من جواهر العارفين في الحديث والآيات القرآنية ج٦
جواهر العارفين في الحديث والقرآن المبين

من جواهر العارفين في الحديث والآيات القرآنية ج٦

.

  • روي عن حضرة النبي ﷺ

أمتي أمة مرحومة ليس عليها في الآخرة عذاب وإن عذابها في الدنيا الزلازل والفتن والبلايا والمحن.

(أخرجه البيهقي )

  • قال العارف بالله عبد الوهاب الشعراني :-

الحديث بمعناه وفي رواية أخرى [عذاب أمتي في دنياها]

لكن أين العصاة الذي يدخلون النار من الموحدين؟

  • قال العارف بالله محى الدين العربي :-

أن المراد بقوله ليس عليها في الآخرة عذاب أي عذاب دايم بدليل الأحاديث الصحيحة الواردة في دخول طائفة من هذه الأمة النار من الموحدين

ولكن من رحمة الله تعالى بهم إماتتهم في النار حتى لا يحسوا بما تأكل النار منهم .

وذلك لأن النفوس المتألمة هي الموحدة المؤمنة، والإيمان والتوحيد يمنعان قيام الآلام والعذاب إلى غير نهاية

فما حرقوا وصاروا حمماً إلا وهم أموات والميت لا يحس بما يفعل به ولو تصور علمه بالحرق لم يحس به إذ ليس كل ما يعلمه العبد يحس به

فلذلك كان لا بد من رفع العذاب عن الموحدين وإنهم إن دخلوا النار فإنما ذلك لتحقيق للكلمة الإلهية وهي قوله سبحانه وتعالى : ﷽ ﴿وَإِن مِنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾

فلا يبقى في النار من قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله ولو مرة في عمره ومات على ذلك

( الفتوحات المكية لإبن العربي الباب ٣٤٤ )

  • وقال العارف باالله عبد الرؤوف المناوي:-

المراد بعضهم وهو من مات عاصياً ولم يتب ولم يعف عنه «أماتهم فيها» يمعنى أنه يغيب إحساسهم أو يقبض أرواحهم لطفاً منه بهم وإظهاراً لأثر التوحيد

فإذا أراد أن يخرجهم منها أي بالشفاعة أو الرحمة «أمسهم» أي أذاقهم ألم العذاب تلك الساعة

والتعبير بالإمساس إشارة إلى أنه خفيف فمنهم من يكون عليه كحر الحمام ومنهم من هو أشد من ذلك .

  • ولقد دخل العارف بالله محمد الحنفي الشاذلي رضي الله عنه الحمام يوماً مع الفقراء فأخذ ماء من الحوض ورشه على أصحابه

وقال : النار التي يعذب الله بها العصاة من أمة محمد ﷺ مثل هذا الماء في سخونته ففرح الفقراء بذلك .

( الطبقات للشعراني ترجمة السلطان الحنفي الشاذلي )

. وإلي الجزء السابع من جواهر العارفين:- .