جواهر العارفين في الحديث والقرآن المبين

الاذان أحكامه وأسراره

الاذان أحكامه وأسراره:- 

فقه الاذان :- 
الاذان شعيرة من شعائر الإسلام وهو سنة مؤكدة وهو مذهب جمهور الفقهاء

*. من تكلم وقت الآذان :- 

 اي ما عدا إجابة المؤذن وظاهره ولو نحو قراءة قال الإمام النووي في شرح مسلم :- 

لو سمع الاذان وهو في قراءة او تسبيح او نحوها قطع ما هو فيه واتي بمتابعة المؤذن ثم بعد المتابعة يعود إلى قراءته وهذا ما عليه عند اصحابنا .

وفي المذهب الحنفي:-

يجيب من سمع المؤذن ولو جنباً الا حائض ومن في صلاة ولو جنازة واكل وتعليم علم شرعي وتعلمه بخلاف قرآن لأنه لا يفوت بالاجابة بخلاف التعلم فعلى هذا لو يقرأ تعليماً أو تعلم لا يقطع 

وفي طبقات السبكي :- 

من سمع المؤذن واجابه وصلى في جماعة ثم سمع مؤذناً ثانياً لا يجيبه لأنه غير مدعو بهذا الاذان .

قال ابن السبكي وهذا بحث صحيح وماخذ حسن قال ومنه يؤخذ انه لو لم يصلي استحببت له الاجابة لأنه مدعو به

 (  سعادة الدارين في الرد على الفرقين ) 

* آداب سماع الآذان :- 

١- من الأدب أن تقف أو تجلس إذا سمعت المؤذن فإن المتكلم هو الله تعالى علي لسان عبده 

فلقد روي أن العارف بالله أَبُو مَدْيَنَ الْيَمَنِيُّ كان يفعل ذلك فلما مات حملوا نعشه الي المقبرة وهم في طريقهم فَأَذْنَ الْمُؤَذِّنُ لِلصَّلاة فأصبح النعش ثقيلا فلم يستطيعوا حمله فوضعوه علي الارض 

فلما انتهي الْمُؤَذِّنُ حَرَّكُوا النعش فوجودوه خفيفا كما كان فَتَعَجَّبُوا مِنْ ذلك وَسَأَلُوا ولده

فقال كَانَ والدي إِذَا أَذْنَ المؤذن قامَ عَلَى قدميه فيردد الآذان خلف المؤذن وهو قائم وَلَا يجلس حتى يَفْرَغَ .   { الكواكب الدرية للمناوي} . 

وكان العارف بالله عبد الله الحضرمي  يَنْهَى أصحابه عَنِ الجلوس وقت الأذان ويقول هِيَ حَالَهُ دعوة إِلى أداء أَمْر الله سبحانه وتعالى فينبغي ترك التمكن للجلوس

 وهذا من الأدب العالي من الأولياء مع ربهم فإن الأولياء وصلوا الي ما وصلوا إليه إلا بالادب مع الشرع والمشرع فافهم . { المرجع السابق } .
.

** أسرار الاذان وبركته :- 

١-   روي عن حضرة النبيﷺ من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، رضيت بالله ربا وبمحمد ( ﷺ ) رسولا وبالإسلام دينا غفر الله ذنبه 

( أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود ) . *

٢-   قال العارف بالله الشعراني:-

يستغفر للمؤذن منتهى أذانه ويستغفر له كل شئ رطب ويابس سمعه ويجيبه كل شئ رطب ويابس وله مثل أجر من صلى معه

 ويكون على كثبان المسك يوم القيامة والمؤذن المحتسب ( اي يؤذن بلا مقابل من المال لوجه الله تعالى)  كالشهيد المتشحط في دمه وإذا مات لن يدود في قبره

٣- وقال الإمام الشعراني أيضا:-  

من أذن اثنتا عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بآذانه في كل يوم ستون حسنة وبكل إقامة ثلاثون حسنة. 

 وكل تلك الفضائل السابقة ورد بها احاديث في السنة النبوية الشريفة).   { العهود المحمدية للشعراني } .

 ٣- وقال العارف بالله الشعراني:- 

أخِذَ علينا العهد العام من رسول الله ﷺ أن نسأل الله تعالى ما شئنا من حوائج الدنيا والآخرة لنا وللمسلمين فيما بين الأذان وإقامة الصلاة، ولا نفرط في ذلك إلا لعذر شرعي .

وذلك لأن الحجب تُرفع في ذلك الوقت بين الداعي وبين ربه بمثابة فتح باب الملك والأذن في دخول أصحابه وخدامه عليه. 

فمن استجاب بسرعة للصلاة دون تأخير قضيت حاجه بسرعة مقابلة ( جزاءا وفاقا استجاب لربه فاستجاب له ربه ) لسرعة مجيئه بين يدي ربه تعالى 

ومن كان من آخر الناس مجيئاً كان من أبطئهم إجابة مع أن المولي سبحانه وتعالى تعالى لا يشغله شأن عن شأن.

 فإياك يا أخي أن تتهاون بالدعاء في كل وقت أمرك الحق تعالى إلى الدعاء فيه، فتقاسي ما لا خير فيه وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) .

 ٤- أن تقول مثل المؤذن روى الشيخان وغيرهما عن حضرة النبيﷺ :- 

إذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذَنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صلواعلي فإنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَى وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بهَا عَشْراً ثُمَّ سَلُوا ليَ الْوَسِيلَةَ .

 وقوله: «فقولوا» يعني عقب كل كلمة قالها لأن حرف الفاء للتعقيب وبه قال جماعة من العلماء والله أعلم.

 وقال الإمام محي الدين ابن العربي ويجوز أن يقول مثل المؤذن بعد الانتهاء من آذانه . 

٥-  روي عن حضرة النبيﷺ إذا أذن في قرية أمنها الله من عذابه ذلك اليوم. 

وفي رواية عن حضرة النبيﷺ. أيما قوم نودي فيهم بالأذان صباحا إلا كانوا في أمان الله حتى يمسوا وأيما قوم نودي فيهم بالأذان مساء إلا كانوا في أمان الله حتى يصبحوا.

 {أخرجه الطبراني في مجاميعه الثلاثة مرفوعاً }

 ٦-  روى عن حضرة النبيﷺ. من قال حين ينادي المنادي اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة النافعة صل على محمد وارضي عنا رضا لا سخط بعده استجاب الله دعوته

. { أخرجه الإمام أحمد والطبراني مرفوعا }

٧- روي عن حضرة النبيﷺ:- 

من سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ فَقَالَ مثل ما يقول فله مثل أجره

 (رواه أبو داود والنسائي وابن حبان مرفوعاً )

 ولقد روي عن حضرة النبيﷺ الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُرد (رواه أبو داود وغيره) وزاد الترمذي:- 

فقالوا فماذا نقول يَا رسول اللهِ؟ قَالَ: «سَلُوا اللَّهَ العافية في الدنيا والآخرة» 

وروى عن حضرة النبيﷺ: 

إذا نَادَى المُنَادِي فَتْحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ، فَمَن نَزَلَ بِهِ كَرْب أَو شِدَّةً،

 فَلْيَتَحَيَّن المُنَادِي رواه الحاكم في مستدركه

 ٨- من قال حين يسمع المؤذن :- 

مرحباً بالقائل عدلاً مرحباً بالصلاة أهلاً. كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألفي ألف سيئة، ورفع له ألفي ألف درجة

٩- من قال إذا فرغ المؤذن من أذانه : لا إله إلا الله وحده لا شريك له كل شيء هالك إلا وجهه اللهم أنت الذي مننت علي بهذه الشهادة وما شهدتها إلا لك ولا يقبلها مني غيرك

فاجعلها لي قربة عندك وحجاباً من نارك، واغفر لي ولوالدي ولكل مؤمن ومؤمنة برحمتك إنك على كل شيء قدير  أدخله الله الجنة بغير حساب

١٠ -  من قال حين يسمع قول المؤذن :

 أشهد أن محمداً رسول الله : فتقول مرحباً بحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله ﷺ. ثم يقبل إيهاميه ويجعلهما على عينيه لم يعم ولم يرمد أبداً. .

 { فلقد روي عن الشيخ العالم المفسر المحدث نور الدين الخراساني قال بعضهم لقيته بمدينة شهراز وقت الأذان

 فلما سمع المؤذن يقول أشهد أن محمدا رسول الله فقَبَّل الشيخ نور الدين إبهامي يديه ومسح بالظفرين أجفانُ عينيه عند كل تشهد مرة من الموق إلى ناحية الصدغ

فسألته عن ذلك فقال كنت أفعله من غير رواية حديث ثم تركته فمرضت عيناي فرأيت النبيﷺ مناما فقال لي لم تركت مسح عينيك عند الأذان ؟ 

 إن أردت أن تشفي عيناك فعد إلى المسح فاستيقظتُ ومسحتُ فبرئت ولم يعاودني مرض العينين إلى الآن ]] { الموارد الشهية } .

 ١١-  أن يؤذن في أذن المهموم فإنه يزيل الهم عنه بإذن الله تعالى ( وقيل في ذلك رواية عن سيدنا علي كرم الله وجهه ) 

وكذلك الأذان وقت الحريق يخمد النار والأذان عند التقاء الجيوش والأذان لمن ساء خلقه من إنسان أو حيوان

 ١٢  - قال العارف بالله سالم العامري :-

مَن ضل في الطريق فليُؤذن ويُقيم الصَّلاةَ فإن الله تعالى يدلُّهُ على الطَّريقَ

١٣-  من أذْنَ في أُذُنِ المصروعِ اليُمنى وأقام في اليُسرى أفاق باذن الله تعالى   { طبقات الخواص للزبيدي ص ١٩٨ }

١٤- من قال إذا فرغ المؤذن من أذانه :

 لا إله إلا الله وحده لا شريك له كل شيء هالك إلا وجهه اللهم أنت الذي مننت علي بهذه الشهادة وما شهدتها إلا لك، ولا يقبلها مني غيرك، فاجعلها لي قربة عندك وحجاباً من نارك، واغفر لي ولوالدي ولكل مؤمن ومؤمنة برحمتك إنك على كل شيء قدير أدخله الله الجنة بغير حساب

١٥- الشفاء من الرمد :- 

من قال حين يسمع قول المؤذن :  أشهد أن محمداً رسول الله :  فتقول مرحباً بحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله  ﷺ. ثم يقبل إيهاميه ويجعلهما على عينيه لم يعم ولم يرمد أبداً

١٦- رؤية النبي ﷺ لأهل البصيرة:- 

قال الإمام أحمد رضوان :-  ما أذنت مرة في المسجد أو في البيت أو في أي جهة وقلت أشهد أن محمداً رسول الله إلا شاهدت النبي صلي الله عليه وسلم ,

١٧-  الآذان يؤثر في الجماد ألا يؤثر في 
       الإنسان :- 

كان العارف بالله جمعة الحموي مؤذن المسجد وكان رجلا كبيراً في العمر فأذن مرة ونزل وكان بقرب المسجد رجل من النصاري

فقال النصراني للشيخ الحموي لماذا مساجدكم تخرب و تنهدم سريعا وكنائسنا تبقى عمرا طويلا ؟ 

فقال إنما كان ذلك لأن أحدنا إذا قال الله أكبر ورفع الشيخ صوته بها تدكدكت ( تهدمت ) الجبال

فأصابت الحمي الرجل النصراني لما سمع هذا الكلام من وقتها ومات بعد ثلاثة أيام . 

 ( كرامات الاولياء للنبهاني ج٢ ص ١١ )

 فهذا من ضمن دلائل تأثير الأذان علي النفس والروح والجسد بالبركة والنور والرحمة والعافية 

١٧-  وصية: 

عليك بالآذان لكل صلاة أو تقول كما يقول المؤذن. ورفع صوتك في الآذان، يشهد لك كل رطب ويابس. 

ومن قال مثل ما يقول المؤذن وهو مريض لم تطعمه النار فإن له أجر المؤذن. 

وإذا أذن الرجل في صحراء وصلى يصلى خلفه من الملائكة كأمثال الجبال. فارحم نفسك بفعل الخير؛ فإن رحمتك بنفسك أعظم من رحمتك بغيرك. 

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلي آله وصحبه أجمعين.


 * المراجع :- 

* صحيح مسلم والترمذي وأحمد والطبراني 
   والحاكم في المستدرك والنسائي
* العهود المحمدية لعبد الوهاب الشعراني
 * الموارد الشهية في حل الفاظ العشماوية 
    ج١ ص ٤٤٧ 
 * كرامات الاولياء للنبهاني ج٢ ص ١١
 * الكواكب الدرية للمناوي ترجمة أبي مدين 
    والحضرمي 
* طبقات الخواص لزين الدين الزبيدي 
* الفتوحات المكية لمحي الدين ابن عربي 
   باب الوصايا 
 * مصباح الظلام وبهجة الأنام للجرداني
 * حاشية إعانة الطالبين للدمياطي ج١ 
* الفتوحات المكية لمحي الدين ابن العربي .
* النفحات الرضوانية العارف بالله احمد 
   رضوان للدكتور محمد فؤاد شاكر.