روي عن حضرة النبي ﷺ يرسل باذن الله تعالى
إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم.
(رواه البخاري ومسلم )
* البيان :-
اعلم أن كل ما يأتي في عقلك من خواطر أو هواجس لا يحاسبك عليها ربك ما لم يصاحبها عزم وفعل مما قال عز وجل
(وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُم أو تُخْفُوه يُحَاسِبْكُمْ بِه اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ)
فإن تحول الخاطر الي نية حسنة وعملتها فلك اجر النية والعمل أو لم تستطع فلك أجر النية
والخاطر السيء إذا تحول الي نية سيئة وفعلتها فعليك وزر واحد واذا لم تستطع فلا شئ بل كتبها حسنة لعدم فعلها وذاك فضل الله تعالى عليك ورحمته بك
كما روي عن حضرة النبي ﷺ
إن الله كتب الحَسَنات والسيئات ثم بيَّن ذلك في كتابه فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن عملها كتبها عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضِعف إلى أضعاف كثيرة ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة وإن عملها كتبها الله عليه سيئة واحدة
( متفق عليه )
* كيف تفرق بين الخواطر التي هي بداية التحرك للفعل مع النية والعزم :-
.
١- خاطر الملك :-
كل خاطر تجد فيه أمرًا أو نهيا موافق للشرع فاعلم أنه خاطر من ملك من الملائكة
وليس محددا يتغير بين الحين والآخر ما دام موافق لمراد ربط عز وجل
.
٢- وخاطر الحق سبحانه :-
ليس فيه أمر أو نهي لأن الشرع اكتمل وختم بالنبي ﷺ وإنما يعطيك المعارف الإلهية ويكشف لك الأمور الغيبية ويكون سمعك وبصرك ويدك ومؤيدك إلى غير ذلك.
.
٣ـ وخاطر النفس :-
هو إلحاح النفس علي فعل وشهوة بعينها لا تتركها حتي تفعلها سواء مباح أو مكروه أو حرام أو غيره
.
٤- وخاطر الشيطان:-
هو فعل المعصية او مكروه دون إلحاح علي فعل معين وينتقل بك من فعل الي فعل وقول الي قول المهم أن يكون غير مرضي لله تعالي ومخالف للشرع
فيغويك باي وسيلة أو طريقة ليس علي فعل معين وانما فيه عدم رضي ربك بخلاف خاطر النفس تلح علي شيء معين باستمرار دون توقف حتي تفعله
مهما كان نوعه
.
* واعلم أن كل قوة تدعوك إلى الحق بالخواطر الملكية والرحمانية فهو ملك وهذه الملائكة سماوية وقدسية
وكل ما يشير إلى ما سواه فهو إبليس وشيطان فهذه أرضية
فقواك التي تبعثك على الميل إلى الله تعالى ملائكة لأن القوى الروحانية والحسية التي هي في النشأة الإنسانية قابلة لتجليه سبحانه وتعالى
وقواك التي تبعثك على اللذات الشهوانية الجسمانية فشياطين من الشطون الذي هو البعد
لأن اللذات الجسمانية حجاب لقرب الروح إلى الحق فأنت مملوء من الملائكة والشياطين والحكم للغالب
فانظر كيف تكون ومع من تكون والي من تتجه
واعلم أن الخواطر يكون أغلبها حسن سواء خواطر ملكية أو ربانية بشرط الدوام علي الوضوء والطهارة وحفظ الجوارح لأن الطهارة سلاح باطني قوي
بينما الخواطر النفسية والشيطانية تذداد وتكون الغالب في حالة فقد السلاح وهو الطهارة وحفظ الجوارح
.
والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
* المراجع :-
* صحيح البخاري ومسلم
* كشف الواردات لطالب الكمالات وغاية الدرجات
لابن قاضي سيماو لعبد الله الرومي ص ٤٧ طبعة
دار الكتب العلميه
* شرح قصيدة ابن الميلق لإبن علان طبعة مكتبة
دار الرحمة
جواهر العارفين في الحديث والقرآن المبين