نزاهة الصحابة عما نسب إليهم ج٣
فضائل الصحابه ومكانتهم

     * نزاهة الصحابة عما نسب إليهم ج٣ *

  • قال العارف بالله أحمد الفاروقي السرهندي:

قال الله تبارك و تعالى:-

محمد رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ    ( سورة الفتح)

فلقد مدح الله سبحانه في هذه الآية أصحاب خير البشر عليه وعليهم الصلاة و السلام بكمال رحمة بعضهم لبعض التي كانوا عليها.

وروي عن حضرة النبيﷺ : ارحم امتي بأمتي ابو بكر

وقال ﷺ في شأن الفاروق : لو كان بعدي نبي لكان عمر

يعني ان لوازم النبوة وكمالاتها كلها حاصلة في عمر ولكن النبوة ختمت بخاتم الرسل ﷺ.

(  فقوله ﷺ ذلك دلالة علي أن سيدنا عمر رضي الله عنه وارث كامل من الأخلاق والعلم والمعاملة من حضرة النبيﷺ فكان أهلا أن يلقي إليه الإلهام المقارن النبوة من حيث الوحي غير أنه لا يوحي اليه بل الوحي للانبياء والرسل فقط )

وايضا ان الرذائل التي تنافي الشفقة والرحمة من مفاسد الاخلاق من الحسد والبغض والحقد والعداوة فكيف تتصور من قوم تشرفوا بشرف صحبة خير البشر

فإنهم افضل هذه الامة التي هي خير الامم  لأن قرنهم كان خير القرون وصاحبهم كان افضل الانبياء والمرسلين

فلو كانوا موصوفين بهذه الصفات الردية فكيف يكونون افضل هذه الامة وبأي وجه تكون هذه الأمة خير الامم وأي مزية وأي فضيلة تكون لأسبقية الإيمان

وأولوية إنفاق الأموال وبذل الأنفس وأي تأثير يكون لخيرية القرن وأي أثر يترتب على فضيلة صحبة خير البشر عليه و على آله الصلاة و السلام.

والذين يكونون في صحبة اولياء هذه الأمة ينجون من هذه الرذائل فكيف تتوهم هذه الذمائم في حق جماعة صرفوا اعمارهم في صحبة افضل الرسل عليه وعليهم الصلوات و التسليمات وبذلوا اموالهم وانفسهم لتأييد دينه ونصرة ملته واعلاء كلمته.

وقال الشيخ أبو بكر الشبلي رحمه الله تعالى:

لم يؤمن برسول الله  ﷺ من لم يوقر اصحابه .

(ومن الناس من ) يظنون أن أصحاب النبي عليه وعليهم الصلاة و السلام كانوا فرقتين فرقة كانت لهم مخالفة مع علي رضي الله عنه وعنهم وفرقة كانت لهم موافقة به كرم الله وجهه

وكان في كل واحدة من هاتين الفرقتين عداوة وبغض وحقد في حق الأخرى وبعض منهم بطن صفاته هذه تقية وملاحظة لبعض المصالح وزعموا ان تلك الرذائل امتدت فيهم الى قرن واحد وكل ذلك وهم ( وخطأ فاحش وسوء أدب منهم في حق الصحابه)

فحضرة الصديق رضي الله عنه:-

هو اتقي هذه الأمة بحكم نص القرآن فإن المفسرين ابن عباس وغيره اجمعوا على ان قوله تعالى وسيجنبها الاتقى الآية نزل في شأن الصديق رضي الله عنه والمراد من الاتقي هو الصديق رضي الله عنه

فإذا قال الله تعالى في حق شخص أنه أتقى هذه الامة التي هي خير الامم ينبغي ان يتأمل ان تكفيره وتفسيقة وتضليله الى اي حد من الشناعة يوصل.

(واستدل) الامام الفخر الرازي بهذه الآية الكريمة على افضلية الصديق رضي الله عنه فإن أكرم هذه الأمة المخاطبة بقوله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم بحكم هذه الآية هو اتقى هذه الامة بعد رسول اللَّه ﷺ

وحيث كان الصديق أتقى هذه الأمة بنص القرآن ينبغي ان يكون اكرم هذه الأمة عند الحق جل و علا بحكم النص اللاحق هو الصديق رضي الله تعالى عنه ايضا .

واثبت اكابر ائمة السلف ومنهم الامام الشافعي رضي الله تعالى عنهم اجماع الصحابة والتابعين على افضلية الشيخين رضي الله عنهما وحكم سيدنا علي كرم الله وجهه ايضا بافضلية الشيخين

وقال الذهبي الذي هو من اكابر المحدثين روى ذلك عن علي نيف وثمانون نفرا وعبد الرزاق الذي هو من اكابر الشيعة حكم بأفضلية الشيخين بموجب هذا النقل وقال بهذه العبارة :-

أفضل الشيخين لتفضيل سيدنا على اياهما على نفسه وإلا لما فضلتهما كفى بي وزرا أن أحبه ثم اخالفه .

فتنقيص من كانوا افضل هذه الأمة التي هي خير الأمم بحكم الكتاب والسنة وإجماع الأمة وباعتراف سيدنا علي كرم الله وجهه ايضا وتحقيرهم من أي إنصاف ومن أي ديانة وأي خير مودع في ضمنه

  • (وخلافة) ذي النورين رضي الله تعالى عنه:-

سيدنا عثمان بن عفان ثابتة باجماع الصحابة الكرام وباتفاق ذلك القرن الذي هو خير القرون وكبارهم وذكورهم وإناثهم ولهذا قال العلماء أن الإتفاق والإجماع الذي وقع في خلافة ذي النورين لم يتفق في خلافة أحد من سائر الخلفاء الثلاثة

فإنه لما كان في بدء خلافته نوع تردد راعى أهل ذلك القرن في تلك المادة احتياطا كثيرا ثم اقدموا عليها.

(فينبغي) أن تعلم أن الأصحاب الكرام رضي الله تعالى عنهم مبلغوا الكتاب والسنة وكان الإجماع أيضا منوطا بقرنهم ( زمانهم )

فلو كان جميعهم او بعضهم متصفين بالضلالة والفسق فقد رفعت الاعتماد عن كل الدين أو بعضه وتكون فائدة بعثة خاتم الأنبياء وأفضل الرسل قليلة

وجامع القرآن المجيد هو حضرة عثمان بل حضرة الصديق وحضرة الفاروق رضي الله تعالى عنهم فلو كان هؤلاء مطعونا فيهم فكيف يكون هناك  إعتماد يبقى على القرآن وبأي شئ يكون الدين قائما

فأصحاب النبي صلّى الله عليه و سلّم كلهم عدول وكل ما بلغنا بتبليغهم حق وصدق

وإلي الجزء الرابع من باب  نزاهة الصحابة :- .