جواهر العارفين في الحديث والقرآن المبين

قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ﴾

قوله سبحانه وتعالى:﷽

 ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ﴾

* قال سهل: لا تشغلكم أموالكم ولا أولادكم عن أداء الفرائض فى أول مواقيتها فإن من شغله عن ذكر الله وخدمته عَرَض من عروض الدنيا فهو من الخاسرين.

* قال نجم الدين الكبروي:- 

الواجب على السالك ( الي معرفة ربه ) أن يجتهد في حفظ الأنفاس ومراعاة الأوقات لئلا يضيع نفساً من الأنفاس، ولا يمشي عليه وقت من الأوقات إلا وهو ذاكر كاسب لمعرفة جديدة لنفسه

 ولو غفل عن الذكر في بعض الأوقات ينبغي أن يتداركه في الغدو والآصال، ولا يجوز للسالك أن يمضي عليه يوم ولا يشتغل بالذكر 

( فعليك بالذكر ) بعد صلاة الصبح إلى وقت الإشراق وعند الغروب إلى سقوط الشفق الأحمر ومن غفل في هذين الوقتين عن الذكر فهو م ليس من أهل السلوك

**. الاشارة :- 

قال الإمام عبد القادر الجزائري:- 

امتثال النهي عن المنهي عنه يحصل بفعل الضدّ إذ لا تكلف إلاّ بفعل. 

يقال: لها بالشيء أحبّه ورضي به. ولها عنه:  أي أعرض عنه

فلا تنظروا إلى أموالكم وأولادكم نظراً يشغلكم عن ذكر الله تعالى فتلهوا وتعرضوا أو تنسوا. بل انظروا إليهم نظراً يكون ذكراً لله تعالى ـ.

فالمؤمن المحض منهي من مقام إيمانه. وهو أنه بنظره إلى أمواله وأولاده وجميع ما أنعم الله به عليه يذكر الله بحمده وشكره

وأنه سبحانه وتعالى متفضّل منّان فيما أعطى وأنَّ أحداً لا يستحق على الله تعالى شيئاً ممّا أنعم.

والمؤمن مجازاً منهي من مقام عرفته ومشاهدته مأمور بأن يرى أمواله وأولاده وجميع ما أنعم الله به عليه أنها تجلّيات من تجليات الحق سبحانه وتعالى عليه وظهورات من ظهوراته تعالى لديه

فيشاهد المنعم جل وعلا في النعمة فهو لا يرى إلاَّ الحق تعالى ولا يلتذ إلاَّ بالحق؛ 

فالأول يرى النعمة والثاني يرى المنعم. أو قل: الأول يرى الأثر، والثاني يرى المؤثر وهو الله سبحانه وتعالى 

أو قل: الأول يرى الاسم، والثاني يرى المسمّى عز وجل. أو قل: الأول، يذكره ذكر القلب واللسان، والثاني يذكره ذكر السرّ

. فالأول النعمة في حقّه شهوة طبيعية والثاني النعمة في حقّه لذّة روحانية، فلا يلتذ إلاَّ بالله ولا يحب إلاّّ الله في كل ما تجلّى له وظهر

وصاحب هذا الشهود ( الذي يحب الله تعالى في كل ما تجلي له وظهر ) فلا يزهد في شيء موجود وكيف يزهد في شيء يشهد فيه محبوبه ( وهو ربه جل جلاله)

وطهارة القلب إنما هي بالمراقبة والحضور فالنعم واللذات كلها إذا لم تكن حائلاً  بين القلب وبين مراقبته وحضوره مع الله تعالى

فإنها لا تضر والقلب باق على أصل طهارته إذ المقصود من القلب حاضر وحينئذٍ لا يبالي بالشهوات كانت ما كانت ( من مال وأهل وولد ونعم فإنك تشهد تجليات مولاك فيها ) 
.

 * المراجع:- 

* القران الكريم سورة المنافقون 

 * المواقف الروحية للعارف بالله عبد القادر الجزائري  الموقف الثامن والثلاثون بعد المائة
( بتصرف يسير) 

* حقائق التفسير للسلمي

* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي لنجم الدين الكبروي ) بتصرف يسير جدآ) 
.