حديث النبي. ﷺ عن صلاة الجماعة وأسرارها
جواهر العارفين في الحديث والقرآن المبين

من جواهر العارفين في الحديث والآيات القرآنية ج ١٢

روي عن حضرة النبي ﷺ

صلاة الجماعةِ تَفضُلُ صلاةَ الفذِّ بِخمسٍ وعِشرينَ دَرَجةً

( أخرجه السيوطي في صحيح الجامع عن أبي سعيد الخدري )

  • أقوال العارفين في ذلك :-

من أسرار وفضائل صلاة الجماعة:

رو عن كعب أنه قال : أجد في التوراة أن  الرجل من هذه الأمة ليخر ساجدا لله فيغفر لجميع من خلفه من الصفوف فضلا عنه فكان كعب يتحرى الصف المؤخر رجاء أن يكون فيما تقدم من الصفوف أحد منهم

ألا ترى إلى قوله : «إن سركم أن يقبل الله صلاتكم فليؤمكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم      ( رواه الحاكم في المستدرك )

وجه ثاني :-

ألا تري أن الكل يرجوا الرحمة وليس رجاء واحد كرجاء الجميع وليس اعتذار واحد كاعتذار الجميع وإنما يعتذر كل واحد من الذنب ويسأل كلهم المغفرة والرحمة

فإذا اجتمعوا على مسألة واحدة أجيبوا وكذلك قال سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما  عن النبي صلى اللّه عليه وسلم :   إن الله ليعجب من صلاة الجمع. ( رواه أحمد بنحوه)

وجه ثالث :-

قال العارف بالله أبو بكر الأشكل أن  أبا بكر بن القاسم الأهدل أخبره أنهم اجتمعوا برجل غريب مشهور عنه بالفضل وكان حينئذ بالقرية فحضرت صلاة المغرب

فأشاروا إليه أن يصلي بهم فقال: يصلي أحدكم وأفيدكم فائدة قال فصليت بالجماعة فلما قضيت الصلاة سألناه عن الفائدة فقال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :-

إذا قامت الجماعة للصلاة نظر الله إلى قلب الإمام فإن كان فيه خير رضي عنهم وقبل صلاتهم وغفر لهم وإن لم يكن فيه خير نظر إلى قلوب المأمومين

فإن كان فيهم من في قلبه خير رضي عنهم وقبل صلاتهم وغفر لهم وإن لم يكن فيهم خير نظر إلى اجتماعهم للصلاة وإلى قيامهم بين يديه ورضي عنهم وقبل صلاتهم وغفر لهم.

(  العطر الوردي في كرامات اسماعيل الجبرتي)

وهذا دليل علي شدة محبة الله تعالى لعباده

وقال الإمام إسماعيل حقي الخلوتي:-

قال بعضهم خلق الله وجها يصلح للسجدة وعينا تصلح للعبرة وبدنا يصلح للخدمة وقلبا يصلح للمعرفة وسرا يصلح للمحبة

فاذكروا نعمة الله عليكم حيث زين ألسنتكم بالشهادة وقلوبكم بالمعرفة وأبدانكم بالعبادة

وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى قال الله سبحانه:

إن لي مع المصلين ثلاث شرائط إحداها تنزل الرحمة من عنان السماء إلى مفرق رأسه ما دام في صلاته

والثانية حفته الملائكة بأجنحتها

والثالثة أناجى معه كلما قال يا رب أقول لبيك» ثم قال صلى الله عليه وسلم لو علم المصلى من يناجى ما التفت

وقال الحلاج :-

محبة الله لعباده ورحمته بهم فوق كل شيء وأن أساس المحبة التضحية وأن المحب يجب أن يشقى من أجل محبوبه من غير أن يسأل عن الأسباب

وأن الواجب على أولياء الله أن يتوجهوا إلى الله وحده، ويتحققوا بمعنى العبودية الكاملة ويطيعوا أمره مهما كلفهم ذلك من عنت وشقاء

فالحب هو العذاب لا اللذة وهو التضحية الكاملة بالنفس وهذه التضحية هي أسمى درجات الحب لأنها أكبر الآيات على صدق المحب في حبه. امتهي

فاجعل عبادتك وأعمالك منبعها حب ربك ونيتك حب ربك لا عبادة عادة أو طلب زيادة أو هوي نفس تكن من المفلحين ومن عباده المقربين

  • القصد والهدف من الأسباب  وأعمال البر والطاعات ليست مقصودة لذاتها ولا مطلوبة لصورتها بل لما احتوت عليه من الخضوع والتذلل والتواضع

وهذا حاصل من العبودية ومعرفة عظمة الربوبية فإن أردت الوصول فعليك بالذلة والافتقار

قال الله تعالى في الحديثالقدسي : «أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي»،

فصاحب الهمة العالية من لا يريد بعلمه وعمله وعبادته شيئًا سوى الحق تعالى ولا يريد شيئًا قبل وقوعه ولا كراهة منه لما وقع

لئلا تكون ممن أحب تقديم ما أراد الله تأخيره أو تأخير ما أراد الله تقديمه وهذا مقام الرضا  لقول النبي. اللهم رضنا بقضاتك وقدرك

  • المراجع:-

  • تفسير روح البيان لاسماعيل حقي الخلوتي سورة الأعلى آية ١٦ طبعة العلمية

  • الطبقات للشعراني ترجمة كعب الأحبار دار ضياء الشام

  • العطر الوردي في كرامات اسماعيل الجبرتي طبعة دار الكتب العلمية

  • الحلاج لقاسم عباس طبعة بيروت لبنان

  • الطبقات للشعراني ترجمة علي وفا الشاذلي .

  • رسالة الفضل والمنة لعلي البيومي طبعة العلمية ص ٢١٦ .

وإلي الجزء ١٣ من جواهر العارفين :- .