من جواهر العارفين في الحديث والآيات القرآنية ج٣
جواهر العارفين في الحديث والقرآن المبين

من جواهر العارفين في الحديث والآيات القرآنية ج٣

  • قوله سبحانه وتعالى:-

سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا  ﴾ . [ سورة الأعراف ]

قال العارف بالله أحمد الجريري:-

من استولت عليه نفسه صار أسيراً في حكم الشهوات محصوراً في سجن الهوى وحرم الله على قلبه الفوائد

فلا يستلذ بكلام الله تعالى ولا يستحليه حتي وإنْ قرأَ كل يوم ختمةٌ لأن الله عز وجل يقول :

سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا  ﴾

يعني حجبهم عن فهم كلامه سبحانه وتعالى وعن التلذذ بها وذلك لأنهم تكبّروا بأحوال النفس والخلق والدنيا

فصرف الله عز وجل عن قلوبهم فهم كلامه وسدَّ عليهم طريق فهم كتابه الكريم وسلبهم الانتفاع بمواعظه

وحبسهم في سجن عقولهم وآرائهم فلا يعرفون طريق الحقِّ ولا يتعرفونه بل يُنكرون على أهل الحق

ويحرِّفونَ كلامهم إلى معانٍ لم يقصدوها وغاب عنهم أنَّ الله سبحانه وتعالى ما أعطاهم العلم إلا ليحتقروا نفوسهم ويتواضعوا للعباد إجلالاً لمن هم عبيد له سبحانه وتعالى

{ الطبقات لعبد الوهاب الشعراني ج١ ص ٣٦١ طبعة دار ضياء الشام ترجمة الإمام الجريري }

  • قوله سبحانه وتعالى:-

(وإن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ )

قال الإمام الجنيد رضي الله تعالى عنه:

معبودك هو أول خاطر يخطر لك عند نزول الضر أو ظهور البلوى

فإن رجعت في خاطرك إلى الله عز وجل فهو معبودك وهو الذي يكفيك وإن رجعت إلى غيره تركك وما رجعت إليه

[ تهذيب الأسرار في أصول التصوف لعبد الملك الخركوشي النيسابوري ص ١٨٤ طبعة العلمية ]

وإلي الجزء الرابع من جواهر العارفين:- .