جواهر العارفين في الحديث والقرآن الكريم:-
روي عن حضرة النبي ﷺ
من اشترى ثوبا بعشرة دراهم وفيه درهم حرام لم يقبل الله له صلاة ما دام عليه
( رواه الإمام أحمد عن إبن عمر رضي الله عنهما وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان )
.
أقوال العارفين في ذلك:-
* الوجه الأول:-
يبين الحديث أن المال الحرام له تأثير ليس في صحة الأعمال الصالحة فقط بل في عدم قبول العمل من صاحبه لعدم تورعه في مكسبه من حلال أم من حرام
*. الوجه الثاني:-
إن أفضل أعمال العباد من الصالحات الصلاة فإذا صلحت صلح سائر عمله وهو إشارة إلي عدم قبول ما يساويها من أعمال الشرع من فريضة أو سنة
من صيام وزكاة وحج وعمرة وصدقة بأنها لا تقبل كما روي عن حضرة النبي ﷺ لا يقبل الله صدقة من غلول
وكذلك من ذكر وتلاوة القرآن وصلة الأرحام قد دخل فيها الشك للقبول من عدمه فليحذر المرء ويتحري اللقمة الحلال ويبتعد عن الحرام وشبهاته
* الوجه الثالث :-
قال العارف بالله إبراهيم المتبولي :-
اللقمة الحرام أو الشبهات لها أثر في قلب كل إنسان بحسب مقامه :-
فأئرها من الحرام هو وقوع أحدهم في أعمال مذمومة لم يكن يفعلها عادة قبل ذلك
وأثرها في المريدين قسوة في القلب وثقل في الطبيعة.
وأثرها فيمن هو فوق مقامهم غفلتهم عما يعود عليهم نفعه من مصالح الدنيا والآخرة
وأثرها في الأولياء الكاملين كثرة الخواطر التي لا منفعة فيها.
وأثرها في المكملين من الأولياء هو منعهم عن دخول حضرة الله سبحانه وتعالى الخاصة بهم.
* وقال العارف بالله افضل الدين :-
كلما ضعف الإيمان وأظلم القلب وكثرت وساوسه المذمومة حتى ربما تعدى ذلك إلى البرزخ فلم يدرِ مَنْ رَبُّه ولا مَنْ نبيه إذا سئل عنه في قبره
فمن أراد قوة الإيمان فليأكل من الحلال الخالص حسب مقامه فإنَّه يُنوِّرُ القلب ويُذهب الظلمة التي فيه كما جرب
ومن طلب نور قلبه وهو يأكل من طعام مَنْ لا يتورع في كسبه حلال أم حرام فقد أخطأ الطريق الي ربه
كما أن من طلب زوال الوسوسة منه وهو مُصر على ذنب ولو صغيرًا فقد طلب المستحيل
لأن دخان الذُّنوب يعلو على وجه القلب فيحجبه عَنْ شُهود مصالحه بسَوادِهِ فإن الدخان إِن لم يحرق المكان جعله اسود
( والحرام من أشد الذنوب لأنه يجرك الي المعاصي والغفلة شئت أم أبيت)
( هادي الحائرين لعبد الوهاب الشعراني ص ٦١ )
* قال بعض العارفين :-
إذا كان العبد في قلبه شيئًا من المكروهات الشرعية من الرياء والإعجاب والحسد والبغض وغيرها ويصلي ويظن بالصلاة النجاة وهي ليست كذلك ويمقته المولي عز وجل بسبب سوء الأدب المكنون في قلبه
فكيف بمن يأكل الحرام أو الشبهات ولا يهتم لذلك وقد قال المولي سبحانه وتعالى ( إنما يتقبل الله من المتقين)
* وقال العارف بالله حذيفة بن قتادة المرعشي:-
ثلاث خصال إذا كانت فيك لم ينزل من السماء خير إلا وكان لك فيه نصيب :-
أن يكون عملك لوجه الله تعالى وأن تحب للناس ما تحبه لنفسك وهذه اللقمة تحري فيها ما استطعت ( اي يكون طعامك حلال)
( الكواكب الدرية للمناوي ج١ ص ٣٦٥ )
.
والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
.
* المراجع:-
* شعب الإيمان للبيهقي ومسند الإمام أحمد
* بهجة النفوس والأحداق فيما تميز به القوم من الأخلاق
للشعراني طبعة العلمية
* الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية لعبد
الرؤوف المناوي طبعة الدار العربية للكتاب
* هادي الحائرين إلي رسوم أخلاق العارفين لعبد الوهاب
الشعراني المصري طبعة كشيدة
.
جواهر العارفين في الحديث والقرآن المبين