حديث النبيﷺ الشيخ في قومه كالنبي في أمته ج٢
أحاديث المعاملات

  • تابع حديث الشيخ في قومه كالنبي في أمته ج٢ *

  • معنى تشبيه العلماء بأنبياء بني إسرائيل :-

هو إظهار لفضيلتهم وعلو مكانتهم وبيان لنا في رفعة شأنهم ورفعة درجاتهم ..

{ تمام الفيض في مقام الرجال ص ١٠٠ بتصرف}

  • اختصاص سريان نور النبوة في الأولياء والعلماء العاملين من لدن الصحابة إلي قيام الساعة:-

( اختص حضرة النبيﷺ بعض الصحابة بالتميز في علم أو حال يخصه هناك فرق بين التميز والتمييز

التميز هو المهارة والتفوق والخصوصية في علم أو شئ أما التمييز فنرفضه لأن الصحابة كلهم علي مرتبة عالية ودرجاتهم عند الله تعالى وليس لنا الكلام في ذلك.

قال عز وجل :-. { وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ }

فلا تقلل ولا ننقص من قدر صحابي أو تابعي علي حساب الآخر ولكن نقول تميز بعلم أو صفة أو غيره.

فقد خص النبي بنور نبوته لعلم الميراث لسيدنا زيد وعلم الحلال والحرام معاذ بن جبل

فسيدنا أبا بكر وسيدنا عمر خلفاء الرسالة وسيدنا عثمان وسيدنا علي خلفاء النبوة

كذلك خص سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه بعلم خاص حتي أن النبيﷺ قال فيه:-

أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب { أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين )

فحضرة النبيﷺ قد اختص الإمام علي كرم الله وجهه من بين صحبه الكرام بأبواب من علومه الروحية القلبية الخاصة حيث قال الإمام :-

بَيْنَ. جَنْبَيَّ لَعِلْماً جَمّاً لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً .وقال : لَوْ شِئْتُ لَأَوْقَرْتُ سَبْعِينَ بَعِيراً فِي تَفْسِيرِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ.

وقال له النبيﷺ :

 أما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( صحيح مسلم )

فكما كان هارون الوارث الروحي لسيدنا موسى كذلك صار حضرة الإمام هو الوارث الروحي شريعة وحقيقة معا لحضرة النبيﷺ

إن هذه المرتبة جعلت الإمام علي كرم الله وجهه في قومه كالنبي في أمته واستمرت الوراثة لذريته من جهة وللمصطفين من خلقه علماء عاملين وأولياء واصلين كذلك إلي أن تقوم الساعة

فلقد روي عن حضرة النبيﷺ

إني أوشك أن ادعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وإن اللطيف اخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظر بما تخلفوني فيهما

(صحيح ابن خزيمة ورواه بنحوه الإمام الترمذي)

فما دام القرآن باقياً فإن الوارث الروحي المحمدي من آل بيت النبوة باق وكذلك كل واحد من هؤلاء الورثة ( العلماء ) من الأمة يقوم بين المسلمين في زمانه في مقام النبي من حيث التبليغ والدعوة والإرشاد وليس مقام النبوة نفسه.

فالولي الكامل والعالم العامل كل منهما حامل أنواره وأسراره وأحواله والمطبق لأقواله وأفعاله على الوجه التام كل واحد منهما علي قدر صفاء سريرته ونقاء روحه وقربه من حضرة النبيﷺ

فالأدب والاحترام للعلماء والأولياء في الحقيقة هو أدب لحضرة النبيﷺ لانه وارث له

  • قال قطب الدين الدمشقي :

قول حضرة النبيﷺ الشيخ في قومه كالنبي في أمته  و قوله علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل .

فكما أن الشيطان لا يمكنه التمثل بصورة النبيﷺ فإن الشيطان لا يمكنه التصور بصورة الشيخ المتابع للنبي فيبقى المريد محفوظاً

{الرسالة المكية في الطريقة السنية قطب الدين البكري}

  • تتمة ومزيد بيان :-

الشيخ وارثاً روحياً لأقوال الحضرة المحمدية المطهرة وأفعاله وأحواله فانياً في نوره صلى الله تعالى عليه وسلم من جهة

ومن جهة أخري يكون الشيخ ولياً مرشداً مربياً مأذوناً بالدعوة والإرشاد إلى الحق والحقيقة بالحكمة والموعظة الحسنة التي نزل بها النور المحمدي

فكل شيخ في زمانه تشرب بالأنوار المحمدية وكأنه صورة محمدية مشعةً بالنور والبركة بإذن الله فيزرع نور الجانب الروحي في قلوب المريدين وعامة الناس

  • قال عبد الوهاب الشعراني :

إن فائدة الشيخ هي اختصار الطريق للمريد ومن سلك من غير شيخ تاه وقطع عمره ولم يصل الى مقصوده فمثال الشيخ مثال دليل الحجاج الى مكة في الليالي المظلمة .

{ لطائف المنن والأخلاق  للشعراني}.

  • وقال الشيخ محمد المرون :-

الشيخ هو خليفة الرسول في أقواله وأفعاله وأحواله وأخلاقه وسيرته .

فالتلميذ يستمد من حضرة الشيخ والشيخ يستمد من حضرة الرسول والرسول يستمد من الحضرة الإلهية كل نفس وساعة ويوم وليلة وشهر وعام إلى يوم القيامة .

{ سلسلة أعيان المغرب الشيخ محمد المرون ص ١١٥} .

قال العارف بالله رينيه جينوا المعروف بالشيخ عبد الواحد يحي :-

لابد للسالك الي طريق معرفة ربه من شيخ يقوده فلابد له من خبير يرشده ولابد فى التصوف من شرط جوهرى هو : التأثير الروحى ... .. أو بتعبير أدق البركة

وهى لا تتأتى إلا بواسطة شيخ ومن هنا كانت و الطرق ، ومن هنا كانت «السلسلة» وهل السلسلة إلا بركات تنتقل من شيخ إلى مريد يوشك أن يصبح شيخا

ويري الإمام الرازي بضرورة الشيخ لأن ( من سلك الطريق وعرف مراحلها ومنازلها ... واطلع على متالفها ومعاطيها . أمكنه إرشاد الغير إلى سواء السبيل ، والإخبار عن كيفية تلك الأحوال على التفصيل .

و تستمر مهمة الشيخ إلى أن يرتبط المريد السالك بالسماء إلى أن يشرق عليه الملأ الأعلى إلى أن يتمكن في المجال الروحى

{ المدرسه الشاذلية د.عبد الحليم محمود ص ٨٧١ بتصرف كل بقعة دار المعارف } .

  • حكمة مقتبسة من الحديث:-

من لم يقتدي بالرجال فالوصول محال

ومن ليس له مولي فالشيطان به أولي

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

  • مراجع ج١ و ج٢ :-

*صحيح مسلم صحيح ابن خزيمة و ابن حبان 

  • الديلمي في الفردوس و مجمع الزوائد للهيثمي والحاكم في المستدرك على الصحيحين
  • تحفة الأحوذي والتمهيد لإبن عبد البر باب العلم
  • الانوار القدسية في معرفة القواعد الصوفية للشعراني
  • تمام الفيض في مقام الرجال اسماعيل حقي الخلوتي
  • الرسالة المكية في الطريقة السنية قطب الدين البكري
  • لطائف المنن والأخلاق  للشعراني
  • سلسلة أعيان المغرب الشيخ محمد المرون المدرسه الشاذلية د.عبد الحليم محمود ص ٨٧١ بتصرف كل بقعة دار المعارف
    .