حديث النبي ﷺ الشيخ في قومه كالنبي في أمته ج١
أحاديث المعاملات

حديث النبي ﷺ الشيخ في قومه كالنبي في أمته ج١

روي عن حضرة النبيﷺ

الشَّيخُ في قومِهِ كالنَّبيِّ في أمَّتِهِ

{ أخرجه  ابن حبان وأبو منصور الديلمي }

  • تنبيه :-

تم ذكر هذا الحديث لأسباب مهمة وباختصار شديد. السبب الاول هو ما يخص علماء الشريعة :-

فتري الغالب من الأمة والشباب والمثقفون خاصة إذا لم يعجبهم راي أمام عالم عامل

أطلقوا سهام الألسنة الحادة بالشتم والطعن والتحقير لهذا العالم ونسي الناس أن الكمال لله وحده وما لا يأخذ كله لا يترك كله.

وقال أحد العارفين:-

خذ ما قيل ولا تنظر إلي من قال .

وكما روي عن حضرة النبيﷺ :- إنَّ اللهَ ليُؤيِّدُ هذا الدِّينَ بالرجلِ الفاجرِ. ( مجمع الزوائد للهيثمي )

فقال العلماء فجوره علي نفسه اي قد يقول ولا يعمل بكل ما يقول وليس الفجور والمجون والانحلال الذي يعبر عنه الناس بسوء الفهم فكيف إذا لم يكن كذلك فالاولى الأدب معهم .

وحقيقة إن هذا الأمر ( العلم ) دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ما دام العالم يقول ما وافق الشرع ولم يخالفه ولم يحلل حرام او العكس وكان رأيه مبنيا علي اجتهاد فلا حرج فباب الاجتهاد واسع وأجازه الأئمة الكبار

السبب الثاني:-

فيما يخص علماء الشريعة والحقيقه:-

من الأولياء والصالحين تجد أن نظرة الناس وخاصة طلبة العلم أو مريدي طريق معرفة الله فيها استهانة بالاولياء والصالحين

لأنهم لم يروا أي كرامة تثبت ولاية هذا الشيخ مع أن أعظم كرامة الولي الاستقامة وتأثيره في القلوب بالنور والحب والتشوق إلي طريق معرفة الله تعالى

فنظرة الاستهانة بالعيد الصالح سبب في حرمانك من نور الولي ويحرمك من قبسات النور المحمدي الذي شربه الولي من روحانية سيدنا النبيﷺ

كما حرم أبا لهب من الإيمان به ولم يدخل نور الايمان قلبه لأنه كان ينظر إلي النبيﷺ نظرة يتيم أبا طالب وليس نظرة تقدير واعزاز للنبوة

فيصبح الطالب أوالمريد كمصباح بلا فتيلة ولا نور لعدم وجود الزيت الذي قيل فيه ( يكاد زيته يضيء )

فالادب مع الأولياء والصالحين والحب أساس ركيز في الوصول إلى معرفة الله تعالى والشرب حتي الثمالة من حوض نور روحانية سيدنا حضرة النبيﷺ .

         * اقوال العارفين في الحديث * 
  • قال عبد الوهاب الشعراني :-

المشايخ ( ذو العلم والعمل معا ) ورثة لحضرة النبيﷺ في مقام الأدب معهم وإن تفاوت المقام .

فالشيوخ ( رضي الله عنهم ) نواب لحضرة النبيﷺ في إرشاد جميع الناس بل هم ورثة الرسل على الحقيقة ورثوا علوم شرائعهم غير أنهم لا يشرعون

فلهم حفظ الشريعة في العموم وما لهم التشريع ولهم حفظ القلوب من الميل إلى غير مرضاة الله ، ومراعاة الآداب الخاصة بأهل الحضرة الإلهية .

{الانوار القدسية في معرفة القواعد الصوفية للشعراني}

  • وقال إسماعيل حقي البرسوي :-

قول النبي ﷺ الشيخ في قومه كالنبي في أمته

رواه ابن حبان عن عبد الله بن عمرو والديلمي عن أبي رافع

ولا تلتفت إلى من قال أنه حديث موضوع بعد تخريج الحفاظ وقد ذكره الإمام الغزالي على أنه حديث وكذلك الشيخ قطب الدين الدمشقي في « رسالته المكية » وجلال الدين الرومي في « المثنوي »

والتشبيه بالنبي ﷺ :

إنما هو في دعوته وارشاده وعلمه وعمله الكامل في معاده وليس بمقام النبوة ذاته فهي خصوصية وختام له ﷺ.

{ تمام الفيض في مقام الرجال ص ٩٩-١٠٠ بتصرف}

  • دلائل تقوي الحديث :-

إن فرضنا ضعف الحديث وليس حديث موضوع كما قال البعض فإن ضعف الدليل ليس معناه ضعف المدلول فلقد ورد في القرآن السنة الشريفة ما يدل علي قوة معني الحديث بأن نشبه الشيخ بحضرة النبيﷺ :-

١- قوله تعالى :

{ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ والَّذينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلى الْكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ   إلى قوله تعالى : ذَلِكَ مَثَلُهُمْ في التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ في الْأِنْجيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ. .. الآية }( سورة الفتح )

فالصحابة الكرام رضي الله عنهم وأمة النبي إمتداد لحضرة النبيﷺ في منهجه وأخلاقه ودعوته وسلوكه وأن القدوة منهم نافعين للأمم من جهة الغذاء الروحي والعلمي والبدني وقدوة دنيا وآخرة

٢- قول حضرة النبيﷺ:-

أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم

{ تحفة الأحوذي والتمهيد لإبن عبد البر باب العلم }

فإذا اقتديت بأي واحد منهم فقد اقتديت بحضرة النبيﷺ فصار الصحابي كالنَّبيِّ في أمَّتِهِ ويتعدي الأمر الي من اصطفاهم المولي عز وجل أولياء وعلماء عاملين من أمة حضرة النبيﷺ إلي قيام الساعة.

٣- روي عن حضرة النبيﷺ :-.

علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل

{ ذكره المناوي فيض القدير للمناوي والحافظ في تهذيب التهذيب وكشف الخفاء للعجلوني }

  • وقال إسماعيل حقي البرسوي:-

لأنهم كأنبياء بني إسرائيل من حيث أن هؤلاء الأنبياء كما يتبعون النصوص المأخوذة من الوحي في إثبات الأحكام ونوازل الحوادث فكذا علماء أمة حضرة النبيﷺ يتبعون النص الإلهي ويستنبطون الأحكام باجتهادهم

قال تعالى:. { قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( سورة يوسف ) ﴾

وإلي الجزء الثاني من بيان الحديث :-