قطرة من بحر حكمة العارفين

قطرة من بحر حكمة العارفين ٩٩

1 دقيقة للقراءة
9 قراءة

قطرة من بحر حكمة العارفين ٩٩ :- 


من أراد أن يزول عنه حكم القهر الإلهي فليصحب ربه جل جلاله بلا غرض ولا تشوف بل ينظر إلى كل ما وقع في العالم وفي نفسه ويجعله كالمراد له

فيلتذ به ويتلقاه بالقبول والبشر والرضى، فلا يزال في نعيم دائم في الدنيا ولا يتصف بالذل ولا بأنه مقهور

فالإنسان لا يخلو من طلب فإن كان ولا بد فليجعل طلبه مجهولا غير معين وأن يكون طلبه ما يحدثه الله  سبحانه وتعالى في العالم وفي نفسه أو في غيره

فما وَقَعَتْ عليه عينه أو سمعه فليكن ذلك عين مطلوبه المجهول قد عينه ذلك الوقوع وما ثم طريق إلى تحصيل هذا المقام إلا ما ذكرناه

ولا تقل كما قال بعضهم  "أريد أن لا أريدا"، وإنما الطلب الصحيح الذي تعطيه حقيقة الإنسان أن تقول: أريد ما تريد"

 وتقف عند حكم الشرع فتريد ما أراده الشرع
منك ومن قال أن العبد يجب أن يكون مع الله بغير إرادة فهذا لا يصح قوله

والصواب أن يكون متعلق إرادة العبد هو ما يريده الحق عز وجل بك

 فالعبد لا يخلو عن إرادة فليكن العبد مع الله على ما يريد فإنك تنال بذلك الراحة المعجلة في الدنيا ويزول عنك الألم 

( الفتوحات المكية  الباب ٣٧٤ ) 

*  العملُ أحسنُه ما كان مضبوطاً بشروط الإخلاص بلاء رياء أو إثبات ذات أو قدرة ذاتية 

ويقال: { مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }  مَنْ جرَّدّ قَصْدَه عن كلِّ حظٍّ ونصيب سواء كان الحظ أو النصيب دنيا وآخرة 

والإحسان في العمل ألا ترى قضاء حاجتك إلا في فَضلِه جل جلاله إذا أخلصتَ في تَوسِلكَ إليه بفضله سبحانه وتعالى 

وأن تتبرأ من  حَوْلِكَ وقُوَّتِك بذلك تكون قد استوجبتَ حُسْنَ إقباله وجزيل عطائه 

وكل علم بلا عمل باطل وكل علم وعمل من غير نية فهو هباء

وكل علم وعمل ونية بغير  سنة فهو مردود وكل علم وعمل ونية وسنة من غير ورع خسران  

وعليك باستعمال العلم في جميع حركاتك وسكناتك. فكون صاحب علم وعمل

ولا تكن ممن علم وترك العمل، مثل الشمعة تضيء للناس وتحرق نفسها
.


شارك هذا المقال:

مقالات ذات صلة