حديث دعاء النبيﷺ ا علي عتبة بأن يأكله الأسد
أحاديث المعاملات

الوجود كله يحب العبد الصالح ويكره الفاسد

[[ إذا صلح حال العبد مع الله تعالى فإن الوجود ينصلح له ويصير طوع أمره ويحبه كل مخلوق ويعلم صفته واسمه لأنه اصبح حبيب ربه فلا يقتصر طوع الناس وحبهم له فقط بل الحيوان والهوام والطيور تعرفه وتحبه وهي علامة من علامات رضي ربك عليك ]]

روي عن حضرة النبيﷺ أنه دعا على عتبة بن أبي لهب، فقال: " اللهم سلط عليه كلباً من كلابك " فافترسه الأسد بالزرقاء من أرض الشأم. رواه الحاكم .

** بيان دعاء النبيﷺ : تجهز أبو لهب وابنه عتبة نحو الشأم، فخرجت معهما فنزلنا الشراة قريباً من صومعة راهب، فقال الراهب: ما أنزلكم ههنا؟ هنا سباع فقال أبولهب: أنتم عرفتم سني وحقي، قلنا: أجل. قال: إن محمداً دعا على ابني فاجمعوا متاعكم على هذه الصومعة، ثم افرشوا لابني عليه، وناموا حوله، ففعلنا ذلك وجمعنا المتاع حتى ارتفع، ودرنا حوله، وبات عتبة فوق المتاع، فجاء الأسد فشم وجوهنا ثم وثب فإذا هوفوق المتاع فقطع رأسه { أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء}

( فإذا كان الأسد استطاع تمييز الكافر ( عتبة ) من بين أصحابه إلا يميز المسلم من الكافر والصالح من الفاسد)

الدليل الثاني:- عن عبد االله بن عمر بن الخطاب رضي االله عنهما، أنه خرج في بعض أسفاره، فبينماهو يسير إذ هو بقوم وقوف، فقال: ما لهؤلاء القوم؟ قالوا: أسد على الطريق قد أخافهم، فنزل عن دابته ثم مشى إليه حتى أخذ بأذنه، ونحاه عن الطريق، ثم قال له: ما كذب عليك رسول الله ﷺ بقوله: " إنما سلطت على ابن آدم لمخافته غير الله، ولو أن ابن آدم لم يخف إلا الله تعالى لم تسلط عليه ولو لم يرج إلا الله تبارك وتعالى لما وكله إلى غيره.

[[ * تتمة :- روي عن حضرة النبيﷺ أتدرون مـا يقـول الأسـد فـي زئيره ؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إنه يقـول اللهم لاتسلطنى على أحد من أهل المعروف». رواه الطبراني والديلمي والحافظ المنذري عن أبي هريرة رضي الله عنه ]]

الدليل الثالث:- روي عن حضرة النبيﷺ ينزل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام إلى الأرض وكأن رأسه يقطر، ولم يصبه بلل، وأنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويفيض المال وتقع الأمنة في الأرض، حتى يرعى الأسد مع الإبل، والنمر مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات ولا يضر بعضهم بعضاً ثم يبقى في الأرض أربعين سنة، ثم يموت ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه. { سنن أبي داود }

[[** تنبيه :- في الحلية لأبي نعيم، في ترجمة ثور بن يزيد، قال: بلغني أن الأسد لا يأكل إلا من أتى محرماً.]]

الدليل الرابع:- قصة سفينة مولى رسول الله ﷺ مع الأسد مشهورة. روى محمد بن المنكدر عنه أنه قال: " ركبت سفينة في البحر فانكسرت، فركبت لوحاً فأخرجني إلى أجمة فيها أسد، فأقبل إلي فقلت: أنا سفينة مولى رسول االله صلى االله عليه وسلم، وأنا تائه فجعل يغمزني بمنكبه حتى أقامني على الطريق، ثم همهم، فظننت أنه السلام { رواه البزار والطبراني وعبد الرزاق والحاكم }

  • وفي رواية أخري :- عن ابن المنكدر أن سفينة مولى رسول اللهﷺ أخطأ الجيش بأرض الروم وأسر في أرض الروم فانطلق هارباً يلتمس الجيش فإذا هو بالأسد فقال له: يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله ﷺ كان من أمري كيت وكيت فأقبل الأسد يبصبص حتى قام إلى جنبه، فلم يزال كذلك حتى بلغ الجيش، فرجع الأسد " { دلائل النبوة للبيهقي }

الدليل الخامس:- روي عن حضرة النبيﷺ لا تقتلوا النملة فإن سليمان عليه السلام خرج ذات يوم يستقى فإذا بنملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها تقول: اللهم أنا خلق من خلقك لاغني لنا عن فضلك اللهم لاتواخذنا بذنوب عبادك الخاطئين واسقنا مطر تنبت لنا به شجرا وتطعمنا به ثمرا فقال سليمان لقومه: ارجعوا فقد كفيتم وسقيتم بغيركم) { رواه الدار قطني عن الحاكم ورواه الإمام أحمد في مسنده وغيره }

[[وإن كان حديث ضعيف لكن لكثرة وروده بألفاظ مختلفة يقويه وما قيل غير ذلك بأنه موضوع أو باطل فلا يلتفت لذلك .]]

الدليل السادس:- كان أبو الخير النيناني هذا مشهورا بالكرامات. فقال إبراهيم الرقي : ذهبت الي ابي الخير مسلما عليه فحضرت صلاة المغرب فلم يكد يقرأ الفاتحة مستويا فقلت في نفسي ضاعت سفري. فلما سلم خرجت إلى لكي أتوضا فقصدني سبع فهربت منه وعدت إلى أبي الخير وقلت : قصدني سبع فخرج وصاح أبو الخير علي الأسد فقال للأسد ألم أقل لك لا تتعرض لضيوفي فتنحى الأسد فتطهرت ، فلما رجعت قال لي أبو الخير : اشتغلتم بتقويم الظاهر فخفتم الأسد وأشتغلنا بتقويم البواطن فخاف منا الأسد " {جامع كرامات الاولياء للنبهاني وحياة الحيوان الدميري}

** تنبيه :- قال الامام النووي :- قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده ان صلاة أبي الخير هذا كانت فاسدة لقوله لم يقرأ الفاتحة مستويا وهذه جهالة وجسارة منه على سوء الظن بأولياء الرحمن فليحذر العاقل من التعرض لشيء من ذلك بل يجب عليه في حقهم إذا لم يفهم حكمهم المستفادة ولطائفهم المستجادة تأويل أفعال أولياء الله تعالى.

وجواب هذا من ثلاثة أوجه :- أحدها أنه جرى منه لحن لا يخل بالمعنى ومثل هذا لا يفسد الصلاة بالاتفاق الثاني أنه مغلوب على ذلك بخلل في لسانه فتصح صلاته بالاتفاق الثالث أنه لو لم يكن له عذر فقراءة الفاتحة ليست بمتعينة عند أبي حنيفة وطائفة من العلماء ولا يلزم هذا الولي أن يتقيد بمذهب من أوجبها . { بستان العارفين النووي بتصرف يسير جدا}

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين