتاني رضي الله عنه كان فى رأسى وجع فرأيت النبيﷺ مناما فقال لي اكتب هذا الدعاء :

اللهم بثبوت الربوبية وبعظيم الصمدانية وبسطوات الإلهية وبقدم الجبروتية، وبقدرة الوحدانية.

قال الكتاني فكتبته وجعلته على رأسي فسكن الوجع

.

  • وقال الكتاني أيضا رأيت النبيﷺ في المنام فقلت له ادع الله ألا يميت قلبي فقال لي النبيﷺ :

قل كل يوم أربعين مرة :

يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت فإنه لا يموت قلبك ويكون قلبك حيا»

.

  • ( تنبيه علي هذه الرؤي ) *

قال العارف بالله أبو بكر الأشكل:-

وأما رؤية النبي ﷺ ؛ فإنها من أكرم الكرامات وما أخذ عنه في المنام فهو حق .

وقد أورد مسلم أنه ﷺ قال : « من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي »

قال الإمام محيي الدين النواوي وهذا الذي قاله القاضي ضعيف بل الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة أو غيرها كما قاله الإمام الماوردي.

. يقول العلامة أبو إسحاق الشاطبي :-

الرؤيا من غير الأنبياء لا يُحكم بها شرعًا إلا أن تُعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية فإن وافقت الشرع عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها ( أي لا يثبت بهذه الرؤى حكم شرعي إلا إن وافقت الشرع عمل بها وإلا فلا. )

وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة لمن رآها كما يُحكى عن الكتاني أنه قال رأيتُ النبى فى المنام فقلت: ادع الله ألا يميت قلبي، فقال قُل كل يوم أربعين مرة: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت فهذا كلام حسن لا إشكال في صحته. انتهي

. فالرؤيا الرؤيا الحسنة وهي رؤيا الملك أو من حضرة النبيﷺ قد تكون الإشارة بالترغيب أو الترهيب أو التوجيه أو التنبيه ورؤيا العبد الصالح هي التي قالت فيها الشريعة كما روي عن حضرة النبيﷺ إنها جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة

( رواه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظ متباينة )

. والرؤيا الصادقة التي ترى فى النوم تفيد وجود طور اخر وراء العقل ليس من قبيل المعارف الحسية ولا العقلية وتساعد على التسليم بأن طريق تصفية البدن من الشهوات والنفس من الرعونة والصفات السيئة يُفضى إلى المكاشفة واليقين.

. .وأما تلقى العارفين من النبي مناما فإن رؤيته منامًا ثابتةً بقوله فى الحديث (من رأني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بى)

. .وأما رؤية النبي ﷺ يقظةً فقد ذكر الإمام عبد الوهاب الشعراني حدوث ذلك كما حدث للإمام السيوطى وألف الإمام السيوطي رسالة سماها ( تنوير الحلك فى إمكان رؤية النبي والملك) ذكر فيها من كان يجتمع بالنبي والملك - يقظةً لا مناما - من الصحابة

. * لكن هل هي رؤية لذاته بجسمه وروحه .*

قال الإمام محمد حسنين مخلوف:-

والذى يرى خارج القبر وينتقل إلى الجهات إنما هو مثاله وصورته ﷺ وليس بدن النبي فرؤيته ﷺ في اليقظة ومخاطبته مقام عال وسر ،ربانى متى انكشف استتر ومتى ظهر خفی .

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين

  • المراجع *

  • ( اقتباس مع تصرف يسير من ) مَعالِم الطَّريق الصُّوفيِّ عند أَبي بَكرٍ الكَتَانيِّ للدكتور عرفه عبد الرحمن الهنادي جزاه الله خيرا

  • العطر الوردي في كرامات اسماعيل الجبرتي ص ٢٩٩ - ٣٠١

  • الرسالة القشيرية / وإحكام الدلالة علي الرسالة

  • الطبقات الصوفية للسلمي طبعة العلمية

  • الكواكب الدرية للمناوي ج١

  • تذكرة الأولياء للعطار

  • الاعتصام لأبي إسحاق الشاطبي

  • المطالب القدسية فى أحكام الروح لحسنين مخلوف