من جواهر العارفين في الحديث والآيات القرآنية ج٩
جواهر العارفين في الحديث والقرآن المبين

من جواهر العارفين في الحديث والآيات القرآنية ج٩

.روي عن حضرة النبي ﷺ

إنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ.

( أخرجه الإمام مسلم )

قال العارف بالله علي عمران الجمل :-

إن الإنسان أوجده الله تبارك وتعالى من الأضداد ظاهراً وباطناً حساً ومعنى أقوالاً وأفعالاً وأحوالاً. كل ذلك من الأضداد ومن جملة ذلك

خلق الله تبارك وتعالى في باطنه عالَمَان عالم جلالي وعالم جمالي وجعل بينهما قرية وهي القلب

أما عَالَمُ الجلال :-

جعله ألله سبحانه وتعالى ظلمة وجعل في تلك الظلمة ملكاً بجنوده وأعوانه كل ذلك من الظلمة القرية ( القلب ) من الظلمة والملك من الظلمة والجنود والأعوان من الظلمة

وعالم الجمال :-

جعله الله نوراً وجعل فيه ملكاً من النور وجنوده وأعوانه من النور

وجعل بين الملكين العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة يتحاربون على تلك القرية( القلب ) تارة تكون لهذا وتارة تكون لهذا.

فإذا غلب ملك الجلال دخل القرية هو وجنوده فتمتلىء القرية من الظلام وجعل الظلام يتصرف فيها في ظاهرها وباطنها

فلا يظهر في الإنسان في تلك الساعة إلا ما يوافق ذلك من الخيانة والكذب والفسق والرياء والتصنع والحسد وحب الرياسة والكبر وحب الجاه وحب الدنيا

والازدراء بأهل ألله تعالى والبرور بأهل الباطل إلى ما ليس له حصر فيكون عند ذلك ملك الجمال ( النور ) هو المغلوب وتحت يد الغالب مسجوناً مقهوراً لا يظهر له أثر كأنه لم يكن

وإذا غلب ملك الجمال دخل القرية وأخرج من كان فيها أذلة وهم صاغِرُونَ. واستقر بها هو وجنوده فتمتلىء القرية من النور وجعل النور يتصرف في ظاهرها وباطنها

فلا يظهر في الإنسان في تلك الساعة إلا ما يوافق ذلك من الوفاء والتواضع والصدق والجود والكرم والحياء والحنان على عباد الله والتماس الأعذار منهم

والزهد في الفاني وفي أهله والرغبة في الباقي والبرور بأهل الله تعالى والتحلي بهم والبعد عن أهل الفسق والباطل إلى ما ليس له حصر .

فيكون عند ذلك ملك الجلال (الظلمة) مغلوباً مسجوناً مقهوراً لا يظهر له أثر كأنه لم يكن وشاهد ذلك كله قول النبي ﷺ

«إن في ابن آدم مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب

[ اليواقيت الحسان في تصريف معاني الإنسان المسمى - نصيحة المريد في طريق أهل السلوك والتجريد لعلي بن محمد العمراني الجمل ] .

وإلي الجزء العاشر من جواهر العارفين:- .