عاصمة بيت النبوة سيدنا موسى ج٢
عصمة الأنبياء

  • عصمة بيت النبوة سيدنا موسي ج٢ * .

  • قوله تعالى عن سيدنا موسي ﷽

( قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )

فتوبة من موسى عليه السلام إنما كانت من سؤاله ما لم يؤذن له فيه ولا يقوى عليه ومقامه السامي يقضي أن هذا سوء أدب مع الحق تبارك وتعالى وليس سوء أدب تعالى لانه من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين

وإيمانه إنما كان بأنه لا يرقى أحد فوق استعداده في رؤية الحق تعالى ( الا بإذنه عز وجل )

{ المواقف الروحية ) .

[[ وقال العارف بالله أبو سعيد الخير:-

كل انسان يري بنور الايمان ربه ( هذا للعوام من الخلق فكيف بنور النبوة يكون اقوي وأعظم ) فعلي قدر إيمان العبد يكون نور الإيمان هو النور الذي يأتي من القلب الي العين حتي تري بنور الايمان جلاله وجماله علي حد ذاته ]]

{ مقامات أبي سعيد الخير ص ٢٨١ بتصرف يسير } .

الفرق بين رؤية النبي ورؤية سيدنا موسي :-

قال عبد القادر الجزائري:-

[[ هذه الرؤية التي حصلت لسيدنا محمد -ﷺ من غير سؤال هي التي سألها سيدنا موسي عليه السلام فمنعها على حسب سؤاله وليس مطلقا وما حصلت له الرؤية حتى صعق ثم أفاق فما أطاقها مع بقاء هيكله على حالته، وهو معنى قوله تعالى ( لن تراني ﴾ .

أي لا تطيق رؤيتي مع بقائك على حالتك، حسب سؤالك ولكن أطاقها وتحملها سيدنا محمد ﷺ لما خصه الله تعالى تعالى به من القوة روحًا وجسمًا وأنه صاحب إرادتي ( اي أن رؤيته لي مرادي ولم يطلبها فقويته علي ذلك ) ]]

{ المواقف الروحية للجزائري } . .

  • قوله تعالى : ﷽. ﴿ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لما خفتُكُمْ }

[[ قال العارف بالله محي الدين ابن العربي:-

كيف خاف سيدنا موسى عليه السلام وهو كامل مع أن الواحد من الأولياء لا يخاف أحدًا إلا الله تعالى؟

خوف سيدنا موسي لعدة وجوه :-

منها أن الكامل يرى من نفسه الضعف خلاف صاحب الحال من الأولياء.

ومنها أنه يجب على الكامل الفرار من شيء يؤذي بدنه أو يلحقه بالعدم وإن خالف ذلك ناله الإثم.

ومنها أن في الخوف عدم تعطيل الأسباب فكان من كمال علم سيدنا موسی فراره منهم

ومنها (وهو افضل الأجوبة علي ذلك) أن خوفه منهم إنما هو خوف من الله تعالى بالأصالة بأن يسلطهم عليه فرجع خوفه منهم إلى خوفه من الله تعالى وذلك محمود والله أعلم.]. { الفتوحات المكية } .

وقال العارف بالله عبد القادر الجزائري:-

[[ قال سبحانه وتعالى في وصف رسله جميعا عليهم الصلاة والسلام :

{ الَّذِينَ يُللْغونَ رسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَحْشُونَ أَحَدًا إِلَّا الله ﴾ [ سورة الأحزاب ].

وقال حكاية عن سيدنا موسى وهارون عليهما السلام لما أرسلهما إلى فرعون وقال لهما: { اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾

وقال سيدنا موسى { إِنَّنا تَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْعَى)

فاعلم أنه لا منافاة ( ولا تعارض ) بين الآيتين فإن خوفهما عليهما السلام ما كان من حيث تبليغ الرسالة

وإنما كان خوف سيدنا موسى أن يقتلوه قصاصًا بسبب القبطي الذي قتله ( دون عمد منه بل خطأ ) وكان يرى أنهم محقون لو فعلوا

( لأنهم لا يعلمون ولم يروا ما حدث بأنه خطأ وكان دفاعا عن الرجل الضعيف حيث دفعه بقوة ليبعده عنه ولم يقصد بذلك إلا رفع الظلم وليس تعمد القتل بآلة أو غيرها )

وقد صرح بذلك سيدنا موسى حيث قال { إِني قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أن يَقْتُلُونِ)

وقال ﴿وَلهُمْ عَلَى ذنب فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونَ ﴾

فإن سيدنا موسى - عليه السلام - كان يعتبر قتله القبطي ذنبًا عظيمًا وما يذكر له ذنبًا حين تسأله الخلائق الشفاعة يوم القيامة إلا قتله القبطي

فما خاف إلا من الله سبحانه وتعالى أن يسلطهم عليه بذنبه فما خاف رسول من المرسل إليهم من حيث تبليغ الرسالة قط

كيف والمولي سبحانه وتعالى قتل في حقهم :-.
{ إني لَا يَخَافُ لَدَى الْمُرْسَلُونَ﴾

وقال :-. { إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه }

والرسل - عليهم الصلاة والسلام لا ولاية للشيطان عليهم ولا سبيل له اليهم فإنهم مؤيدون بروح القدس وهو الروح الأمري الذي يكون به التأييد،

,{ المواقف الروحية للجزائري موقف رقم ٣٣٥ } . وإلي الجزء الثالث من عصمة سيدنا موسى :-