فضائل وتجليات الأسماء الحسني ج ٤
روى أبو هريرة أن رسول الله ﷺ قال
إن الله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة
* قال العارف بالله احمد محمد حجاب :-
اسم الله هو أعظم الأسماء التسعة والتسعين وإنما كان أعظمها لعدة وجوه :
الوجه الأول:
إنه يدل على الذات المتصفة بجميع الأسماء أما غيره من الأسماء فلا يدل إلا على ذات متصفة بمعناه فقط
كالقادر والعليم والحكيم فإنه لا يدل إلا على ذات متصفة بالقدرة أو العلم وأما اسم الذات (الله ) فيدل على الذات المتصفة بالصفات كلها .
الوجه الثاني:
اختصاص الحق به سبحانه وتعالى وإنه لا يسمى به أحد غيره فلم يسم أحد باسم ( الله ) أما غيره من الأسماء فقد يطلق على غير الله - كما إذا سميت فلان حليما أو حكيما أو برا أو غير ذلك.
الوجه الثالث:
إن اسم الله هو أصل الذكر وفي الحديث ( أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله ) وهو أيضًا أقرب إجابة من غيره
فلهذه الوجوه كان هو الاسم الاعظم أو الاسم الجامع لسائر الصفات
ولهذا كان العلم الخاص على الذات الواجب الوجود المستحق لصفات الألوهية المنعوت بنعوت الربوبية المنفرد بالوجود الحقيقي الذي يفيد غيره بالوجود ولا يستفيد وجوده من غيره
ومعني الاحصاء :-
اولا : ذكره سبحانه وتعالى كثيرا وهو مفتاح الوصول إلى حضرة الحق تبارك وتعالى فكلما أكثر العبد من ذكر الله كلما استضاءت بصيرته، واستنارت سريرته، وانمحت عن قلبه ظلمات الأغيار
وانكشفت سرائر الأسرار عن نور الأنوار جل شأنه وهكذا القول في سائر أسمائه لابد أن يحصيها علما وإحاطة فيحيط بمعانيها التي تدل عليها كما قدمنا.
ثانياً :- أن يحصيها عملاً واعتبارًا فيعتبر بمعانيها ويعمل بمقتضاها ويلزم نفسه بواجبها
فإذا قال: الرزاق - مثلاً - وثق بأن الله سيرزقه لا محالة وإذا قال: الحكيم - مثلاً - سلم جميع أموره إليه سبحانه وتعالى لأن جميعها جارية على مقتضى الحكمة البالغة.
الي غير ذلك من الأسماء الحسنى
ثالثاً : أن يحصيها تخلقا وتحققا فيتخلق بأسمائه تبارك وتعالى، ويتحقق بصفاته كما ورد تخلقوا بأخلاق الله تعالى
ومن ضرورة المتخلق بأسمائه والمتحقق بصفاته أن يعرف خواصها وأسرارها في الكون فلا يمر على موجود إلا ويظهر له فيه معنى من معانى تلك الأسماء،
ويعرف فيه خواصها ومظهر كل صفة من صفاته سبحانه تبارك وتعالى وإحصاؤها على هذا الوجه الأخير هو رتبة الأنبياء والصديقين.
أما إحصاؤها عملاً واعتبارًا فهو مرتبة العاملين وأحصاها علما وإحاطة فهو مرتبة العاملين
والمرجو من كرم الله وفضله أن من حصل له إحصاء هذه الأسماء على إحدى هذه المراتب السابقة المتقدمة من الإيمان وصدق النية أن يدخله الجنة في السابقين الأولين أو في زمرة العلماء أو العاملين أو في زمرة أصحاب اليمين
* وقال العارف بالله محي الدين ابن عربي:-
وله الأسماء الحسنى وإن كان له جميع الأسماء التي يفتقر كل فقير إلى مسماها ولا فقر إلا إلى الله تعالى ومع هذا فلا يطلق عليه من الأسماء إلا ما يعطي الحسن عرفا وشرعاً ولذلك نعت أسماءه بالحسنى
وبما سمي به نفسه نسميه وبما وصف به ذاته نصفه فلا نزيد على ما أوصل الينا ولا نخترع له اسماً من عندنا
وقال لنا ( فادعوه بها ) فإذا دعوته باسم منها تجلي لك المولي عز وجل مجيباً لك في عين ذلك الاسم
فإذا قال طالب الرزق المحتاج إليه يا الله ارزقني والله هو المانع أيضاً فما يطلب بحاله إلا الاسم الرزاق ، فما قال بالمعنى إلا يا رزاق ارزفني
فمن أراد الإجابة من الله فلا يسأله إلا بالاسم الخاص بذلك الأمر . ولا يسأل باسم يتضمن ما يريده وغيره . ولا يسال بالاسم من حيث دلالته على ذات المسمى
ولكن يسأل من حيث المعنى الذي هو عليه الذي لأجله جاء وتميز به عن غيره من الأسماء تميز معنى لا تميز لفظ .
والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
.
* المراجع:-
* سنن الترمذي
* العظة والإعتبار أراء فى حياة سيدى احمد البدوى
تأليف العارف بالله احمد محمد حجاب طبعة المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية
* الفتوحات المكية للعارف بالله محي الدين ابن عربي
الأجزاء الاول والثاني
.
أسرار الأسماء الحسني