حديث النبيﷺ عن مكانة من يحفظ القرآن ومن لا يحفظه
من عظمة القرآن وأسراره

روي عن حضرة النبيﷺ

الماهِرُ بالقرآنِ مع السفرَةِ الكرامِ البرَرَةِ ، والذي يقرؤُهُ ويتَعْتَعُ فيهِ وهو عليه شاقٌّ لَهُ أجرانِ

{ أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما } .

   * أقوال العارفين في ذلك * 

قال العارف بالله محمد المرون:-

[[ أولا : الماهِرُ بالقرآنِ مع السفرَةِ الكرامِ البرَرَةِ

أي من حفظ القرآن وتغلغل في معانيه حتى تشوق وتذوق كتب الله اسمه مع السفرة الكرام البررة معناه النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

ثانيا :-

من داوم علي تلاوة القرآن بالتدبر والخشوع قلباً وقالباً ألبسه الله حلل النور وصال وجال بذاته وروحه في الملك والملكوت والجبروت لأن القرآن طرفه بلسان القاريء وطرفه بحضرة الرحمن عز وجل

ثالثاً:-

من حمل القرآن وحفظه وحافظ عليه وتمسك بشروطه آناء الليل والنهار أدركه الله مقام النبوة

( إلا أنه لا يوحي إليه كالنبيﷺ وبقية الأنبياء والمرسلين ولكن الوحي لحامل القران والاولياء هو وحي الهام بافهام وفتح رباني )

رابعا:-

حامل القرآن صاحبه في الدنيا ، ومؤنسه في القبر إلى يوم القيامة يأخذ بيد حامله حتى يدخله الجنة ويقول له اقرأ وارق إلى أعلى الدرجات واشفع تشفع في أهلك .

لأن الله ألبسه تاج النبوة يوم القيامة ووجهه يتلألأ نوراً كالبدر عند تمامه فالجزاء من جنس العمل ( وحامل القرآن يشفع في سبعة قبور حول قبره )

خامسا :-

الذاكر لله والقارئ للقران تنزل عليه الملائكة بالنور يدور فوق رأسه ما دام ذاكراً أو قارئا للقران حتي ينتهي من الذكر أو التلاوة لأن يد الله على فم الذاكر والتالي والمصلي على النبي حتى ينصرف أو يسكت الذاكر

سادسا :-

التالي للقران كمثل جراب مملوء بالمسك أينما كان وطيب تلاوة القرآن والصلاة على النبيﷺ أطيب من ريح المسك عند الله وعند الملائكة

سابعا :-

الملائكة تحف بجميع مجالس الذكر والتلاوة ومجالس الصلاة علي النبيﷺ فإذا انتهى الذكر تصعد به الملائكة في محفة من السندس الأخضر وتصعد به إلى السماء الدنيا إلى العرش فيعرض هذا العمل على الحضرة الإلهية فيقال له اسكن في خزائن يوم القيامة وادع لصاحبك واستغفر له ]]

{ سلسلة أعيان المغرب }

ثامناً:-

أن ينعم الله تعالى علي وإلديه بالتميز بين الناس يوم القيامة فلقد وروي عن حضرة النبيﷺ

من قرأ القرآن وتعلَّم وعمل به أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان بم كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن

{ رواه الحاكم وعن بريدة رضي الله عنه }

تاسعا :-

فضل قراءة القرآن حتي وان لم تفهم

قال الإمام الغزالي في الاحياء :-

[[ قال الطرسوسي سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل  يقول  سمعت أبي ( الإمام أحمد بن حنبل) يقول رأيت رب العزة عز وجل في النوم فقلت يا رب ما أفضل ما تقرب المتقربون به إليك ؟

فقال تلاوة كلامي يا أحمد فقلت  يا رب بفهم أو بغير فهم قال بفهم وبغير فهم .]]

 { إحياء علوم الدين }

  • قول حضرة النبيﷺ وهو عليه شاق *

إشارة إلي من لم يحفظه ولا يقرأ جيدا فليجهد نفسه حبا في القرآن لأنه حب لله عز وجل اي لا تتركه حتي ولو بالنظر فيه فلعل الله تعالي يرزقك حفظه حتي وان كنت لا تقرأ ولا تكتب

وهذا من اعجاز القرآن فكم من رجال ونساء لا يقرأون جيدا لعدم تعلمهم فينظرون فيه ويسمعون من القراء التلاوة فيكونوا افضل حفظا من المتعلم لأنهم صدقوا مع الله فصدقهم الله

قال العارف بالله علي وفا الشاذلي:-

[[ خطر بفهمي وأنا كالنائم ما صورته يا علي ما القراءة قلت يا مولاي الجمع .

فقيل لي يا علي فأيما مؤمن جمع آية من كتابي بلسانه أعطيته بكل حرف عشر حسنات وأضاعف لمن أشاء. وأضاعف لمن أشاء.

ومن جمع آية من كتابي باستنباط حكمها أعطيته بكل حرف سبعمائة حسنة فإن حرك بها لسانه مع ذلك أعطيته أجره مضروبا في أجر التالي وأضاعف لمن أشاء.

ومن جمع آية من كتابي بالعمل بمقتضاها في الغالب عنده أعطيته بكل حرف سبعة آلاف حسنة

فإن حرك بها لسانه واستنبط ذلك أعطيته أجره مضروبا في أجر التالي والمجتهد الذي لم يتل والمجتهد التالي وأضاعف لمن أشاء.

ومن جمع آية من كتابي بمعرفة حكمتها أعطيته بكل حرف سبعمائة ألف حسنة، فإن ضم هذا إلى ما تقدم أعطيته أجره مضروبا في الأجور المتقدمة، وأضاعف لمن أشاء.

ومن جمع آية من كتابي بالتخلق بحكمتها أعطيته بكل حرف مقدار أجور الأولين، فإن جمع إلى ذلك ما تقدم أعطيته أجره مضروبا في الأجور المتقدمة وأضاعف لمن أشاء.

ومن جمع آية من كتابي أو حرفا بالعلم تحققا فذاك في عنديتي الربانية والرحمانية والإلهية عطائي بغير حساب { ( ولدينا مزيد ) ]]

{ الحكم الوفائية }

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين.

 * المراجع * 

.

  • صحيح البخاري ومسلم والحاكم في المستدرك
  • سلسلة أعيان المغرب الشيخ محمد المرون ص ٩٢-٩٣
  • الحكم الوفائية للعارف بالله علي وفا ص ٤١
  • إحياء علوم الدين لأبي حامد لغزالي ج١