* روي عن حضرة النبي ﷺ.
يأتي على الناس زمان العامل فيه يؤتي أجر خمسين قالوا منا أو منهم قال: منكم قالوا وبم يا رسول الله
(ﷺ) قال :
لأنكم تجدون على الخير أعوانًا ولا يجدون على الخير أعوانا
( أخرجه ابن السني وغيره. حديث حسن.)
.
* أقوال العارفين في ذلك:-
* قال اسماعيل الجبرتي :
سمعت أبي المعروف له يقول : يصل المتأخرون باليسير من العمل إلى ما لم يصله المتقدمون بالكثير من العمل
وجاء ذلك في الحديث النبوي مما أخبرنا به بإسناده إلى الترمذي وأبي داود عن حضرة النبي ﷺ
إئتمروا بالمعروف وانتهوا عن المنكر حتى إذا رأيتم شحا مطاعًا وهوى متبعًا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك العوام
فإن من ورائكم أيامًا الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم ( سنن الترمذي )!
* وقال الإمام محي الدين ابن عربي:-
إن الزمان اليوم ليس هو كالزمان الماضي وسبب ذلك قربه من الدار الآخرة فكثر الكشف في أهله اليوم
فأهل زماننا اليوم أسرع كشفاً وأكمل شهودا وأعز معرفةً وأتم في الحقائق وأقل عملاً من الزمان المتقدم فإنهم كانوا أكثر عملاًوأقل فتحا وكشفا منا اليوم
وذلك بسبب شهودهم النبي ﷺ ووجودهم معه ونزول الأرواح عليه فيما بينهم مع الأنفاس
فكان المنورون منهم عندهم هذا مثل سيدنا أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وعلي كرم الله وجهه وأمثالهم الكثير
فالعمل فيما مضى كان أغلب والعلم في وقتنا هذا أغلب والأمر في مزيد إلى نزول سيدنا عيسى بن مريم علي نبينا وعليه الصلاة والسلام
والركعة اليوم منا كعبادة شخص ممن تقدم عمره كله كما قال النبي ﷺ :-
للعامل منهم أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم
وما أحسنها من عبارة وألطفها من إشارة وهذا مما ذكرنا من اقتراب الزمان وظهور حكم البرزخ
ألا ترى إلى قول النبي ﷺ:
لا تقوم الساعة حتى يكلم الرجل فخذه بما فعل أهله وعذبة سوطه وتقول الشجرة هذا يهودي خلفي اقتله
وهذا في الدنيا فهل هذا إلا من ظهور موطن الآخرة التي هي دار الحيوان وهذه نكتة لطيفة ونبذة شريفة وأصل هذا قوله ﷺ:
{ من بلغه عن الله شيء فيه فضيلة فأخذ له إيمانا به ورجاء ثوابه أعطاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك .
وقول النبي ﷺ :-
إنَّ أهل الجنة يَتَرَاءَوْنَ أهل الغُرَفِ مِن فوقهم، كما يَتَرَاءَوْنَ الكوكب الدُّرِّيَّ الغَابِرَ في الأفق مِن المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم.
قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يَبْلُغُهَا غيرهم قالَ بَلَى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصَدَّقُوا المرسلين.
( أخرجه البخاري ومسلم بنحوه )
.قال أبو عبد الله الترمذي الحكيم فلم يذكر هنا عملاً، ولا شيئًا سوى الإيمان والتصديق للمرسلين.
.
والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
.
* المراجع :-
* صحيح البخاري ومسلم والترمذي وابن السني
* العطر الوردي في كرامات ومبشرات وعلوم سيدي
الشيخ إسماعيل الجبرتي لأبي بكر الاشكل
* الفتوحات المكية لمحي الدين ابن عربي
.
جواهر العارفين في الحديث والقرآن المبين