العارف بالله أبو الحسن الشاذلي
من أحوال وأقوال بعض العارفين

من اقوال وحكم العارف بالله أبو الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه وعنهم أجمعين :-

  • عليك بالاستغفار وإن لم يكن هناك ذنب واعتبر باستغفار النبي ﷺ بعد البشارة من الله تعالى له واليقين بمغفرة ما تقدم من ذنبه، وما تأخر

وهذا في حق النبي ﷺ وهو معصوم لم يقترف ذنباً قط وتقدس عن ذلك فما ظنك بك وأنت لا تخلو عن العيب والذنب في وقت من الأوقات

.

  • إذا ذادت عليك الخواطر والوساوس فقل ؛- سبحان الملك الخلاق" إن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ .وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ "

.

  • لا تجد الروح والمدد ويصح لك مقام الرجال حتى لا يبقى في قلبك تعلق بعلمك ولا اجتهادك وتيأس من الكل دون الله تعالى

.

  • من أحصن الحصون التي تحميك من وقوع البلاء بسبب المعاصي هو الاستغفار قال الله تعالى :- "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ( سورة "الأنفال )

.

  • إذا ثقل الذكر على لسانك، وكثر اللغو في أقوالك وانبسطت الجوارح في شهواتك، وانسد باب الفكرة في مصالحك فاعلم أن ذلك من عظيم أوزارك أو لكمون إرادة النفاق في قلبك

وليس لك طريق إلا الإصلاح والاعتصام بالله تعالى والإخلاص في دين الله تعالى ألم تسمع إلى قوله تعالى:

"إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ" . ولم يقل من المؤمنين فتأمل هذا الأمر إن كنت فقيهاً،

.

  • من أحب أن لا يعصي الله تعالى في مملكته فقد أحب أن لا تظهر مغفرته ورحمته وأحب أن لا يكون لنبيه صلى الله عليه وسلم شفاعة يوم القيامة

.

  • لا تشم رائحة الولاية وأنت غير زاهد في الدنيا وأهلها ( أي لا يشغلك عن ربك مال ولا أهل ولا ولد ولا زوجة فإن فعلت وكنت بربك ولربك تكفل الله تعالى بك وبهم )

. *أسباب القبض في النفس ثلاثة :- ذنب أحدثته أو دنيا ذهبت عنك أو شخص يؤذيك في نفسك أو عرضك

فإن كنت أذنبت فاستغفر . وإن ذهبت عنك الدنيا فارجع إلى ربك . وإن كنت ظلمت فاصبر واحتمل وهذا دواؤك .

وإن لم يطلعك الله تعالى على سبب القبض فاسكن تحت جريان الأقدار فإنها سحابة سائرة

.

  • إذا استحسنت شيئاً من أحوالك الباطنة أو الظاهرة ( من مال وولد أو علم أو عبادة أو الدوام علي الذكر وتلاوة القرآن أو غيره ) وخفت زواله فقل :- . ما شاء الله لا قوة إلا بالله

  • لا تؤخر طاعة وقت لوقت آخر فتعاقب بفواتها أو بفوات غيرها أو مثلها جزاء لما ضيعت من ذلك الوقت فإن لكل وقت سهماً فحق العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية .

وأما تأخير سيدنا عمر رضي الله عنه الوتر إلى آخر الليل فتلك عادة جارية وسنة ثابتة ألزمه الله تعالى إياها مع المحافظة عليها.

وكيف تفعل انت ذلك أو تتشبه به وأنت تميل إلى الراحات والركون مع الشهوات والغفلة عن المشاهدات هيهات هيهات هيهات.

.

  • ليس هذا الطريق بالرهبانية ولا بأكل الشعير والنخالة وإنما هو بالصبر على الأوامر واليقين في الهداية

قال تعالى:. "وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ" ( سورة السجدة)

.

  • من لم يزداد بعلمه وعمله افتقاراً لربه وتواضعاً لخلق الله تعالى فهو هالك ( لأن العلم يجعلك تذداد تواضع لا تكبر علي العباد)

  • من علم اليقين بالله تعالى وبما لك عند الله تعالى أن تتعامل مع الخلق ما لا تصغر به عند الحق سبحانه وتعالى ويقبله الشرع مع أن النفس تكرهه

كحمل متاعك من السوق، وجمع الحطب للطعام، وجعله على رأسك، والمشي مع زوجتك إلى السوق في حاجة من حوائجها، وركوبك خلفها على الحمار، وغيره فهذا من علم اليقين

وأما ما تصغر به في أعين الناس وللشرع عليك فيه اعتراض فليس من علم اليقين فلا ينبغي لك ارتكابه

.

  • لا يعطي الله تعالى الكرامات لمن طلبها وحدث بها نفسه ولا من استعمل نفسه في طلبها.

وإنما يعطيها لمن لا يرى نفسه ولا عمله وهو مشغول ( بفعل ما يحبه) الله تعالى ناظر لفضل الله آيس من نفسه وعمله معتمد على فضل ربه

.

  • لا يوجد كرامة أعظم من كرامة الإيمان ( الاستقامة ) ومتابعة السنة.

فمن أعطيهما وجعل يشتاق إلى غيرهما ( من المشي علي الماء أو الطيران في الهواء أو شفاء المرضي بلمسة من يده أو العلوم والمعارف الربانية ويكون ذلك مراده ومطلوبه من الذكر والعبادة )

فهو عبد كذاب أو ذو خطأ في العلم بالصواب ومثل هذا النوع من الناس مثل رجل أكرم بشهود الملك والجلوس في حضرته علي الدوام فأراد ترك مجلس الملك وحضرته واشتاق إلى سياسة الدواب

.

  • لا تركن إلى علم ولا مدد وكن بالله تعالى واحذر أن تنشر علمك ليصدقك الناس وانشر علمك ليصدقك الله تعالى

.

  • من أقبل على الخلق الإقبال الكلي ( لتعليمهم وتربيتهم وإظهار حاله ومقامه ) قبل بلوغ درجات الكمال فقد سقط من عين الله تعالى

فاحذروا هذا المرض العظيم فقد تعلق به خلق كثير وقنعوا بالشهرة وتقبيل اليد فاعتصموا بالله يهديكم الله تعالى إلى الطريق المستقيم،

.

  • وكان يقول كل اسم تستدعى به نعمة أو تستكفي به نقمة فهو حجاب عن الذات وعن التوحيد بالصفات وهذا لأهل المراتب والمقامات

( كما روي أن الإمام الجنيد رضي الله عنه تألم من قدمه فقرا عليها الفاتحة فسمع هاتفا يقول له أما تستحي أن تستعمل اسمي في مداوتك)

وأماعوام المؤمنين فهم عن ذلك معزولون وإلى حدودهم يرجعون ومن أجورهم من الله تعالى لا يبخسون ( لأن كل انسان علي قدر حاله ومعرفته بربه )

.

  • لن يصل العبد إلى الله وبقي معه شهوة من شهواته ولا مشيئة من مشيئاته

.

  • إن من أشقي الناس من يحب أن يعامله الناس بكل ما يريد، وهو لا يجد من نفسه بعض ما يريد

وطالب نفسك بإكرامك لهم ولا تطالبهم بإكرامهم لك لا تكلف إلا نفسك ( وتعطيهم ما هو لهم ولا تطلب ما هو لك وتلك الفتوة الحقيقية )

. .* إن أردت أن تصح على يديك الكيمياء فأسقط الخلق من قلبك واقطع الطمع من ربك أن يعطيك غير ما سبق لك ثم أمسك ما شئت يكون لك كل شئ كما تريد

.

  • إن أردت أن لا يصدأ قلبك ولا يلحقك هم ولا كرب ولا يبقي عليك ذنب فأكثر من قول:-

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم لا إله إلا هو اللهم ثبت علمها في قلبي واغفر لي ذنبي

.

  • وإن أردت الإخلاص في جميع أحوالك فأكثر من قراءة "قل هو الله أحد"

وإن أردت تيسير الرزق فأكثر من قراءة "قل أعوذ برب الفلق"

وإن أردت السلامة من الشر فأكثر من قراءة "قل أعوذ برب الناس. قال بعضهم وأقل الإكثار سبعون

وإذا توجهت لشيء من عمل الدنيا والآخرة فقل: يا قوي يا عزيز يا عليم يا قدير يا سميع يا بصير،

. *خصلة واحدة تحبط لك كل أعمالك ولا يتنبه لها كثير من الناس وهي سخطك على قضاء الله تعالى.

وانظر الي قوله تعالى: "ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ . ( سورة محمد )

حسنتان لا يضر معهما كثرة السيئات الرضا بقضاء الله تعالى والصفح عن عباد الله

.

  • لا ينازع الناس في الدنيا إلا المؤمن بالقسمة

( أي القسمة الأزلية أن كل ما هو لك فلن يأخذه غيرك مهما فعل وما لم يكن لك فلن تأخذه ولو كانت بيدك حيلة أو مكر العباد كلهم )

وإنما تساق لرزقك أو لأجلك أو لما يقضي الله به عليك أو بك أو لك وهي خمسة لا سادس لها

.

  • إياك أن تقف مع الخلق بأن بأيديهم النفع أو الضر لأنها ليست منهم واشهدها من الله تعالى فيهم

وفر إلى الله منهم بشهود القضاء والقدر الجاري عليك وعليهم أو لك ولهم ولا تخف من الخلق خوفاً تغفل به عن الله تعالى وترد القدر إليهم ولك

( لأنك إذا خفت الله تعالى خاف منك الخلق واذا اجللت ربك هابك الناس والعكس بالعكس)

.

  • إذا فارقت المعاصي في ظاهرك ونبذت حب الدنيا من باطنك ولزمت حفظ جوارحك وراعيت ربك في السر والعلانية

أتتك الزوائد من ربك ( والزوائد هي العلم واليقين والمعرفة ) ووكل بك الله تعالى حارساً يحرسك من عنده وأخذ الله تعالى بيدك خفضاً ورفعاً في جميع أمورك

،

  • من سوء الظن بالله تعالى أن تطلب النصرة من غير الله تعالى ( في دفع ظلم أو جلب حق ) وتظن أن الله لن ينصرك فطلبت ذلك من غيره

وهذا سوء ظن بالله تعالى وسوء أدب قال تعالى:.

"مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ"

والله سبحانه وتعالى أعلي وأعلم وأحكم. وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين

. .* المراجع *

  • الطبقات للشعراني ترجمة الإمام الشاذلي ( بتصرف يسير )

  • وانظر لطائف المنن في مناقب الشيخ أبا الحسن الشاذلي لإبن عطاء الله السكندري .