حديث النبيﷺ عن خشية الله عزّ وجل
المعرفة الإلهية و العقيدة

روي عن حضرة النبيﷺ أأنا أعرَفُكم بالله وأشدُّكم له خشية

رواه الأئمة البخاري ومسلم و أحمد في مسنده

  • البيان *

العلمُ عِلمان علم باللسان وهو حجة الله على العباد وعلم بالقلب وهو العلم الأعلي لا يخشى العبد من الله إلا به

فكم من رجل كثير الروايات جاهل بالله. فعِلم المعرفة هو فضلٌ من الله يؤتيه من اصطفاه مِن خَلقِهِ واجتباه لصُحبته.

  • قيل لبعض العارفين:
    ما سبيل معرفة الله؟ قال: ليس يُعرَف بالأشياء بل تُعرَف الأشياء به، كما قال ذو النون المصري عرفتُ الله بالله وعرفتُ ما دون الله بنور الله

  • ورُوي أن سيدنا موسى عليه السلام قال: يا رب أي العباد أكثر حسنة وأرفع درجة عندك

قال المولي سبحانه وتعالى:- أعلمهم بي.

  • وروي أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه االسلام: يا داود تعلم العلم النافع قال إلهي وما العلم النافع

فقال المولي عز وجل: أن تعرف جلالي وعظمتي وكبريائي وكمال قدرتي على كل شيء فإن هذا الذي يقربك إلي وإني لا أعذر بالجهالة مَن لقيني.

  • وقال محمد بن الفضل السمرقندي:
    العلم بالله أن ترى قضاءه في الخَلْق مُبْرَماً

والضر والنفع والعز والذل منه

وترى نفسَك لله والأشياء كلها في قبضته

وأن لا تختار لنفسك غير اختيار الله تعالى وتعمل لله خالصاً

  • حُقَّ لمن عرف المولى أن لا يشكو من البلوى ليس للعارف دعوى ولا للمحب شكوى

فليس الشأن في الولاية لكن الشأن في العناية لا يُدرِك الولايةَ مَن فاتته العناية

قال العارف بالله أحمد بن يحي الجلاء :-

مَنِ اسْتَوَى عِنْدَهُ الْمَدْحُ وَالدَّمُ فَهُوَ زَاهِدٌ،

وَمَنْ حَافَظَ عَلَى أَدَاءِ الْفَرْضِ في وَقْته فَهُوَ عَابِدٌ

وَمَنْ رَأَى الأَفْعَالَ كُلَّهَا مِنَ الله فَهُوَ المُوَحّدٌ.

وأعلم :-

أنه لا تقع المؤانسة بين العبد وربه حتى تقع الوحشة بينه وبين خلقه فلا يصل العبدُ إلى الحق حتى يعتزل عن صُحبةِ الخَلْق ( حسبي من سؤالي عِلمُهُ بحالي )

  • الأُنس بالله نورٌ ساطع والأنس بالمخلوق هَمٌّ واقع ( والانس بالله لا يتحقق إلا بمعرفة ربك )

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

المراجع

الكواكب الدرية للمناوي

تذكرة الأولياء للعطار