من جواهر العارفين في الحديث والآيات القرآنية ج٧
جواهر العارفين في الحديث والقرآن المبين

من جواهر العارفين في الحديث والآيات القرآنية ج٧

.قوله سبحانه وتعالى : ﷽

[ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ] .

  • قال العارف بالله عبد القادر الجزائري:-

. لماذا تم تحريف التوارة والإنجيل بخلاف القرآن

اعلم أن الكتب والصحف المنزلة على الرسل ما عدا القرآن الكريم إنما أنزلت عليهم معاني مجردة وهم عبروا عنها بلغاتهم  كالعبرانية والسريانية وغيرهما.

فلهذا قبلت الكتب الإلهية التحريف ( اي استطاع أهل الأهواء تحريفها )  

حيث إن ترجمتها كانت من الرسل عليهم الصلاة والسلام  والترجمة تقبل التحريف بخلاف المعنى فإنه لا يمكن تحريفه .

وأما القرآن الكريم  فإن الله سبحانه وتعالى  أوجده في قلب جبريل وسمعه منظوما عربيا معجزا كما هو عندنا

 قال سبحانه وتعالى﷽ :

[ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ *  بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ]

 وحيث كان ناظمه هو الله سبحانه وتعالى ولم يترجمه عن الحق مخلوق كان محفوظا من التحريف .

وكذلك وعد الحق سبحانه وتعالى بحفظه الي يوم القيامة حيث يقول ﷻ :- [ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ] .

( المواقف الروحية للجزائري الموقف رقم ٢٠٩ )

  • وقال العارف بالله السيوطي:-

حضر مجلس المأمون بن الرشيد في خلافته رجل يهودي فتكلم فأعرب عن بلاغة وبيان  وذلاقة لسان  وقوة جنان  فأعجب به المأمون

فعرض عليه الإسلام فامتنع  وبعد برهة من الزمان حضر اليهودي مجلس المأمون لمصلحة  فرآه المأمون مسلما فسأله عن سبب إسلامه  فقال له :

 إنك لما عرضت على الإسلام حصل عندي اضطراب  فعمدت إلى التوراة فكتبت منه عدة نسخ

فبدلت وغيرت  وقدمت وأخرت وذهبت بها إلى مدارس اليهود فتساقطوا عليها واشتروها

ثم عمدت إلى الإنجيل فكتبت منه عدة نسخ وفعلت بها ما فعلت بالتوراة وذهبت بها إلى البيعة فتساقط النصاري عليها واشتروها .

ثم عمدت إلى القرآن فكتبت هدة نسخ وفعلت بها ما فعلت بالتوراة والإنجيل وذهبت بها إلى المسلمين الذين ينسخون القران عدة نسخ لنفع الناس

فكل من رأى نسخة منها ضربني بها وقال ما هذا بقرآن  فعرفت أنه  الدين الحق فأسلمت

(الإتقان في علوم القرآن للسيوطي )

وإلي الجزء الثامن من جواهر العارفين:- .